الأضحية شعيرة إسلامية تضافرت الأدلة على شرعيتها يقول الحق سبحانه :”فصل لربك وانحر”.
ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتركز اهتمام القادرين من المسلمين على شراء الأضحية المناسبة.
وقال الدكتور عبدالمحسن محمد همام أستاذ التكاثر الحيوانى بمعهد البحوث البيطرية بالمركز القومي للبحوث إن هناك بعض الضوابط الشرعية والشروط الصحية التى يجب أن تتوفر فى الأضحية والتى تتعلق بنوع وعمر وصحة الحيوانات .
وأوضح أن الحكمة فى اخيتار عمر الحيوان المناسب ينصب فى مصلحة الوطن والمواطن، بحيث يجب أن يكون حيوان الأضحية يحتوى على كميات كبيرة من اللحوم تكفي لتوزيع الأنصبة المقررة على عدد كبير من الأهل والأقارب والفقراء، لتعم الفائدة وتفي بالغرض المذبوحة من أجله، بجانب أنها تقرب إلى الله وتنفيذا للهدي الكريم.
وتابع. أنه من الناحية العلمية يجب أن يكون الحيوان قد وصل إلى أعلى معدلات الزيادة فى الوزن وفي قمة منحنى النمو في هذا العمر، وأن تربية الحيوانات بعد هذا العمر تعتبر غير اقتصادية، وأن ذبح الحيوانات أصغر من هذا العمر يعتبر إهداراً للثروة الحيوانية، ونقصاً في كمية اللحوم المنتجة منها، نظراً لانخفاض نسبة التصافي والتشافي، وأن استكمال تربية هذه الحيوانات ضروري لقابليتها للنمو وزيادة الوزن.
وعن أنواع الأضحية فأشار أستاذ التكاثر الحيواني إلى أن منها الضأن وهو الأغنام (الخراف أو الكباش) وهذه يجب ألا يقل عمرها عن 6 شهور، ويفضل أن تكون فى عمر 12 شهراً ، وأوزانها تترواح بين 45-60 كيلو غراماً على حسب سلالة الأغنام.
أما الماعز فيجب ألا يقل عمرها عن عام واحد ويفضل أن يكون عمرها أكثر من سنة ( 1-2 سنة)، والأبقار (عجول الأبقار والجاموس) ينبغي ألا يقل عمرها عند الذبح عن عامين (2-3 سنة)، والإبل (الجمال) يشترط أن تكمل الخمس أعوام وأكثر.
وأضاف دكتور عبد المحسن أن الأضحية لابد وأن تكون سليمة بشكل عام، وأن تتميز بخلوّها من العيوب الظاهرة أو الواضحة في اللحم والشحم، كالمرض الواضح والعمى والعرج وغير مكسورة القرن ولا ساقطة الأسنان ولا هزيلة ولا مقطوعة الذنب ولا منتنة الفم.
وتابع: أنه يجب أن يظهر على الحيوان علامات النشاط والحركة والإقبال على تناول الطعام، لأن ارتفاع درجة الحرارة للحيوان (لأسباب طبية متعددة) تقلل من نشاط الحيوان والرغبة فى تناول احتياجاته من الأعلاف.
إضافة إلى عدم خروج إفرازات أو رغاوى من الفم والأنف يصاحبه ارتفاع فى درجة حرارة الحيوان لاحتمال إصابته ببعض الأمراض الموسمية (فيروسية أو بكتيرية) وخاصة الحمى القلاعية، وألا يكون الحيوان مصاباً بالإسهال ويمكن التعرف عليه إما أثناء التبرز أو وجود الفضلات ملتصقة بالخلف مع رائحة كريهة، لأن الإسهال الشديد يؤدي إلى فقدان السوائل بالجسم والضعف والهزال الشديد وربما إلى نفوق الحيوان.
وواصل همام إلى أنه يمكن التعرف على ضعف وهزال الحيوان وعدم اكتنازه إلى اللحم والشحم المناسب بطرق عادية، ففي الأغنام من خلال الإمساك بسلسلة الظهر فإذا لمست الفقرات من الداخل بسهولة يدل ذلك على ضعف الحيوان، أما في الأبقار والجاموس والإبل فيمكن النظر إلى سلسلة الظهر والضلوع والشكل العام للحيوان، فبروز الضلوع وسلسلة الظهر بصورة كبيرة مقارنة بالحيوان السليم يدل على ضعف الحيوان وانخفاض نسبة التصافي والتشافي.
واستكمل أنه يجب ألا تكون إحدى عيون الحيوان عوراء أو عمياء، وأن تكون عيونه لامعة ليس بها احمرار أو احتقان أو اصفرار في قرنية العين(الصفراء)، وأسنان الحيوان يجب أن تكون سليمة وغير مكسورة، والصوف فى الضأن يجب أن يكون سليماً ولا توجد به بعض الفراغات، لأن تساقط الشعر أو الصوف يدل على إصابته ببعض الطفيليات أو الفطريات أو نقص فى إحدى العناصر الغذائية.
أما في الأبقار والجاموس والإبل فسلامة الجلد تعد من إحدى العلامات علي صحة الحيوان لأن وجود تقرحات أو دوائر خالية من الشعر أو نتوءات في الجلد أو عقد جلدية أو جروح أو قروح أو دمامل تقلل من قيمة الحيوان ودليل على إصابته ببعض الأمراض الجلدية (ميكروبية –طفيلية او فطرية ) وبعضها ينتقل إلى الإنسان.
وفي النهاية فإن الغرض من وضع شروط صحية وضوابط للأضحية هو المحافظة على صحة الإنسان وعدم إصابته بالأمراض المشتركة وفي نفس الوقت تحقيق أعلى منفعة للمستهلك والحفاظ على الثروة الحيوانية من الإهدار .