كيف تلقت جولدا مائير نبأ عبور الجيش المصري في حرب أكتوبر.
كيف تلقت جولدا مائير نبأ عبور الجيش المصري في حرب أكتوبر.
كانت الصدمة شديدة عليها في المقام الأول، فقد تحملت جولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية عام 1973، مسئوليتها تجاه عبور المصريين خط بارليف المنيع، كما أسموه، وتوغلهم في سيناء بالإضافة إلى توغل السوريين في العمق على مرتفعات الجولان ليتكبدوا خسائر جسيمة على الجبهتين.. ولكن ماذا عن أول رد فعل لها بعد سماع أنباء الهزيمة؟؟
وصورةجولدا تكشف مدى صدمته فور سماعها النبأ، حتى أن بعض التقارير الإعلامية أشارت إلى إقدامها على إنها حياتها نتيجة للضغط العصبي الذي عا نت منه ونتيجة للتقارير التي كان يرفعها موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي، وتنبأ خلالها بمصير دولة إسرائيل، الأمر الذي جعلها تشعر بأن عالمها قد انهار ولم يعد هناك مغزى لحياتها.
وفي كتاب صدر لها بعنوان «حياتي»، طرحت رئيس الوزراء الإسرائيلية سؤالًا مؤلمًا في ذلك الوقت وهو «هل تُطلع الشعب على حقيقة الموقف السيئ أم لا؟؟» وأكدت أن الكتابة عن حرب «يوم الغفران» يجب ألا تكون كتقرير عسكري بل ككارثة قريبة أو كابوس مروع قا ست هي منه وسوف يلازمها مدى الحياة.
بررت جولدا فشل إسرائيل العسكري بأنهم كانوا يتحدثون أكثر من اللازم قبل السادس من أكتوبر وكان ذلك يمثل أحد مشكلاتهم «فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم، لقد كانوا صبورين، كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا، كانوا يقولون ويعلنون الحقائق حتى بدأ العالم الخارجي يتجه إلى الثقة بأقوالهم وبياناتهم».وُلدت جولدا مائير في 3 مايو 1898 بمدينة كييف الأوكرانية، وهاجرت مع عائلتها إلى مدينة ميلواكي في ولاية ويسكونسن الأمريكية عام 1906، وتخرجت من كلية المعلمين، وعملت في سلك التدريس، وانضمّت إلى منظمة العمل الصهيونية في 1915، وقامت بالهجرة مرة أخرى، ولكن هذه المرة إلى فلسطين وبصحبة زوجها موريس ميرسون في1921، وبعد موت زوجها في1951، تخلّت «جولدا» عن اسم زوجها وتسمّت باسم العائلة «مائير»، الذي يعني «الاشتعال البرّاق».
انتقلت «مائير» إلى تل أبيب في 1924، وعملت في مختلف المهن بين اتحاد التجارة ومكتب الخدمة المدنية قبل أن يتمّ انتخابها في الكنيست الإسرائيلي عن حزب «ماباي» 1949، وعملت كوزيرة للعمل في الفترة من 1949 إلى 1956 وكوزيرة للخارجية في الفترة من 1956 إلى 1966.
وبعد رحيل رئيس الوزراء الإسرائيلي، ليفي أشكول، تقلّدت «جولدا» منصب رئيس الوزراء، حيث كانت رابع رئيس وزراء لإسرائيل، وتعرّضت حكومة التآلف التي ترأّستها للنّزاعات الداخلية، وأثارت الجدل والتساؤلات في مقدرة حكومتها على القيادة، خاصّة بعد الهجوم العربي في 6 أكتوبر 1973، وتعرّضت جولدا مائيل لضغوط داخلية نتيجة لكل هذا، وقدمت استقالتها وأعقبها في رئاسة الوزراء، إسحاق رابين.