خلق الله الحيوان وخصصه وخصص بعضه على بعضٍ فقال رسول الله صل الله عليه والسلام: إن الديك يؤذن أما الحمار ينهق عندما يرى الشيطان، ولكن يراود الكثير منا سؤالاً هاماً دائماً، وهو لماذا تنبح الكلاب عند سماع الآذن، فهل ترى الكلاب الشياطين؟ فإن الله سبحانه وتعالى قد خلق جميع مخلوقاته من نبات وحيوان ليسبحوا له. فدعونا نتعرف سوياً على سبب نباح الكلب وصراخه عند سماع الآذان.
أمرنا نبينا الكريم صل الله عليه والسلم بأن نتعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند سماع نهيق الحمير ونباح الكلب، لأنهما يروا مالم نرى، فقال: “إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمر بالليل، فتعوذوا بالله، فإنهم يرين مالا ترون، أي من الجن والشياطين، فإنهم مُخصصون بذلك دونكم أنتم يابني آدم”.
الكلاب ترى ما لا نرى
فالشيطان يفر عند سماع صوت المؤذن وله أنيناً شديداً للخوف، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: “إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضُراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب للصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول، اذكر كذا واذكر كذا، لما لم يكن يذكر من قبل حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى”.
فالشيطان يكره صوت الآذان ويخاف منه فإذا سمعه فر هارباً فتنبح الكلاب، ويكون عواءها لرؤية الشياطين وهي تنفر، وقد يكون الكلب نفسه شيطان، فالشياطين تتمثل في صور كثيرة من مخلوقات الله.
في صحيح مسلم أن الرسول صل الله عليه وسلم قال: “الكلب الأسود شيطان”، فالكلاب الأسود شيطان الكلاب، والجن تتمثل في صورته كثيراً، كما تتمثل أيضاً فالقط الأسود، فاللون الأسود أجمع للقوة الشيطانية أكثر من غيره من الألوان، ولأنه فيه قوة الحرارة أيضاً. فمتى نبح الكلب الأسود سواء عند سماع الآذان أو في أوقات غير ذلك، فإنه يكون قد رأى مالم نراه ومن ثم فيشرع لنا التعوذ بالله عز وجل من الشيطان الرجيم وشروره.
تسبح بحمد الله
وقيل اثباتاً لما جاء في كتاب الله، أن جميع مخلوقات الله تُسبح بحمد الله تعالى، ولكننا لا نفهم كيفية ذلك التسبيح، قال الله تعالى: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِیهِنَّۚ وَإِن مِّن شَیۡءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَـٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِیحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِیمًا غَفُورࣰا﴾.
فما من شيء من مخلوقات الله إلا ويسبح بحمده تعالى عشية وبكير، ولكننا كبشر قد لا نفهم كيف تسبح الحيوانات بحمد الله، وذلك لأنها بخلاف لغة البشر والتي لا نفهمها إطلاقاً، فلم يفهم أصوات الحيوانات من بني آدم سوى سيدنا سُليمان عليه السلام الذي وهبه الله تعالى القدرة على مُحادثتهم وسماعهم.
والجزم بأن عواء الكلاب ونباحهم وصراخهم هو التسبيح بحمد لله، فليس عليه لنا دليل، وعلى كل فإننا لا نرى جواز ضربها على ذلك العويل. وهناك رأي آخر يفسر أصحابه من علماء الدين عواء بعض الكلاب عند سماع صوت الآذان، بأن هناك بعض الكلاب تعوي عندما تسمع الأصوات العالية خوفاً وذعراً لأنه يؤذي آذانها، ولا تتوقف عن العواء والنباح إلا عند توقف هذه الأصوات.
رؤية ملك الموت
لكن هناك سؤالاً يراوده الكثير من الناس فيما بينهم، وهو أن نباح الكلاب دليلاً على رؤية الكلب لملك الموت، وأن أحد من سكان هذا المكان سيموت، والإجابة أن تلك المقولات غير صحيحة، ولا تُثبت في ذلك نهائياً في القرآن أو الأحاديث النبوية.
قال النبي ﷺ: “إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكًا وعند نهيق الحمر ونباح الكلاب: يتعوذ الإنسان بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطانًا، فهذا مأمور به.”
فاذكروا الله تعالى دائماً وأبداً، وصلوا على رسول الله صل الله عليه وسلم تسليماً كثيراً، فاللهم أحشرنا مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وأجعلنا ممن يُسبحونك ليلاً نهاراً وكل وقت وحين.