مادة خطيرة تهاجم الكبد وراء سحب إندومي من الأسواق؟
مادة خطيرة تهاجم الكبد وراء سحب إندومي من الأسواق؟
أعلنت الهيئة القومية لسلامة الغذاء في مصر سحب عينات الإندومي بالأسواق لتحليلها والوقوف على مدى سلامتها.
وقالت الهيئة، في بيان رسمي، إنه تبين بعد ورود نتائج التحاليل بصلاحية الشعرية سريعة التحضير للاستهلاك الآدمي وعدم صلاحية منتج الشطة ونكهتَي الدجاج والخضار للاستهلاك الآدمي لوجود نسبة من الأفلاتوكسينات ومتبقيات المبيدات؛ بما يتعدى الحدود الآمنة المسموح بها للاستهلاك الآدمي.
وقبل أن نستعرض ما هي مادة الأفلاتوكسينات، فيجدر الإشارة إلى أن الأضرار المشبعة التي تدخل ضمن مكونات النودلز أو الشعرية السريعة التحضير من دون تلك المادة التي تتعدى الحدود الآمنة المسموح بها للاستهلاك الآدمي لها خطورة على صحة الإنسان، وفق ما أكدت الدكتورة شيرين علي زكي، رئيس لجنة سلامة الغذاء والمتابعة الميدانية بالنقابة العامة للاطباء البيطريين.
وفسرت في تدوينة نصائحية عبر جروب “جت في اللقمة” على فيسبوك، بأن مكونات الشعرية سريعة التحضير، هي: “60% من الكربوهيدرات نتيجة دقيق القمح الخاص بالشعرية، بالإضافة إلى دهون مشبعة ومصدرها زيت النخيل الذي تحتويه تلك الشعرية”، موضحة أنها لا تحتوي على بروتينات أو فيتامينات أو أملاح معدنية أو أي فوائد تمد الجسم بالعناصر الغذائية التي يحتاجها.
وحذرت الدكتورة شيرين، بأنه يتم إضافة مواد حافظة ومعززات للنكهة وتحسين القوام لهذه المنتجات، قائلة : “النودلز لا تشكل خطراً في حد ذاتها لاحتوائها على تلك المواد، وإنما خطورته في الملح الصيني”
ما هي المادة المثيرة للجدل في الشعرية سريعة التحضير؟
وأكدت الدكتورة شيرين علي زكي أن الشعرية سريعة التحضير، تحتوي توابلها على مادة مونو صوديوم جلوتامات أو أحادي جلوتامات الصوديوم أو ما يسمى بالملح الصيني واختصارها MSG ويرمز لها ب E621، وهي مادة معززة للنكهة ومن مسببات السرطان ومسؤولة عن تدمير خلايا المخ.
ويدخل الملح الصيني Ajinomoto أو Monosodium Glutamate (MSG)، ضمن أحد المكونات الرئيسية لكل منتجات النودلز أو الشعرية سريعة التحضر، وهو المكون المسئول تحسين المذاق وله آثار جانبية كثيرة، وذلك وفقاً لدراسة بكلية الطب ، جامعة خون كاين ، تايلاند بقسم قسم المجتمع للمساعدة في التحليل الإحصائي.
وأوضحت الدراسة أنه يمكن أن يؤدي استهلاك كميات كبيرة منه إلى ظهور متلازمة التمثيل الغذائي التي تتجلى في عدد من الأعراض بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وارتفاع السكر في الدم والسمنة وارتفاع الكوليسترول.
وذهب أحد الخبراء المشاركين في الدراسة إلى حد وصف المكون بأنه “قاتل صامت” له تأثيرات أسوأ من المخدرات والنيكوتين والكحول، وفق ما نقل موقع “htv” المعني بالصحة والتغذية.
ومع ذلك، وعلى الرغم من آثاره الجانبية السلبية المختلفة، إلا أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تعتبره آمنًا بشكل عام، هذا يعني أنه إذا تم استهلاكه بكميات عادية، فإن المكون آمن.
ما هي مادة الأفلاتوكسينات؟
إلى هنا، نعود إلى مادة الأفلاتوكسينات التي قررت على إثرها قررت الهيئة القومية لسلامة الغذاء سحب منتج إندومي من الأسواق بعد تبين عدم صلاحية منتج الشطة ونكهتي الدجاج والخضار للاستهلاك الأدمي.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنه تم تحديد عدة مئات من السموم الفطرية المختلفة، ولكن السموم الفطرية الأكثر شيوعاً والتي تشكل مصدراً للقلق على صحة الإنسان والماشية تشمل الأفلاتوكسينات والأوكراتوكسين ألف والباتولين والفيومونسنات والزيارالينون والنيفانول والدييوكسي نيفالينول.
وتظهر السموم الفطرية في السلسلة الغذائية نتيجة لتلوث المحاصيل بالعفن قبل الحصاد وبعده سواءً بسواء.
وتقول المنظمة عبر موقعها إنه يمكن أن يحدث التعرض للسموم الفطرية على نحو مباشر بتناول الأغذية الملوثة وعلى نحو غير مباشر عن طريق الحيوانات التي تغذت على أعلاف ملوثة، ولاسيما حليب هذه الحيوانات.
وتُعد الأفلاتوكسينات من أشد السموم الفطرية سمية وتنتجها بعض أنواع العفن (الرشّاشية الصفراء والرشّاشية الطفيلية) التي تنمو في التربة والنباتات العطبة والدريس والحبوب. وتشمل المحاصيل التي كثيراً ما تتضرر من أنواع الرشّاشية المتعددة، الحبوب (الذرة والذرة الرفيعة والقمح والأرز)، والبذور الزيتية (فول الصويا والفول السوداني وعباد الشمس وبذور القطن)، والتوابل (الفلفل الشيلي والفلفل الأسود والكزبرة والكركم والزنجبيل) والثمار الجوزية (الفستق واللوز والجوز وجوز الهند وجوز البرازيل).
كما يمكن أن توجد السموم في لبن الحيوانات التي تتغذى على أعلاف ملوثة، في شكل أفلاتوكسين M1. ويمكن أن تؤدي جرعات الأفلاتوكسين الكبيرة إلى تسمم حاد (التسمم بالأفلاتوكسين) وقد تهدد الحياة، وعادة ما يكون ذلك عن طريق إتلاف الكبد.
وقد ثبت أيضاً أن الأفلاتوكسينات سامة للجينات، أي أنها تضر بالحمض الريبي النووي المنزوع الأوكسجين ويمكن أن تسبب السرطان في أنواع الحيوانات. كما تشير البيّنات إلى أنها قد تسبب سرطان الكبد في البشر.