الأتراك يعرفون جيداً قيمة وأهمية مصر التاريخية والحالية كدولة قائدة وفاعلة في الأقليم، وربما خير دليل على ذلك هو ما ذكره كتاب العمق الأستراتيجي عن أهمية مصر بالنسبة لتركيا، ولكن فكرة المصالحة والحديث التركي عن أنه مستعد لفتح صفحة جديد من العلاقات مع مصر ودول الخليج يرجع لعدة أسباب.
أن أنقرة تسعي لفك عزلتها الدولية والأقليمية، وربما تكون قد بدأت تركيا في مغازلة عدد من الدول الأوروبية لذلك الهدف وفي نفس الوقت سعت نحو التصالح مع الدول القائدة في الأقليم والتي تتثل في مصر والدول الخليجية.
اما الهدف الثاني من هذا التصالح نتيجة للضغوط الشعبية على النظام التركي والتي طالبت أكثر من مرة بعدم معادة مصر وأن تصرفات أردوغان اتجاة مصر خأطئ.وهو ما عبرت عنه المعارضة التركيا في أكثر من موقف فزعيم المعارضة في البرلمان التركي، كمال كيليتشدار أوغلو، طالب في يوليو 2019 بعدم معادة مصر والتصالح معها وهو الأمر الذي كرره مرة أخري في سبتمبر 2020.
وتكرار هذا الطلب من قبل أحمد داود أغلوا رئيس الوزراء السابق ووزير خارجية تركيا سابقًا، ويكمن السبب الثالث خلف هذه التصريحات من جانب تركيا بالمصالحة هو الحالة الأنهيار الأقتصادي التي تعاني منه تركيا.كنتاج لأفعال أردوغان في الأقليم.
. ويكمن رابع هذه الدوافع لدي النظام التركي للتصالح هو فشلة في تحقيق طموحاتة في التوسع وأحياء الخلافة العثمانية بسبب قوة مصر وقدرتها على جمح الطموح التركي في الوقت الراهن.
ويأتي السبب الخامس كنتيجة للتغير في الأدارة الامريكية الجديدة التي ترفض الدور التركي في المنطقة وتخشي من أن تصرفات أردوغان في الاقليم والتي يفسرها البعض على أنها ضوء أخضر أمريكي يفقد الولايات المتحدة الأمريكية حلفائها في المنطقةوهو الأمر الذي بدأ يبرز من خلال التواجد الروسي وبقوة في المنطقة الشرق الأوسط، 
. السبب السادس وهو أدراك تركيا، أن أي تصالح في شرق المتوسط لن تتم بدون مصر وأن التصالح مع مصر هو جزء من حل أزمة شرق المتوسط، لذلك يمكننا هنا الحديث حول أن النظام التركي مجبر على التصالح مع مصر ودول الخليج وليس نابع من أردة النظام التركي لتعديل سلوكة اتجاه دول العالم وعلى رأسها المنطقة العربية.
