يتوقف حجم تأثر مصر والسودان بالملء الثاني لسد النهضة على حجم الأمطار في موسم الفيضان الذي يبدأ مطلع أغسطس وينتهي يوم 30 أكتوبر من كل عام، ومقدار الارتفاع الذي تستطيع إثيوبيا إضافته إلى جسم السد لتخزين مزيد من المياه، حسب ما قال وزير الري والموارد المائية المصري الأسبق محمد نصر علام.
وبلغ ارتفاع الخرسانة 70 متراً العام الماضي، ونجحت إثيوبيا في تعليتها بنحو 8 أمتار ليبلغ ارتفاعها الحالي نحو 78 متراً.
ويستبعد علام “نجاح إثيوبيا في تخزين الكمية المطلوبة لمرحلة الملء الثاني”، موضحاً أن أديس أبابا كانت تستهدف تعلية الممر الأوسط للسد إلى 30 متراً بحيث يستوعب الحصة المراد تخزينها، وهي 13.5 مليار متر مكعب، إضافة إلى الـ4.9 مليار التي جمعتها العام الماضي خلال الملء الأول، بإجمالي 18.4 مليار متر مكعب، لكنها لم تنجح في تعلية الممر سوى بما يكفي لملء 3 أو 4 مليارات أو 5 مليارات متر مكعب كحد أقصى.
وبحسب محمد نصر علام، سواء جاء موسم الفيضان مرتفعاً أو منخفضاً، لن يكون هناك تأثير مباشر على استخدامات المياه في مصر هذا العام، لكنّه إذا جاء منخفضاً فسيؤثر سلباً على مخزون المياه في السد العالي نتيجة زيادة السحب من خزانه، ما سيظهر تأثيره على مصر خلال سنوات الجفاف.
في حين من المتوقع أن يتأثر السودان بشكل أوضح، ففي حالة الفيضان المنخفض قد تتأثر الزراعة سلباً ويحدث نقص في منسوب المياه، كما حدث بعد الملء الأول في يوليو 2020.
كيف تستعد مصر للأضرار المحتملة؟
تعدّ “بحيرة ناصر” أو “بحيرة السد العالي” بمثابة البنك المركزي المائي لمصر، وفقاً لأستاذ الموارد المائية عباس شراقي. وبفضلها، استطاعت مصر أن تمارس أكبر قدر من ضبط النفس في مفاوضات سد النهضة.
فالحصة السنوية تخزن في بحيرة السد، وفي حال كان هناك موسم أمطار وفيضان مرتفع، تخزن مصر الكمية الزائدة عن استهلاكها في خزان السد العالي، وفي حال النقص لأي سبب، تسحب القدر نفسه من خزان السد الذي تحتفظ به من أجل سنوات الجفاف. وتكمن الخطورة في سنوات الجفاف مع تناقص المخزون الاستراتيجي في خزان السد، وفقاً لشراقي.
ويشير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر إلى أن المكونات الأخرى لموارد مصر المائية (المياه الجوفية العميقة، والأمطار والسيول، ومياه البحر المحلاة، وكذا مياه الصرف المعاد استخدامها والمياه الجوفية السطحية بالدلتا)، تقدر بنحو 25.56 مليار متر مكعب، تمثل 31.5% من جملة الموارد المائية عام 2019 / 2020.
كيف يستعد السودان للأضرار المحتملة؟
في يونيو، أعلن السودان، بدء عملية الملء الجزئي لبحيرة “خزان سد جبل أولياء” على النيل الأبيض جنوبي العاصمة الخرطوم، تحسباً لبدء إثيوبيا في الملء الثاني لخزان سد النهضة، على النيل الأزرق.
وقال مصدر حكومي بوزارة الري السودانيه انه”تم وضع جدولة جديدة لعمليات الملء والتفريغ لكل الخزانات السودانية، متضمنة خزان جبل أولياء، تحسباً للملء الثاني لسد النهضة، بداية يوليو المقبل”.
وأضاف المصدر أن “مناسيب المياه الواردة من النيل الأبيض هذا العام، أعلى من المعدلات المعتادة، الأمر الذي سيسهل تخزين كميات مياه إضافية في خزان جبل أولياء”.