أخبار العالم

ما دلالات التغير في جسد أبوعبيدة بين الظهور الأول والأخير؟

ما دلالات التغير في جسد أبوعبيدة بين الظهور الأول والأخير؟

«واحدا منهم لا بالهوية فقط بل بالجوع أيضا، حيث لم يكن فوق الجراح بل غارقا فيها معهم»، هكذا جسد الظهور الأخير لأبي عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة حماس تلك المعاني، حيث لم يسلم من ويلات المجاعة التي تفتك بقطاع غزة الذي حاصره العدو الإسرائيلي لما يقارب العامين لينفي كل المزاعم التي اتهمت المقاومة بالعيش في رغد وترك شعبها لجحيم التوحش الإسرائيلي.

الأمر الذي «رفع من مصداقية الصوت المتصدي للاحتلال الذي رسخ الإيمان بالقضية الفلسطيية في نفوس الكثيرين»، هكذا تحدث الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية عن الظهور الأخير لأبوعبيدة.

وفي هذا السياق، أضاف هندي عن أبي عبيدة: «أطل علينا في القضية الفلسطينية وجه حقيقي يتسم بالمصداقية متعايش للأزمة مدافع عن الأرض، تصدى لمحتل صهيوني غاشم يقضي على الأخضر واليابس بأسلوب حيواني ووحشي وداعشي، لم يرق بالضعيف ولا يتوانى عن النيل من الأطفال، ليظهر صوت أبوعبيدة ليواجه هذا المحتل».

واعتبر هندي» أنه منذ ظهور أبوعبيدة الأول، في أكتوبر 2023، كان التحليل النفسي له هو، امتلاك رباطة جأش ومصداقية لا مجرد كلمات رنانة، فضلا عن لغة جسد تحمل ثقة للانتصار والفوز والقدرة مهما كان عدوه يمتلك من قوة وسلاح، إلا أنه لديه إيمان داخلي للقضية الفلسطينية الذي يدافع عنها».

وثمن الدكتور وليد ظهور أبوعبيدة ملثمًا، مشيرا إلى أن لدى مواطني دولة الاحتلال مخاوف دائمة ليست لدى البعض، أولها الخوف من المقنعين لما ينتابهم من حالات رعب وفزع وتساؤلات حول ما وراء صاحب هذا القناع، الذي يتربص به.

هندي استشاري الصحة النفسية، إن الرجل لازال بنفس القوة والإصرار في الرغبة بالنجاح، فضلا عن الثقة الموجودة على الأرض، ومما زاد من قوة مصداقيته هي ظهور علامات جسدية تشير إلى معاناته كبقية شعبه الفلسطيني في غزة من المجاعة الفتاكة التي تضرب القطاع.

وأوضح استشاري الصحة النفسية أن متحدث كتائب القسام بدت عليه معاناة نقص الغذاء، إلى جانب احتمالية معاناته من وجود مشاكل صحية.

وسلط هندي الضوء على ظهور علامات الهزال التي بدت عليه، في حركة الجسد، لافتا النظر إلى أنها نفس حركاته السابقة بنفس الآلية لكن حركة إصبعه المشهورة الذي يرفعه للوعيد والزجر قد أصابها الضعف، حيث تظهر على «ميكانيكية الحركة» الضعف، إلى جانب ظهور التجاعيد والعروق على يديه.

دكتور وليد هندي
ولفت استشاري الصحة النفسية الضوء على أن نبرة الصوت ليست بها نفس الغلظة التي تبدو في صوته الجهوري، إذ قلت حدة الصوت، لكنه في الوقت ذاته يتطرق إلى عوامل جانبية قد تكون ساهمت في ظهوره بهذا الشكل من أنه ربما يكون قد خاض قتالا أو لتواجده الطويل في الأنفاق وعدم تعرض للشمس بشكل أكبر، بالإضافة إلى عدم النوم.

ورغم كل ما سبق من حالة الضعف والهزال التي تبدو على جسده في أعقاب المجاعة الحالية، إلا أن أبوعبيدة ترك أثرًا إيجابيًا ورسالة شديدة اللهجة داخل العدو الصهيوني، إلى جانب التعاطف غير الطبيعي لدى الجماهير العربية والفلسطينية على وجه خاص، لما أكده ظهوره من مصداقية مفادها أنه لم يكن استثناء من مصير إخوانه في المجاعة التي تفتك بالقطاع، ليجعل الإيمان بالقضية يتزايد أكثر مع مرور الأيام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى