ومشروع “قناة إسطنبول” هو مشروع قناة مائية تربط بحر مرمرة بالبحر الأسود في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كم، بموازاة مضيق البوسفور، وتقول الحكومة التركية إنها تسعى من خلال المشروع إلى تخفيف حركة السفن عبر البوسفور، وفتح فرص استثمارية جديدة على ضفتي القناة.
لكن رئيس بلدية إسطنبول المنحدر من حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، يرفض المشروع، ويحذر دائماً من “آثار كارثية ستطال إسطنبول، لاسيما مخاطر تتعلق بالزلازل”، ما دفعه إلى مواجهة مباشرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة، حيث وصف إمام أوغلو المشروع بـ “التبذير غير المبرر” تارة، وبأنه “خيانة لإسطنبول” تارة أخرى، بينما دعا أردوغان الذي يصف المشروع بالحلم، إمام أوغلو إلى “الاهتمام بشؤونه بعيداً عن المشروع” و”الجلوس في منزله ومشاهدة إنجاز المشروع”.
إمام أوغلو يشن هجوماً على الشيخة موزة
إمام أوغلو جدد انتقاده للشيخة موزة في مقابلة تلفزيونية على قناة Habertürk، الاثنين، وقال: “لقد اشترت أراضي بمساحة 44 فدانا ضمن مشروع قناة إسطنبول، الحكومة لأجل حفنة من الناس تستعجل مشروع القناة، هذا المشروع خيانة، ضعوا كل الخيانات في كفة، وضعوا قناة إسطنبول في كفة أخرى”
أكد رئيس بلدية إسطنبول المعارض، أكرم إمام أوغلو، رفضه لبيع أراضٍ في محيط مشروع قناة إسطنبول المائية إلى بعض أفراد العائلة الحاكمة في قطر، وذلك في تعليقه على ما كشفته وسائل إعلام محلية معارضة عن بيع الحكومة التركية أراضي مساحتها 44 فداناً لوالدة أمير قطر موزة بنت ناصر المسند.
إمام أوغلو: لن نسمح بخيانة إسطنبول
وقال إمام أوغلو في تصريحاته امس الاثنين، أثناء جولة تفقدية لمشاريع في إسطنبول: “نحن نتابع الخطوات المتخذة حيال قناة إسطنبول واحدة تلو الأخرى، ومستمرون في مراجعة بعض الدراسات المرتبطة بالمشروع بشكل علمي مدروس، نكتشف الأخطاء بما يثبت صوابية موقفنا المعلن ضد مشروع القناة بنسبة 100%”.
وأضاف: “هناك مشاكل عديدة في تركيا كالبطالة والاقتصاد، ويمكننا إضافة الزلازل أيضاً، لديهم (الحكومة) أسباب للإسراع في إنشاء قناة إسطنبول، فهذا لصالح مجموعة محددة من الأشخاص”.
وأكد إمام أوغلو أنه سيتجه إلى وزارة البيئة والتطوير العمراني، الثلاثاء، للاعتراض على مشروع القناة: “لا فرق لدينا إن كانوا قطريين أو من أي بلد آخر، سأقدم اعتراضي على هذا القرار، فأيًا كان من سينفذ هذا الاستثمار، فقد جهزوا المشاريع لصالح فئة معينة من الناس، هذا القرار هو مذبحة لإسطنبول، وهو يعادل ملايين الخيانات بحق المدينة، لن نسمح بخيانة إسطنبول لأسباب قانونية”.
إن الشركات القطرية التابعة للشيخة موزة وضمن خطة لوزارة البيئة والتطوير العمراني التركية ستتكفل بإنشاء مرافق تجارية وسياحية من ضمنها فنادق ومطاعم وأسواق تجارية، ومشروع للسياحة الصحية.
وقد، أسست الشيخة موزة شركة Triple M Gayrimenkul Turizm Ticaret Anonim Şirketi في تركيا برأسمال 100 ألف ليرة في 8 نوفمبر 2018، وكانت حصة الشيخة موزة في الشركة 45.45 % من أسهم الشركة التي اتخذت من منطقة باشاك شهير في إسطنبول مقراً لها، بينما كانت حصة زوجة نائب رئيس الوزراء السابق عبد الله بن حمد العطية 31.82، وحصة الشيخة منيرة بنت ناصر المسند 22.73% من الأسهم، واشترت الشركة 44 ألفا و702 متر مربع من الأرض على طريق قناة إسطنبول بعد شهر ونصف من إنشائها.ردود فعل غاضبة
هذه الخطوة أثارت استياء نواب معارضين في البرلمان التركي لاسيما نواب حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة فنشر بعضهم تغريدات مناهضة لبيع الأراضي إلى دولة قطر، وعلق النائب بحزب الشعب الجمهوري أوغوز كان صاليجي على هذا القرار في تغريدة على تويتر قائلًا: “إذا كنت مواطنًا تركيًا فإنك ستكافح وتختنق بسبب الوضع الاقتصادي، أما إذا كنت شخصًا مواليا للحكومة فستحصل على مناقصات وتصبح غنيًا، إما إن كنت أماً لأمير قطر فيمكنك الحصول على أراضي تركيا بتوقيع واحد”.بدوره علق نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري أورهان صاريبال قائلًا: “هذا جشع، الربح السريع والسهل الذي لا نهاية له، وولع غير محدود للنهب، وا أسفاه عليكم”.وعلق النائب بحزب الشعب الجمهوري عن مدينة إسطنبول جورسل تكين: “قالوا إن الأراضي المملوكة لوالدة أمير قطر على جانب طريق قناة إسطنبول، حصلوا عليها عام 2018، الآن غيروا من تقسيم الأرض وأصبحت منطقة سياحية وتجارية، ولو أرادوا سينشأون مركزًا تجارياً، قناة إسطنبول هي هدف للربح السريع والسهل وهذه خيانة”مطار أتاتورك أيضاً !
وكان الصحافي التركي جلال إرن تشِليك تحدث عن صفقة مماثلة بخصوص مطار أتاتورك في إسطنبول (المطار الرئيسي في المدينة سابقاً قبل إغلاقة في أبريل 2019 بعد افتتاح مطار إسطنبول الجديد) تتضمن بيع أرض المطار إلى قطر.
ونشر تشِليك تغريدة عبر حسابه تويتر يسأل فيها السلطات التركية عن صحة معلومات وصلته من قطر حول بيع المطار إلى الحكومة القطرية، وقال: “يا حكومة العدالة والتنمية هل صحيح أنكم بعتم مطار أتاتورك إلى القطريين بينما كان الشعب مشغولاً بقضية آيا صوفيا، هذه المعلومات وصلتني من قطر، أسألكم وأنتظر الإجابة”.في هذا السياق، أكد الصحافي علي تراكجي في مقابلة تلفزيونية أن بيع مطار أتاتورك لشركات قطرية سيكون ضمن اتفاقية لتبادل العملات بين البلدين بهدف تحسين واقع الليرة التركية التي تشهد تراجعاً أمام العملات الأجنبية الرئيسية.