مروان ألبرغوثي هو الأقرب لرئاسة السلطة الفلسطينية
مروان ألبرغوثي هو الأقرب لرئاسة السلطة الفلسطينية
اعداد/جمال حلمي
مروان ألبرغوثي.. حماس تدفع لتحريره وأبو مازن ودول خليجية تخشاه وتل أبيب ترضخ
بات أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قريبًا أكثر من أي وقت مضى من مغادرة زنزانته الانفرادية في ظل تصميم حركة المقاومة الإسلامية حماس على خروجه ضمن قوائم الأسرى المفرج عنهم في صفقات تبادل الأسرى مع إسرائيل.
عملية طوفان الأقصى
كتائب عز الدين القسام، نجحت في 7 أكتوبر الماضي، في اقتحام مستوطنات غلاف غزة والسيطرة عليها، وقتل المئات من الإسرائيلي، بالإضافة إلى آسر أكثر من 250 إسرائيليًا ضمن عملية «طوفان الأقصى».
العملية التي أسقطت أسطورة «الجيش الذي لا يقهر»، دفعت إسرائيل إلى شن هجمات قصف متوالية على قطاع غزة، فضلًا عن اقتحام القطاع بريًا لرد اعتبارها، لكنها لم تفلح خصوصًا مع أسر حماس العشرات من الإسرائيليين.
حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وضعت أقدم أسير فلسطيني لدى الاحتلال، مروان ألبرغوثي على رأس قائمة الأسرى المنتظر الإفراج عنهم ضمن صفقات الأسرى المتبادلة، لترضخ تل أبيب لمطالب “حماس”، وجري اتفاق مبدأي بالإفراج عنه لكن ثمة ممانعة «فلسطينية إسرائيلية خليجية» تربك المشهد.
حماس تطالب بتحريره
مصادر فلسطينية، قالت إن حماس وضعت اسم البرغوثي ضمن قوائمها وجرى طرح اسمه خلال المفاوضات مع دولة الاحتلال على قوائم الأسرى ضمن الصفقات المتبادلة، مبينةً أن إسرائيل وافقت من حيث المبدأ على الخطوة. حماس ترى أن ألبرغوثي سيعيد التآلف المفقود بين جناحي الحكم في الضفة وقطاع غزة، وينهي حالة الخلاف والانقسام الموجودة منذ عقود، مبينةً أنه وكل الأسرى في سجون الاحتلال يؤمنون بوحدة صف المقاومة، ويدعمون تحركات حماس لدعم القضية.
وأوضحت المصادر، أن هناك ممانعة إسرائيلية لكن تل أبيب مضطرة للاستجابة لمطالب حماس، مشيرةً إلى أن الرفض لم يكن من إسرائيل وحدها، ولكن بعض قيادات السلطة الفلسطينية ودول خليجية تمانع خروجه.
سيناريو السنوار
إسرائيل ترى أن البرغوثي سيكرر نفس سيناريو رئيس المكتب السياسي لحماس، يحيى السنوار، والذي خرج من الأسر ليذيق تل أبيب ويلات الحسرة والخسارة، ويكبدها خسائر فادحة بعد سنوات من الإفراج عنه بشن أكبر عملية من المقاومة على دولة الاحتلال.
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار
في الوقت نفسه، تؤمن السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن، أن خروج ألبرغوثي يعد وبالًا على القيادات الكبرى في حركة فتح، ويهدد مكانتهم السياسية والاقتصادية، ويعني توليه رئاسة السلطة الفلسطينية.
وعلى نفس المنوال، لا ترغب دول خليجية في خروج ألبرغوثي «المفوه» لأنها تراه امتداد وتكرار لـ«السنوار»، وسيزيد المسائل تعقيدًا ويزيد الاضطرابات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ما يهدد علاقات التطبيع بين إسرائيل وتل أبيب.
مانديلا فلسطين
ألبرغوثي أو «مانديلا فلسطين»، يعد أحد أبرز قيادات الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987، وانخرط في حركة فتح وهو في الخامسة عشرة من عمره، وعندما بلغ 18 عامًا ألقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي القبض عليه وتعرض طوال دراسته، إلى المطاردة والاعتقال.
يذكر أن ألبرغوثي التحق بجامعة بيرزيت في عام 1983، وانتخب رئيسًا لمجلس الطلبة 3 سنوات متتالية، وعمل على تأسيس حركة الشبيبة الفتحاوية، واعتقل عام 1984 لأكثر من 50 يومًا ثم أعيد اعتقاله في 1985.
تاريخ من المقاومة
وفي سنة 1987 ألقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، القبض على ألبرغوثي ورحلته إلى الأردن ليمكث بها 7 سنوات، وعمل في هذه المرحلة مع أمير الشهداء الفلسطينيين، القائد خليل الوزير أبو جهاد، وفي عام 1989 انتخب عضوا بالمجلس الثوري لفتح، ثم أمير سر الحركة في عام 1994 بالضفة الغربية.
وفي سنة 1996 أصبح ألبرغوثي عضوًا بالمجلس التشريعي عن حركة فتح، إلى أن اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي مجددا في عام 2002 بعد مطاردة طويلة، وفي عام 2004 حُكم عليه بالسجن 5 مؤبدات و40 عاما.
ووضعت سلطات الاحتلال ألبرغوثي في السجن الانفرادي منذ حوالي 15 شهرًا بسبب رسائله المسربة إلى الخارج والتي تدعو للوحدة في مواجهة إسرائيل، لتفتح عملية «طوفان الأقصى» باب أمل جديد لخروجه.