يعتبر ملف سد النهضة من أكثر الملفات التي تشغل عقول المصريين في الوقت الحالي والتي تؤثر عليهم في كل أمور الحياة، وذلك لأن المياه بمثابة أمن قومي بالنسبة لمصر، حيث أنه لا يوجد مصدر آخر للمياه مثل الدول الأخرى التي يسقط بها أمطار، وذلك لأن مصر من الدول النادرة الأمطار بجانب الآبار والعيون.
ومنذ عدة سنوات بدأت إثيوبيا في بناء سد النهضة الذي يعتبر بلاء كبير على جميع سكان نهر النيل في مصر والسودان، ولم تنظر إثيوبيا إلى أحوال البلاد التي قد تتضرر من هذا السد والأفواه التي قد تجوع بسببها، ليس هذا فحسب بل اعتمدت على أسلوب التعنت في المفاوضات والبلطجة التي اتبعها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، حيث أنه من ناحية يعلن رغبته في الجلوس على طاولة المفاوضات ومن ناحية أخرى يملء السد خفية عن الجميع.
كما هو معروف للجميع تعتمد مصر على مياه النيل بنسبة 95% بينما الباقي من الأمطار، والمياه الجوفية، وتحلية مياه البحر، وعند استكمال ملء سد النهضة ستفقد مصر والسودان كمية مياه تتراوح ما بين 14 و24 مليار متر مكعب وكل ذلك بسبب تجاهل إثيوبيا كل الصيحات الدولية وملئها السد بشكل أحادي
مشروع نهر الكونغو
ويعتبر من أبرز الحلول المقترحة لحل تلك القضية هى مشروع نهر الكونغو، إلا أن هذا المشروع ما يزال قيد الدراسة، ذلك المشروع الذي يراه الكثير من الخبراء أنه أمل مصر في الوقت الحالي وتحويلها إلى جنة خضراء.
نهر الكونغو هو ثاني أطول أنهار أفريقيا، كما أنه أوسعها حوضا، وكذلك هو أعمق أنهار العالم، وأكثرها غزارة يتدفق هذا النهر بعنفوان 40 ألف متر مكعب في الثانية، كما تندفع مياهه داخل المحيط الأطلسي إلى عمق من 30-60 كلم، وبالتالي يُهدر فيه سنويا أكثر من ألف مليار متر مكعب من المياه العذبة تذهب هباء دون أن يستفيد منها أحد، كما أن هذه الكمية تكفي كل القارة الإفريقية.
فكرة المشروع
وتقوم فكرة المشروع على أساس توصيل قناة اصطناعية لمسافة نحو 600 كلم، بين شرق نهر الكونغو لتصل إلى النيل الأبيض، في جنوب السودان، وبالتالي ستغذي نهر النيل بكمية مياه وفيرة، تكفي مصر والسودان لآلاف السنين، كما أنه حسب تقديرات الخبراء سيوفر المشروع لمصر 95 مليار متر مكعب من المياه سنويا، مما يسمح بزراعة 80 مليون فدان، كما ستزداد كميات المياه خلال 10 سنوات لتبلغ 112 مليارا وقد يسمح ذلك بزراعة نصف الصحراء الغربية.
وفي حال موافقة دولة الكونغو الشقيقة ستقوم مصر بتنفيذ مشاريع تنمية في الكونغو، أهمها توفير طاقة كهربائية بقدرة تبلغ 10 أضعاف طاقة السد العالي، وتلك التي سوف يستفيد منها كل دول المنطقة، هذا بالإضافة إلى مشاريع صحية وبنية تحتية تشمل أيضا جمهورية جنوب السودان، وأفريقيا الوسطى التي ستمر منهما القناة التي سوف يتم حفرها.