معلومات عن “الوشق المصرى” الذى أرعب معسكرًا إسرائيليًا
معلومات عن "الوشق المصرى" الذى أرعب معسكرًا إسرائيليًا

في واقعة أثارت اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية وأحدثت جدلًا واسعًا في الأوساط العسكرية، تسلل حيوان مفترس من الأراضي المصرية إلى الحدود مع إسرائيل، ما أدى إلى وقوع حادث نادر من نوعه، وُصف بأنه غير مألوف.
تمثل الحادث في هجوم حيوان وشق مصري، أحد أخطر الحيوانات البرية في المنطقة، على مجموعة من الجنود الإسرائيليين المتمركزين في منطقة جبل حريف الحدودية، ما أسفر عن إصابة عدد من الجنود بجروح متفاوتة، ودفع السلطات الإسرائيلية إلى التحرك سريعًا لفهم طبيعة هذا الحدث الغريب واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الجنود المنتشرين في المنطقة.
وفقًا لما أوردته وسائل الإعلام العبرية، فإن تل أبيب تلقت بلاغات حول إصابات ناجمة عن عضة غير معروفة تعرض لها الجنود، الأمر الذي استدعى إرسال مفتش من هيئة الطبيعة والمحميات إلى الموقع للتحقيق في الأمر، وبعد الفحص، تبيّن أن المهاجم هو “الوشق المصري”، وهو من الحيوانات النادرة التي تعيش في البيئات الصحراوية، ويتميز بقدراته الفريدة على التكيف مع الظروف القاسية.
الوشق المصرى.. حيوان مفترس فريد من نوعه
يعد الوشق المصري من الحيوانات المفترسة متوسطة الحجم، لكنه يتمتع بقدرات مدهشة تجعله أحد أكثر الحيوانات خطورة في بيئته الطبيعية، يتميز بسرعته العالية التي قد تصل إلى 80 كيلومترًا في الساعة، ما يجعله قادرًا على مطاردة فرائسه بسهولة، كما يعتمد في غذائه على الأرانب، والقوارض، وأحيانًا الغزلان والظباء.
تشير الأبحاث العلمية، كما ورد في مجلة “Egyptian Geographic”، إلى أن الوشق المصري لديه مهارات استثنائية في التسلق والقفز لمسافات بعيدة، وهو ما يسمح له بمطاردة الطيور والصيد في الأشجار، كما يتمتع بطبيعة عدوانية وعزلة تجعله غير متسامح مع أي كائن يتعدى على منطقته.
وإلى جانب قدرته الكبيرة على الصيد، فإنه يستطيع البقاء لفترات طويلة دون ماء، مستمدًا احتياجاته من السوائل الموجودة في فرائسه، ويفضل الصيد ليلًا، وإن كان أحيانًا يخرج نهارًا في المواسم الباردة.
هجوم مباغت من الوشق المصرى.. ماذا حدث للجنود الإسرائيليين فى جبل حريف؟
قوة خارقة وقدرات تكيفية مدهشة
رغم حجمه المتوسط، يعد الوشق المصري من أكثر الحيوانات البرية قوةً ودهاءً، إذ تشير بعض الدراسات إلى أنه أخطر من النمور والفهود في البيئات الصحراوية، نظرًا لقوته الهائلة وقدرته على افتراس حيوانات تفوقه حجمًا، وقد تسبب في خسائر للمزارعين في بعض المناطق بسبب هجماته المتكررة على المواشي.
إضافة إلى ذلك، فإن الوشق المصري يتميز بقدرة عالية على التكيف مع البيئات الصحراوية القاسية، حيث يعتمد على مهاراته الاستثنائية في الصيد، سواء على الأرض أو في الهواء، بفضل سرعته الفائقة وقدرته على القفز لمسافات طويلة، ويبلغ الوشق المصري مرحلة النضج الجنسي في عامه الأول، وتلد أنثاه ما بين 1 إلى 6 صغار، تعتني بها حتى بلوغها ثلاثة أشهر.
تاريخ قديم ومكانة خاصة
الوشق المصري ليس الوحيد من نوعه، إذ تنتمي إليه تسع سلالات موزعة عبر القارات المختلفة، حيث تتواجد بعض منها في إفريقيا، مثل السلالة الناميبية والجزائرية، في حين تنتشر سلالات أخرى في آسيا، ومنها الوشق الصحراوي الذي يتواجد في الشرق الأوسط.
واللافت أن الحضارة الفرعونية القديمة أولت هذا الحيوان اهتمامًا كبيرًا، إذ ظهرت رسومات له في العديد من المعابد، ما يدل على اعتزاز المصريين القدماء به، وقد اعتُبر رمزًا للقوة والدهاء، وربما كان يستخدم في الصيد، كما تُظهر بعض النقوش الفرعونية.