حينما يموت الإنسان، يتم تجريده من ملابسه، ثم يتم الاستعداد لتغسيل الميت، وهو بدون ملابس، ثم يتم تكفينه ويوضع في قبره، بعدها ينتقل الإنسان من الحياة الدنيا، لحياة البرزخ في القبر، ثم يبلى جسده، ويفنى، حتى يشاء الله عز وجل ويأمر إسرائيل بالنفخ في السور، فيقوم الناس من قبورهم، ليتوجهوا إلى المحشر، ثم يبدأ الحساب، ولا شك أن يوم القيامة هو اليوم الأصعب، وهو يوم الحسرة والندامة، وهو يوم الجزاء، يوم الجنة والنار، يوم يساوي خمسين ألف سنة عند ربك، ورغم شدة اليوم فهناك عباد لهم من الله الرضوان والرضا، ولهم من الكرامات ما لا يعلمها إلا خالقهم.
الحشر حفاة عراة غرلة
وفي يوم القيامة بعدما يقوم الناس من قبورهم، يحشرون كما ولدتهم أمهاتهم، بلا ملابس، حفاة عراة غرلة، وهذا الأمر حكاه النبي محمد وكشف عنه، وهو ما اثار تعجب واندهاش أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وتسائلت عن الكيفية في حشر الرجال والنساء حفاة عراة كما ولدتهم امهاتهم، وتسائلت هل ينظر الرجال والنساء إلى بعضهم البعض، فكانت اجابة النبي واضحة في الحديث بقوله: يَا عَائِشَةُ الأَمرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُم ذلكَ).
أول من يرتدي ملابسه يوم القيامة
الحديث السابق شرح كيفية الحشر، ويوم الحشر، لكن الموقف أشد من أن ينتبه الناس لهذه الأمور بان يحشر الناس حفاة عراة، ومن هنا نجد أن الجميع يُحشر عراة كما ولدتهم امهاتهم ولكن من هول الموقف لم يهم هذا الشيء أحد ولا ينظر احد لأحد، بل كل شيء سينشغل بما عمله وما هو الجزاء الذي ينتظره، وفي هذا اليوم ومع الحشر عرايا، هناك شخص هو أول من يلبسه الله يوم القيامة، ليس النبي محمد كما يتوقع البعض، لكن هذا الشخص تحدث عنه وأخبرنا به النبي محمد.
روى ابن عباس، قال: قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: «إنكم محشورون حفاة عراة غرا كما بدأنا أول خلق نعيده الآية وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم».
ما هو لباس الأخرة
موضوع كساء سيدنا إبراهيم من قبل الله عز وجل، يدل على وجود ثياب في الأخرة، لذلك فالناس يلبسون على قدر أعمالهم، فأهل الجنة لهم ثياب وأهل النار كذلك، فثياب أهل جهنم، أخبرنا به ربنا تبارك وتعالى بقوله في كتابه الكريم: “: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ}.
وفيما يتعلق بثياب المؤمنين في الجنة، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا}.
وبذلك يكون لأهل الجنة في الجنة ثياب حرير خضراء من استبرق وسندس، ففي الآخرة عدل وكل شخص سوف يأخذ ما يستحقه من الله عز وجل، فاللهم أحسن خاتمتنا واجعلنا من اهل الجنة برحمتك يا ارحم الراحمين.