المزيد

قصة السيدة التي أسلم بسببها 70 ألف يهودي

قصة السيدة التي أسلم بسببها 70 ألف يهودي

تعمر مصر بالعديد من أولياء الله الصالحين الذين حلت البركة على البلاد بحياتهم بها، وعاملهم أهل مصر على اختلاف الأزمنة بكل محبة.

وأكرم المصريون هؤلاء الأولياء في حياتهم، وكذلك بعد وفاتهم حيث بنيت لهم الأضرحة والمساجد التي تحمل أسمائهم في جميع ربوع مصر، ويزورها الملايين تبركا بها.

ولعل أبرز هذه المساجد، هو مسجد السيدة نفيسة، الذي يختلف عن غيره من حيث السعة والنظافة والعطر الخاص، الذى يفوح حول ضريحها الملتف بالساتان الأبيض والزنابق والورد.

فمن هي السيدة نفيسة التي عرف عنها البركات والدعاء المستجاب، والتي طالما كان يزورها الرسول صل الله عليه وسلم في الحلم، وتسببت في دخول أكثر من 70 ألف يهودي من أهل مصر للإسلام.

السيدة نفيسة هي بنت الحسن الأنور بن سيد الأبلج بن الحسن بن سيدنا علي والسيدة فاطمة رضي الله عنهم، ولدت في مكة في 11 ربيع الأول 145 هجرية.

تعلمت السيدة نفيسة القراءة والكتابة وهى فى السابعة، وكانت تؤدِّى فروض الصلاة كاملةً فى سن السادسة، بل حفظت المصحف ولم تبلغ الثامنة.

وعاشت طفولتها في مكة حيث عرف عنها حب العبادات، وكانت تصوم النهار، وتقوم الليل، وتطوف الكعبة، حتى انتقلت إلى المدينة المنورة ولازمت المسجد النبوى الشريف.

وفي المدينة المنورة عاشت السيدة نفيسة عمراً مباركاً تلتقي بالعلماء، وتناقشهم، وكانت تخرج فى مواسم الحج سائرةً على قدميها حتى مكة، وحجَّت ثلاثين مرة.

وتزوجت السيدة نفيسة من ابن عمها إسحق بن جعفر الصادق، وكانت قصة زواجها غريبة، حيث لم تتم الزيجة إلا بعد موافقة رسول الله.

فبعد أن تقدم إسحق للحسن، والد نفيسة، لطلب يد ابنته، امتنع عن تزويج السيدة نفيسة لإسحق، ما أصابه بهم كبير ليذهب بعدعا إلى المسجد النبوي، ووقف في محراب الرسول وأخذ يصلي.

فلمّا فرغ دخل الحجرة النبوية، ووقف عند القبر الشريف واشتكى الرسول صلى الله عليه وسلم، وبث إليه حزنه بعد رفض طلبه الزواج من نفيسة.

لتأتي المعجزة، حين وافق والد نفيسة على زواج ابنته من إسحق، وقال له: لقد رأيت الليلة جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة يُسلّم عليّ ويقول لي: “يا حسن زوّج نفيسة ابنتك من إسحق المؤتمن”، فتمّ زواجها يوم الجمعة في الأول من شهر رجب سنة 161 للهجرة.

وكانت كلما حجت، التقت بالعلماء والحجيج المصريين، عليها فى الدعوة إلى زيارة مصر، حتى قبلت، وجاءت إلى مصر فى السادس والعشرين من رمضان سنة 193 هجرية.

واستقبلها أهل مصر استقبال الفاتحين، ورحبوا بها بشدة، وأقبلوا على الجلوس في مجلسها، يستمعون إليها، ويناقشونها في خلاصة الاتجاهات الدينية، حيث استضافها أحد تجار مصر في منزل له.

وحيت أحست بالحرج من صاحب الدار بسبب توافد الحشود على مجلسها، قررت العودة إلى المدينة المنوَّرة، لكن أهل مصر أبوا ألا تغادرهم السيدة نفيسة.

وتوجه والي مصر إليها مع ألوف الناس، وحين علم بالأسباب، وهى ضيق المكان بالناس، وانشغالها بهم عن أورادها وعباداتها وواجباتها كزوجةٍ وأم، عرض عليها حل.

حيث منحها منزل كبير في درب السباع بالقاهرة، وطلب منها تخصيص يومين للناس وبقية أيام الأسبوع لعباداتها، لتوافق وتبقى في مصر.

وكانت للسيدة نفيسة كرامات عدة في مصر، ولعل أبرزها الكرامة التي أسلم بسببها أكثر من 70 ألف يهودي في مصر.

حيث يروى أنه فى أحد الأيام تركت زوجة “أبو السرايا” وكان من الطائفة اليهودية ابنتها وكانت مشلولة لدى السيدة نفيسة.

وخلال وضوء السيدة نفيسة وقعت بعض المياه على رجل البنت المشلولة فشعرت بكهرباء ثم وجدت رجلها تتحرك، فعادت لأمها وقالت لها أن رجلها تتحرك.

انتشرت هذه المعجزة بشكل كبير فى أجواء مصر، حتى أسلم أبو السرايا وزوجته و70 ألفا من الطائفة اليهودية.

وجاء شهر رجب من سنة 208 هجرية، وبدأت السيدة نفيسة تحتجب عن الناس لمرضها، ولم تعد قادرة على الصلاة إلا وهى جالسة.

ورغم شدة المرض عليها فقد أكثرت من الصلاة وقراءة القرآن الكريم، واشتد بها المرض، وألح عليها الأطباء فى الإفطار حين حل شهر الصيام.

لكنها رفضت فى إصرار قائلة: “واعجباً، لي ثلاثون سنة أسأل الله عز وجل أن يتوفاني صائمة، فأفطر؟معاذ الله”.

وفي يوم الجمعة 15 رمضان، كانت السيدة نفيسة تقرأ من سورة الأنعام، قوله تعالى: (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) حتى غُشى عليها، ونطقت الشهادة، وقبض روحها بعد أن بلغت 63 عاما.وحاول زوجها دفنها في البقيع، لكن أهل مصر حاولوا إقناعه بعدم القيام بذلك، لكنه رفض، حتى عدل عن قراره بعد أن جاءه الرسول في المنام وقال له: “ادفنها عندهم، ولا تُعارِض أهل مصر فيها، فإن رحمة الله تنزل عليهم ببركتها”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى