هل تحمل ملابس “البالة” القادمة من أوروبا خطر كورونا؟
هل تحمل ملابس "البالة" القادمة من أوروبا خطر كورونا؟
على مدار الساعات القليلة الماضية، تصدر الحديث عن خطر فيروس كورونا القادم من أوروبا جلسات المصريين، ليس من أشخاص مسافرين، بل من الملابس المستعملة المستوردة من هذه القارة، التي تباع فيما يعرف في مصر باسم “أسواق البالة”.
فقد طالب نواب في البرلمان المصري الحكومة، بإصدار قرار يمنع استيراد أطنان الملابس المستعملة من الخارج، وتحديدا من أوروبا القارة الأكثر تضررا من الوباء العالمي، أو الإفراج عن الشحنات الموجودة بالحجر الصحى في مطار القاهرة، وسط مخاوف من أنها يمكن أن تحمل الفيروس القاتل.
وفي بيان عاجل إلى رئيس الوزراء ووزيرة التجارة والصناعة، طالبت النائبة منى الشبراوي بمنع استقبال أي شحنات من الملابس “البالة” أو المستعملة القادمة من دول أوروبية، خشية أن تكون حاملة للفيروس.
وقالت الشبراوي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “مخاوفي الرئيسية تأتي من أي بضاعة نستوردها من الخارج في ظل هذه الأزمة. ارتفعت حالات الإصابة في مصر بسبب القادمين من الخارج، لذلك أخشى من الاستيراد في الوقت الحالي”.
وأضافت: “رسالتي لمعارضي اقتراحي هي أنني لست ضد توقيف مصالح أي شخص (تجار الملابس المستعملة)، لكن صحة المواطنين فوق الجميع”.
وأشارت الشبراوي إلى أنها تتمنى أن توقف مصر استيراد الملابس من الخارج لمدة 3 أشهر على الأقل، على أمل انتهاء أزمة الفيروس.
ولفتت عضوة البرلمان إلى أن “مصر تستورد ملابس مستعملة بنحو 6 ملايين دولار سنويا، وفقا لتقرير رسمي صادر من الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة”.
انتقال الفيروس من الملابس
وكانت منظمة الصحة العالمية قد كشفت عن دراسات تشير إلى أن فيروس كورونا قد يبقى على الأسطح لبضع ساعات أو حتى عدة أيام .
وقال الدكتور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية في روما، إنه يعتقد أن “الاحتياط واجب في مثل هذه الأمور، خاصة أن خصائص الفيروس غير معروفة بالكامل حتى الآن”.
وتابع عودة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “برأيي يجب الابتعاد اليوم عن استيراد الملابس من دول ذات حالات إصابة عالية بفيروس كورونا”.
وأضاف: “لقد واجهنا فعلا في إيطاليا حالات انتقال الفيروس من شخص لآخر ومن أفراد عائلة واحدة، عبر الملابس”.
“الفيروس صفاته ليست واضحة بنسبة 100 بالمئة، ونحن نتعرف عليها يوميا، لهذا نصيحتي هي عدم استخدام الملابس المستوردة”، حسب الخبير الصحي.
كما أوضح عودة، أن خصائص الملابس تختلف بحسب خاماتها، مما يجعل بعض القطع أكثر عرضة لحمل الفيروس من الأخرى.
وقال: “الملابس المصنوعة من القطن (مثل الفانلات) تمثل خطورة أكبر من القمصان مثلا، بسبب كثافة الأنسجة التي يمكن للفيروس الالتصاق على سطحها”.
ونصح عودة قائلا: “لو تم استيراد الملابس من الخارج أنصح بغسلها بماء ساخن، والانتظار لمدة 24 ساعة على الأقل قبل استخدامها”.
ونوه عودة الذي يعمل في مستشفيات إيطاليا، إلى أن هذا البلد يحرص على التخلص من ممتلكات الأشخاص المتوفين بسبب الإصابة بفيروس كورونا، بما فيها ملابسهم.
وقال: “إيطاليا تحرص على حرق جميع ممتلكات الأضخاص المتوفين بسبب كورونا ومن بينها الملابس، لكن هذا لا يضمن تماما عدم انتقال الفيروس من ملابس أخرى لمصابين لم يتوفوا، أو حتى لم تظهر عليهم الأعراض”.