هل توجه اليونان ضربة عسكرية استباقية لتركيا؟
هل توجه اليونان ضربة عسكرية استباقية لتركيا؟
أن الدفاع المسلح عن النفس هو أحد الحقوق الأساسية للدول وفقا للقانون الدولي، عندما يكون هناك انتهاك للسيادة الوطنية، وخاصة عندما تكون الدولة تحت هجوم عسكري، و“الآن فإن اليونان تعاني من الأمرين“.
وأضاف التقرير، الذي حمل عنوان ”يجب أن تدرس اليونان توجيه ضربة عسكرية استباقية ضد تركيا“، أنه ”منذ فترة تقوم تركيا بغزو المنطقة الاقتصادية الخاصة باليونان، وتشكك أيضا في الوضع القانوني للجزر اليونانية، والمنطقة الاقتصادية والجرف اليونانيين“.
وأشار، في تقرير كتبه كوستانتينوس غريفاس، أستاذ الجغرافيا السياسية في المدرسة العسكرية للحرس، وأستاذ الجغرافيا في جامعة أثينا، إلى أن ”تركيا لا تزعم فقط حقها في الجزء الأكبر من المنطقة الاقتصادية اليونانية، والجرف اليوناني القاري، ولكنها وبوقاحة تزعم أن الجزر اليونانية لا تملك حقوقا سيادية“.
وقال إن ”الأهم من ذلك أن تركيا تحاول فرض واقع جيوسياسي، يقوم على أن جميع الجزر اليونانية في بحر إيجه غير قائمة من وجهة النظر القانونية، وعندما لا تستطيع الدولة ممارسة حقها السيادي على جزء كبير من أرضها، فإنها تسقط من الحسابات. بكلمات أخرى، فإن تركيا أطلقت حملة لمحو اليونان من خريطة العالم كدولة طبيعية. وبمعنى آخر فإنها تشنّ حربا شمولية غريبة ضدنا“.
الإعلان الاستباقي للحرب يعتبر هجوما
وذكر الكاتب أنه ”خلال الأيام القليلة الماضية، فإن التهديدات بالحرب ضد اليونان وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في بياناته الأخيرة، أعلن بصورة واضحة ولا لبس فيها الحرب ضد اليونان. وهذا يؤدي إلى تفعيل حق اليونان في الدفاع عن نفسها“.
وأضاف ”عندما تقول دولة بشكل واضح ووقح لدولة أخرى إنها ستقوم بمهاجمتها، فإن الدولة الأخرى لديها حق واضح في الدفاع عن وجودها من خلال أخذ زمام المبادرة. لا يوجد ما يفرض على تلك الدولة التي تتلقى التهديدات أن تنتظر تعرضها للهجوم أولاً، ثم تبدأ بعد ذلك الدفاع عن وجودها“.
وأشار إلى أن ”هناك بعض الآراء المثيرة للأسى في اليونان، والتي تدعو إلى انتظار الضربة الأولى من تركيا، قبل أن تبدي أي مقاومة، حيث يخشى أنصار هذا الرأي من أن تتعرض اليونان لعزلة دولية في حالة مبادرتها بالهجوم“.
وأشار الكاتب إلى أن ”منطق تجنب الحرب بكل الوسائل المتاحة أمر غير منطقي على الإطلاق؛ لأن قادة تركيا قالوا بصوت مرتفع أن أنقرة قررت خوض الحرب ضد اليونان. إذا كان هذا هو الوضع، فإن اليونان يتعين عليها أن تخوض الصراع وفقا لما يتراءى لها وليس من خلال التكيف مع الإجراءات التي ستتخذها أنقرة“.
وختم بقوله ”اليونان لديها مصلحة في عدم دخول حرب طويلة الأمد، ويعني ذلك أن عليها أن تأخذ زمام المبادرة، ويجب أن تدرس بجدية شنّ ضربة استباقية لتعطيل القدرات الهجومية التركية“.