هل يمكن أن نرى «صعيدية» في الرئاسة الفرنسية؟
هل يمكن أن نرى «صعيدية» في الرئاسة الفرنسية؟
يدلي الناخبون الفرنسيون (نحو 48,7 مليون فرنسي)، اليوم الأحد، بأصواتهم في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية على وقع «كورونا»، والأوضاع في أوكرانيا حيث هيمن هذان العنوانان على مساحة غير قليلة من الحملات الانتخابية.
من بين 12 مرشحاً، يبدو الأوفر حظاً، وفقاً لاستطلاعات الرأي، الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرف، زعيمة حزب التجمع الوطني، مارين لوبان.. ومن المتوقع أن تكون هناك جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 24 أبريل الجاري.
لوبان التي تتصدر متابعات الشارع الفرنسي، في السباق إلى قصر الإليزيه الرئاسي، عزّزت فرصتها هذه المرة، مقارنة بمحاولتين سابقتين منيتا بالفشل، وقد تكون الأخيرة وفقاً لتصريحات سابقة أكدت فيها أنها لن تجرب مرة أخرى إذا فشلت هذه المرة.
وتبلغ لوبان من العمر (53 عاماً)، وهي حاصلة على شهادة الماجستير في القانون، وبدأت حياتها المهنية محامية، وشغلت مناصب قضائية.
الجذور الصعيدية
وكشفت لوبان، قبل بضع سنوات عن أصولها المصرية، في تجمع انتخابي بنسخة 2017، فقالت إن لها أصولاً مصرية، إذ إن والدة جدتها كانت تدعى بولين، وهي صعيدية قبطية من جنوبي مصر. وحسب موقع «الغد» الإلكتروني، تشير دوائر سياسية في باريس، إلى أن ولع الفرنسيين بالحضارة والآثار المصرية، دفع لوبان، أو«طائر الفينيق»، للكشف عن جذورها المصرية «الصعيدية».
ويقول الباحث الفرنسي، جان ماليه، إن ما ذكرته لوبان عن أصولها المصرية يشير إلى زمن الوجود الفرنسي الكبير في مصر منذ أوائل القرن الثامن عشر، حيث اشتهر الفرنسيون بأعمال التجارة والمال والتنقيب عن الآثار والاحتكاك بالشعب المصري، وحدث بالتالي «تواصل عائلي» بالتزاوج والعلاقات الأسرية. ويضيف: إن غالبية أقباط مصر كانت جنوبي البلاد، ولذلك فإن الوجود القبطي الكبير كان في جنوبي مصر حيث أصول لوبان، ومولد جدتها بولين.
طائر الفينيق
وتحاول لوبان إظهار إرادة حديدية في مواجهة الخصوم، واصفة نفسها بـ«طائر الفينيق» الذي ينهض من بين الركام، في إشارة إلى أن الخسائر المتتالية لا تثنيها عن مواصلة العمل بكل قوة صوب رئاسة فرنسا.
وعدت أن الحديث عن فوز ماكرون المضمون في الانتخابات «مجرد أخبار كاذبة، فهزيمة ماكرون وتغيير سياسة البلد بشكل جذري ممكن». كما أن ترجيح احتمال فوزها جاء أيضاً من معسكر ماكرون، حيث قال أحد وزرائه: «لا يمكن استبعاد وقوع حادث ديمقراطي»، في إشارة إلى إمكان فوز لوبان.
اليمين يصعد
كل المؤشرات تقول إن الجولة الانتخابية اليوم ستقود إلى مواجهة بين ماكرون ولوبان في تكرار للانتخابات الماضية. ولكن هذه المرة سيكون الأمر مختلفاً، وفقاً للاستطلاعات، إذ ضاق الهامش بينهما، وكل الاحتمالات واردة وأياً كانت النتيجة، ومهما كانت الأسباب، فستبقى الحقيقة أن اليمين المتطرف يصعد.. والباقي تفاصيل.
وتكاد استطلاعات الرأي تضع ماكرون مع لوبان على درجة التأييد نفسها.. 26٪ لماكرون 25٪ للوبان، بعد أن كان الفارق أكثر من 12نقطة. وتركز لوبان في حملتها الانتخابية على الأوضاع الداخلية في فرنسا، مع تعهد رئيس بضخ مزيد من الأموال في جيوب الفرنسيين، وسط مخاوف من التضخم وارتفاع تكاليف مستوى المعيشة، بسبب الوضع في أوكرانيا.. وبينما يرى منتقدو لوبان، أن حزبها مناهض للهجرة والأجانب، تراجعت النظرة السلبية تجاهها كثيراً.
ولم يؤدِ موقف لوبان الإيجابي تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى إضعاف شعبيتها. وقد سبق لها أن أبدت إعجابها ببوتين، ويخشى الغرب أن يؤدي وصولها إلى الإليزيه إلى تصدع التحالف المناهض لروسيا.