تعتبرالشيخوخة ظاهرة طبيعية تحدث في جميع الكائنات الحية؛ حيث يتطور جسم الإنسان من مرحلة الطفولة إلى سن الرشد مصحوبًا بتغيرات بيولوجية ونفسية وسلوكية وغيرها.
وبعض هذه التغييرات هي عملية تستمر مدى الحياة، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى عناية طبية أو قد يكون لها تأثير سلبي على الجسم.
وفي جسم الإنسان تتقدم العظام أيضًا وتتدهور صحتها من حيث التكوين والهيكل والوظيفة، وتُعرف هذه الحالة باسم (هشاشة العظام).
ويحدث هذا المرض بسبب انخفاض كثافة المعادن في العظام ما يجعلها ضعيفة وأكثر عرضة للكسور.
ونتيجة لعملية الشيخوخة هذه تفقد العظام محتويات الكالسيوم والمعادن، ما يجعل هشاشة العظام مشكلة شائعة بين كبار السن والنساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، وذلك حسبما يقول الدكتور هارشوردهان هيجد الطبيب بمستشفى سي كي بيرلا، بمدينة دلهي الهندية، الذي حدد مجموعة من الطرق للتعرف على فقدان العظام المتزايد مع تقدم العمر وكيفية منع ذلك، وفق ما نشر موقع ” Onlymyhealth ” الطبي المتخصص.
كيف يزداد فقدان العظام مع تقدم العمر؟
يمكن أن يتسبب انخفاض كثافة العظام بعد سن الخمسين بحدوث كسر بأي جزء من الهيكل العظمي. وفقًا لـ”مؤسسة هشاشة العظام الدولية”: من المحتمل أن تتعرض امرأة واحدة من كل 3 نساء ورجل واحد من كل 5 رجال فوق سن الخمسين لكسر بسبب هشاشة العظام في العمر، وقد تكون هذه الحالة شائعة في الشيخوخة، ولكنها قد تحدث أيضًا في الشباب والكبار في منتصف العمر.
أسباب فقدان العظام مع تقدم العمر
وفقًا للدكتور هارشوردهان، فإن الأسباب الشائعة لفقدان العظام مع تقدم العمر هي:
– تقييد حركة المفصل ومرونة أقل في الأربطة مع تقدم العمر
– تقليل كثافة العظام وسيولة الفقرات
– أسلوب حياة غير نشط
– فقدان الكالسيوم وانقطاع الطمث عند النساء ونقص فيتامين (د) ونقص هرمون الاستروجين ودهون نخاع العظام
– الإفراط في تناول الكحوليات أو التدخين
نصائح لتقليل فقدان العظام بسبب الشيخوخة
تقوية العظام أمر مهم ويجب على الآباء التركيز على صحة عظام أطفالهم عند بناء عادات صحية وتناول الأطعمة المغذية في مرحلة الطفولة.
وفيما يلي خمس طرق سهلة لتحسين صحة العظام في أي عمر:
1. نظام غذائي عالي البروتين
هناك عناصر حيوية في الغذاء تزيد من صحة العظام يجب تناولها بانتظام. إذ يؤدي تناول كمية كافية من البروتين إلى تحسين امتصاص الكالسيوم وتكوين العظام، كما أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتين يقلل من خطر الإصابة بالكسور ويحافظ على كثافة العظام أثناء الشيخوخة وفقدان الوزن. كما يؤثر تناول نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية على التمثيل الغذائي وكتلة العضلات، ما قد يكون ضارًا بالعظام. حيث يعد تناول 1200 سعرة حرارية على الأقل يوميًا أمرًا ضروريًا لكل من الرجال والنساء للحفاظ على عظام وأجسام قوية.
2. تناول الفيتامينات والمعادن المناسبة
نقص الفيتامينات أمر شائع، وبالتالي فإن الحصول على الكثير من فيتامين (د) و(ك) من مصادر مختلفة يحمي العظام من هشاشة العظام وأمراض العظام الأخرى. وإن تلبية متطلبات الجسم من الكالسيوم أمر ضروري لتقوية العظام، ولكنه ليس المطلب الوحيد؛ إذ تساعد المصادر الغذائية الغنية بالمغنيسيوم والزنك أيضًا في تعويض المتطلبات المعدنية لتقوية صحة العظام.
3. الحفاظ على وزن صحي
لا يعد الحفاظ على وزن صحي وفقًا لمقاييس مؤشر كتلة الجسم القياسي مفيدًا في صحة العظام فحسب، بل يقلل أيضًا من فرص الإصابة بأمراض مثل النوبات القلبية والسمنة والسكتة الدماغية وغيرها من المشكلات الخطيرة. وان انخفاض وزن الجسم خلال فترة ما بعد انقطاع الطمث لدى النساء يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام. وان الحفاظ على وزن ثابت يدعم صحة العظام.
4. ممارسة التمارين بانتظام
يساعدك الانخراط في الأنشطة البدنية وفقًا لعمرك وحالة جسمك في البقاء نشيطًا. والتمارين المنتظمة مفيدة في الحفاظ على وزن صحي وتشكيل العضلات وتقوية العظام وتعزيز الصحة العامة. حيث ان الأنشطة مثل تمارين تحمل الأثقال والمقاومة والمشي وصعود السلالم والمشي لمسافات طويلة ولعب التنس وما إلى ذلك، لها تأثير كبير وتساعد في بناء قوة العظام.
5. التقليل من الكافايين والكحول والتدخين
استهلاك الكافايين (أكثر من 300 ملجم يوميا) على شكل شاي وقهوة ومشروب غازي وشوكولاتة وما إلى ذلك يقلل من كثافة العظام ويزيد من فرصة الإصابة بكسر الورك لدى النساء المسنات.
وبالمثل، فإن التدخين وشرب الكحول بأي كمية كانت لهما تأثير ضار على صحة العظام؛ حيث يحد التدخين من إمداد الدم ويقلل من تكوين خلايا العظام فيما يعد الاستهلاك المفرط للكحول ضارا بتكوين العظام بطرق مختلفة.