“يا لك من شنقيط”.. أشهر جملة استخدمها المصريون في غير معناها تماما
"يا لك من شنقيط".. أشهر جملة استخدمها المصريون في غير معناها تماما
نتذكر احد الأفلام المصرية القديمة، وكان من بطولة عملاق الكوميديا الراحل الفنان اسماعيل ياسين، وفي ذلك كان احد زملائه الراحل عبدالمنعم ابراهيم يعاتبه علي سوء فهمه قالا له ” يا لك من شنقيط “، لتصبح تلك الجملة شهيرة بين المصريين كدليل علي البلادة وسوء الفهم وعدم الرغبة في التعلم
والحقيقة عكس ما حدث تماما، ولك ان تعلم ان” شنقيط ” هي بلد الشعر والشعراء وهي جزء من دولة موريتانيا، والتي تم وصفها علي انها بلد مليون شاعر، ولكن شنقيط قديما كانت اشهر من موريتانيا نفسها..
ويذكر التاريخ قصة ابهار احد الشناقطة لعلماء اللغة والشعر في مصر، في عام ١٣٠٠ هجريا حضر الي مصر الشيخ الشنقيطي ” محمود التركذى ” طالبا الأمامة في اللغة العربية، وعندما اختبروه قاموا بتصيح كتبهم علي حفظه، وقام بتصيح كتاب المخصص وغيره من الكتب.
ورفض محمد عبده ان يتركه يذهب قبل ان يراجع نسخ امهات الكتب في اللغة العربية في الأزهر الشريف، واجري له راتبا حتي ينتهي ، ويقال ان اذا ضاعت كتب المذاهب الأربعة او القيت في البحر، فلا مشكلة او خوف فيستطيع اثنان فقط من الشناقطة اعادة كتابة تلك الكتب حميعها دون زيادة حرف او نقصان حرف.
يهتم الشناقطة بتعليم اولادهم اللغة العربية والشعر، وقبل ان يتم الفتي الشنقيطي السادسة عشر من العمر، يكون قد حفظ عن ظهر قلب الف بيت من الشعر العربي، وستة كتب من اللغة العربية وادابها،اضافة الي كتب المتون الفقهية وشروحها وغيرها من الكتب.
ان الشناقطة هم زخائر اللغة العربية، ويجب علينا ان نفخر بهم، وان نضع اسمهم في الموضع الصحيح، فأن وصفت احدهم انه شنقيطي تأكد من حفظه لعلوم اللغة العربية والشعر ، فأن لم يكن كذلك فهو لا يستحق بكل تأكيد الانتساب الي الشناقطة.