يعتقد المصريون أنهم المتضرر الوحيد من التصرفات الفردية لإثيوبيا على نهر النيل، ويعتقد البعض في السودان انه ناجي من الآثار المدمرة لسد النهضة، ولكن في الحقيقة ان اثيوبيا معتادة على الإضرار بجيرانها مائيا، وعمل مشروعات تتسبب في جفاف انهار الغير، وهذا هو المصير الذي يمكن أن يحدث لمصر والسودان عند ملء السد دون اتفاق مسبق.
تبدأ الجرائم الإثيوبية بنهر شيبلي، والذي يمثل العماد الرئيسي لملايين المزارعين في الأقاليم الجنوبية في الصومال ومنابع النهر في مرتفعات اثيوبيا وهو يمر في ثلاث محافظات، هي هيران وشبيلى الوسطى، وشبيلى والسفلى، ويتلاشى عند المناطق الرملية المحاذية للسهول الساحلية في منطقة جوبا الوسطى، وفي مواسم هطول الأمطار الغزيرة كانت تتلاقى مياه نهر شبيلى مع مياه نهر جوبا، وتعتبر مياه النهر مصدر رئيسي للشرب الآدمي والماشية والزراعة.
وبدات في عام1950 كانت هناك خطط أثيوبية واسعة لتنمية نهر شبيلى بغرض الاستفادة من مياهه لكنها لم تنفذ، و عام1989 بعد استعانتها بخبراء ومهندسين من الإتحاد السوفياتي استطاعت إثيوبيا إقامة سد ملكا وكينا على الروافد العليا لنهر شبيلى في جبال بايل بهدف انتاج 152 ميجاواط من الكهرباء، وأصبح بذلك هذا السد أكبر مولد للطاقة الكهرو- مائية في إثيوبيا، وبعد دخول الصومال إلى مرحلة الفوضى وعدم الاستقرار من 1991 أقامت اثيوبيا ٤ سدود على نهري شبيلى وجوبا ، مما أثر على جريان النهر وحالة من الجفاف تسببت في نقص حاد في مياه الشرب.
الحديث عن بناء سدّ فى الاقليم السادس الصومالى
نتج عن المشاريع الإثيوبية، أنه جفت روافد نهر شبيلى تماما وأصبحت المياه فيها أثرا بعد عين وذالك بعد أن تحوّلت الأودية فيها الى مناطق يابسة جرداء، وتحوّلت أحواضه الى ملاعب اطفال مفتوحة.
ويعترف مسؤول إثيوبي عن تسببهم في جفاف النهر، وهو زعيم إدارة الإقليم الصومالي في الفيدرالية الإثيوبية عبدى محمد عمر” الي” عن قيام ادارته بوقف مياه نهر شبيلي بشكل متعمد وقال: ” اننا قمنا بتخزين مياه النهر وراء الجدران لغرض السد وري حقولنا الزراعية الخاصة في المنطقة الصومالية في إثيوبيا”وتأتي ثاني جرائم اثيوبيا المائية مع بحيرة توركانا الكينية، أكبر بحيرة صحراوية في العالم، والذي تناقص تناقص مخزونها من الأسماك، وخاصة مخزون أسماك بياض النيل بسبب سد كهرومائي ضخم بنته إثيوبيا على نهر أومو الذي يغذي البحيرة.
ويتهم سكان شواطئ بحيرة توركانا، اثيوبيا أنها أضرتهم لإقامة سدها، حيث أن الطاقة المتولدة من سد (جيبي 3)، الذي يبلغ ارتفاعه 250 مترا تقريبا، يتم إنتاجها على حسابهم. ويأتي حوالي 90 بالمئة من مياه بحيرة توركانا من نهر أومو.
وتظهر بيانات وزارة الزراعة الأمريكية انخفاض مستوى مياه البحيرة إلى 363 مترا في عام 2016، عندما تم افتتاح السد، من 365 مترا.