بعد سيطرة طالبان.. إخوان مصر بتركيا: لماذا لا تكون أفغانستان ملاذا
بعد سيطرة طالبان.. إخوان مصر بتركيا: لماذا لا تكون أفغانستان ملاذا
بعد القرارات التركية الأخيرة ضد قيادات وعناصر الإخوان المقيمين على أراضيها، ومنع أنشطة الجماعة الإعلامية تمهيدا للتقارب مع مصر، وما تبعه من صدور قرار من إبراهيم منير القائم بعمل مرشد الجماعة، بحل المكتب الإداري للإخوان وحل مجلس الشوري وتأجيل الإنتخابات، عكفت الجماعة على بحث مصيرها ومصير عناصرها وأنشطتها في تركيا.
وعقدت مجموعة محمود حسين، الأمين العام السابق للجماعة، والهارب لتركيا اجتماعات مكثفة للرد على قرارات منير، وبحث ملاذات أخرى آمنة لعناصر الجماعة وقيادتها المطلوبين لمصر، ونقل الإعلاميين ومنصات وفضائيات الجماعة لدول أخرى بعيدا عن تركيا، واستقرت المجموعة بالفعل على نقل بعض الفضائيات للعاصمة البريطانية لندن خاصة أن غالبية تراخيصها صادرة من هناك.
وخلال الاجتماعات طرح أحد القيادات فكرة جديدة خلال سؤال وجهه للمجتمعين وهو: ولماذا لا يتم نقل العناصر الإخوانية إلى أفغانستان خاصة بعد التطورات الأخيرة وانسحاب القوات الأميركية منها وسيطرة طالبان على 85% من أراضيها؟، إضافة لوجود نفوذ تركي يتمثل في التواجد العسكري وتولي تركيا حماية مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة كابول، وتحملها المزيد من المسؤوليات تحت مظلة حلف الناتو لحين اكتمال انسحاب القوات الأميركية بحلول سبتمبر المقبل.
ووفق معلومات كشفتها مصادر. فإن قيادات الإخوان التي طرحت الفكرة تستند لسابق تقديم الجماعة دعما ماديا وإغاثيا وإنسانيا لطالبان والجهاديين في أفغانستان خلال الحرب ضد السوفييت، فضلا عن وجود فرع للإخوان هناك، مضيفة أن القيادات عرضت الفكرة على إبراهيم منير القائم بعمل المرشد عبر مؤتمر عقد قبل يومين في العاصمة البريطانية لندن، ولم يعارضها، لكنه طلب مزيدا من التشاور مع قيادات التنظيم الدولي، ومسؤولي حركة طالبان، والنظام التركي، خاصة في ظل الخلاف الحالي بين طالبان ونظام أنقرة بسبب ما تصفه الحركة للتواجد التركي في أراضي أفغانستان بالاحتلال.
وكان إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام للإخوان، قد قرر حل المكتب الإداري ومجلس الشورى للجماعة في تركيا، مع تأجيل انتخاباته 6 أشهر، بسبب الخطوات التركية بوقف أنشطة الإخوان الإعلامية، وطلبها وقف التحريض ضد مصر ودول الخليج تمهيدا للتقارب مع تلك الدول.
وقررت الجماعة إخراج عناصرها من تركيا والرحيل إلى دول أخرى، على رأسها كندا وبريطانيا وهولندا وماليزيا وعدد من دول البلقان
وتخطط الجماعة لنقل فضائياتها الموجهة لمصر خارج تركيا خلال مدة لا تتجاوز 3 شهور.
يشار إلى أن تركيا كانت قد أعلنت عن رغبتها في استئناف اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر مارس الماضي.
وفي مايو الماضي، أجرى وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية، سادات أونال، أول زيارة من نوعها منذ 2013، إلى القاهرة لإجراء محادثات استكشافية مع مسؤولين مصريين.
وفي وقت لاحق، كشف وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عن توقف المباحثات في الوقت الحالي، وعدم وجود أي موعد محدد لاستئناف اللقاءات الاستكشافية من أجل إعادة العلاقات المتبادلة، وذلك على خلفية تباين وجهات النظر بين القاهرة وأنقرة في عدد من القضايا، أبرزها الملف الليبي.