اغتال مسلحون مجهولون الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، مساء اليوم الاثنين بعد خروجه من مقابلة مع قناة محلية في بغداد.
وأثار اغتيال الخبير الأمني والمحلل السياسي التساؤل حول سبب استهداف الهاشمي، والجهة التي تقف وراء قتله بوابل من الرصاص أطلقه المجهولون على جسمه، ولفظ أنفاسه بعد دقائق في مستشفى ابن النفيس
ولم تكن عملية الاغتيال مفاجئة لأصدقاء الهاشمي والمقربين منه، إذ ولّدت التحليلات الصريحة والجريئة للمحلل العراقي حول تنظيم داعش والمليشيات الإيرانية أعداء من مختلف الفصائل المسلحة والمتشددة في العراق.
تهديد بالاغتيال
وقبل نحو ثلاثة أشهر قرأ بعض العراقيين في خبر نشرته قناة العهد، التابعة لبعض الفصائل المسلحة، خبرا عن اغتيال الهاشمي، وحذف لاحقا تهديدا مبطنا للأخير.وتفاعل الخبير الأمني الراحل مع الخبر وقتها ردا على سؤال لأحد متابعيه، بالقول: ”…. الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين“.
وتقول مصادر إعلامية إن الهاشمي وُضع قبل شهرين على قوائم الاغتيال لدى تنظيم داعش، الذي تبنى أحد أذرعه الإعلامية غير الرسمية عملية الاغتيال، لكن مصادر أخرى تستبعد أن يكون التنظيم المتشدد وراء قتل الخبير الأمني.
ويرى متابعون أن داعش لم يعد بالقوة التي يستطيع معها اختراق الطوق الأمني في بغداد، خصوصا منطقة زيتونة التي اغتيل فيها الهاشمي.
كما أن زيتونة التي اغتيل فيها الهاشمي، تخضع لنفوذ كتائب حزب الله، وتقع فيها مقرات ومواقع تابعة لها، غير بعيدة من منزل الخبير الأمني الراحل.
وربط أصدقاء الهاشمي بين اغتياله وحملات إعلامية شرسة ضده نظمها محسوبون على الفصائل المدعومة من إيران.
وتداول نشطاء مقطع فيديو رأوا فيه تحريضا صريحا على الهاشمي، من طرف أحد ضيوف قناة ”العهد“ التابعة للحشد الشعبي.
هل كشف الهاشمي قاتله؟
الهاشمي، أبلغ في حديث هاتفي قبل أقل من أسبوعين على اغتياله، بتلقيه بشكل دوري تهديدات بالقتل.
-الذي أخفى هويته- أن المسؤول الأمني لميليشيا كتائب حزب الله، أبو علي العسكري، دأب على تهديده، وقد قال له حرفيا في آخر رسالة تهديد عبر الهاتف: ”سوف أقتلك في منزلك“.
وفي هذا السياق أشار بأصابع الاتهام إلى مليشيات عراقية شيعية، قائلا إن العراق فريسة ”الميليشيات الوقحة“.وألمح مقدم البرامج الشهير أحمد البشير إلى أن هشام الهاشمي ضحية لجميع الأطراف المتشددة، قائلا، في تغريدة على تويتر: ”#حزبالة الارهابي وداعش الارهابي سعداء ويشمتون باستشهاد هشام الهاشمي.. لقد كنت على درب الحق يا هشام، بلسانك وبأفكارك وبشجاعتك وبصدرٍ عارٍ واجهتَ الاف الارهابيين من كل الاطراف.. وعندما لم يستطيعوا مواجهتك فكرياً استخدموا وسيلة الجبناء والانذال“من هو هشام الهاشمي؟
ولد الهاشمي في بغداد سنة 1973، وينتمي إلى عشيرة الركابي العريقة السنية، درس الثانوية في إعدادية الجمهورية للبنين، ثم حصل على شهادة بكالوريوس في الإدارة والاقتصاد من الجامعة المستنصرية عام 1994.وفي نهاية التسعينات أصبح الهاشمي مهتما بدراسة الجماعات الإسلامية، واكتسب خبرة قوية في هذا المجال جعلته أحد المراجع المهمة في العراق منذ ظهور تنظيم داعش 2014.وبحكم إتقانه اللغة الإنجليزية، فقد أصبح الخبير الراحل مرجعية لوكالات الأنباء ووسائل الإعلام الدولية، وكان يقدم أيضا المشورة للحكومة العراقية.وظل الهاشمي الذي يحمل عضوية المجلس الاستشاري العراقي، ضيفا دائما على القنوات التلفزيونية، محللا سياسيا واستيراتيجيا، وخبيرا أمنيا يوثق بمعلوماته، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.