بعد ساعات قليلة من إعلان نبأ وفاة إبراهيم منير قائد “جبهة لندن”، إحدى الجبهات المتصارعة على قيادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر، قررت الجبهة تعيين محيي الدين الزايط خلفاً له وذلك لحين الإعلان عن من سيقوم بعمل القائم بأعمال المرشد.
وأعلنت الجبهة، التي يقيم غالبية أعضائها في العاصمة البريطانية لندن، عن تمسكها بقيادة الجماعة وإعادة بناء مؤسساتها. وأشارت، وفق بيان صحفي صدر اليوم السبت، إلى أن هذه المؤسسات “منعقدة” منذ الإعلان عن وفاة إبراهيم منير لترتيب الأمور، وستبقى منعقدة لحين الإعلان عن من سيكون نائب المرشد العام والقائم بعمله خلفا لمنير.
وذكرت أن إبراهيم منير كان قد كلّف في حياته محي الدين الزايط، وهو نائب لرئيس الهيئة التي تقوم بمهام مكتب الإرشاد، بمساعدته في ترتيب الأمور الإدارية. وأكد البيان تعهّد الزايط “بالمحافظة على الجماعة ودورها”.
من هو الزايط؟
واسم الزايط الكامل هو: محيي الدين محمد محمود الزايط، أحد قيادات مجلس الشورى بالجماعة، ومدرج اسمه على قوائم الإرهاب بمصر. وقد اتُهم بالتحريض على الإرهاب وإهانة المؤسسة العسكرية المصرية.
تولى قيادة المكتب الإداري للإخوان بمحافظة الجيزة وكان مسؤول العمل الطلابي بالجماعة.
وفي أول تصريحات له عقب إعلان خلافته لمنير، قال الزايط إنه سيتولى القيام “بالمهام الإدارية داخل الجماعة مؤقتاً، حتى استكمال المؤسسات الداخلية لها”، موضحاً أن جبهته ستعلن خلال أقل من شهر عن “كافة الأمور الإدارية الجديدة”.
وأكد أنه سيعمل على “جمع شمل الجماعة وعدم دخولها في الصراع على السلطة في مصر”.
وكان قد أعلن يوم الجمعة عن وفاة إبراهيم منير القائم بعمل مرشد الجماعة وقائد “جبهة لندن” عن عمر ناهز الـ85 عاماً”.
وقال الإعلامي الإخواني أسامة جاويش إن إبراهيم منير شارك مساء الخميس الماضي مع قيادات جبهته في اجتماع حول بعض التطورات داخل الجماعة واستعداداتها لما تسميه “حراك 11 نوفمبر الجاري”. وسئل حينها عن موقف الإخوان من دعم هذا الحراك فأجاب: “تعاملوا معه بإيجابية”.
وكشف جاويش أن منير شعر بصداع شديد ودوار اضطر على إثره لمغادرة الاجتماع ثم توفي بعد ذلك بساعات.
صراع الجبهتين
يذكر أن الصراع بين جبهتي إسطنبول ولندن داخل الجماعة كان قد شهد هدوءًا مؤقتاً في الفترة الأخيرة، بعد أن زعم كل منهما وصول رسالة دعم وتأييد له من جانب مرشد الجماعة المتواجد في السجون المصرية محمد بديع. وأكدت جبهة اسطنبول تلقيها رسالة دعم من المرشد لزعيمها محمود حسين ومطالبته بوقف أي انقسام في صفوف التنظيم وبذل كل الجهد لحل أزمة المعتقلين، وهو ما ذكرته أيضاً جبهة لندن.
وكان الانشقاق بدأ رسمياً في ديسمبر2021 مع إعلان “جبهة إسطنبول” إعفاء إبراهيم منير من مهام القائم بعمل المرشد العام للجماعة وتكليف مصطفى طلبة بالقيام بمهامه. هذا وظهر مؤخراً تيار ثالث يصارع على قيادة الجماعة ينتمي لـ”جبهة الكماليين” نسبةً لمحمد كمال القيادي الإخواني الذي قُتل في اشتباكات مع قوات الأمن عام 2016، وكان يتولى قيادة اللجان المسلحة للإخوان.