حماس ستمنح إسرائيل أسباباً جيدة للعودة إلى القتال
حماس ستمنح إسرائيل أسباباً جيدة للعودة إلى القتال
اعداد/جمال حلمي
يمكن إجراء صفقة، وحماس ستمنح إسرائيل أسباباً جيدة للعودة إلى القتال
المصدر
قناة N12
غادي شميني ضابط في الوحدات القتالية، يتحدث عن كيفية مقتل هذا العدد الكبير من الجنود. ويقول الجنود جهزوا مبنى لتفجيره، حين أُطلق صاروخ RPG في اتجاههم، وهو ما أدى إلى تفعيل المتفجرات وانهيار مبنيَين. الحديث يدور حول حدث صعب، لكنه يذكّرنا بأن القتال في غزة يجري تحت تهديد مستمر وضمن دائرة 360 درجة، فوق الأرض وتحتها. وأيضاً التهديد لا يتوقف عند الخطوط الخلفية داخل القطاع. لا يزال يوجد في القطاع كثير من السلاح، و”المخربين” والحوافز إلى القتال.عندما نعمل في منطقة كالمنطقة العازلة التي يريدون بناءها داخل القطاع بمحاذاة الحدود، يعلم العدو، ويستطيع أيضاً توقُّع خطواتك. الحديث هنا لا يدور حول خط تقدُّم سريع، إنما حول أعمال هندسية تجري في منطقة معينة يعرفونها جيداً. يستطيعون التجهيز جيداً لساحة قتال كهذه مسبقاً، وأحياناً ينجحون”.
“من الواضح أن الجيش سيستخلص العبر، ويعمل على تحسين طريقة عمله. العمليات ستستمر، لكن من الممكن تغيير طريقة العمل، بحيث تكون أقل خطورةً على الجنود، وتقلل من هذه الأحداث. هكذا هي الحرب، معقدة ومتداخلة، ولدينا جنود وضباط جيدون للتعامل مع هذه المخاطر. وفي النهاية، هذا يذكّرنا بحجم الإخفاق وعمقه – كيف سمحت دولة إسرائيل “لوحش” كهذا بأن يكبر في قطاع غزة طوال أعوام. سيكون علينا التحقيق في هذا الأمر في العمق”.
في رأيك، هل تحقق إسرائيل أهدافها في الحرب؟
“الجيش يعمل حتى الآن بصورة لافتة جداً. المهمات الملقاة على عاتقه تُنجز، لكن لدينا مشكلة. مشكلتنا موجودة في مجال الاستراتيجيا. الرؤية الحالية هي رؤية حكومة إسرائيل التي كانت موجودة في السادس من تشرين الأول/أكتوبر، وهي لا تتمتع بالكفاءة لإدارة هذه الحرب، وتمتنع من الحديث عن “اليوم التالي للحرب”، وعن الاستراتيجيا الشاملة. هم يفترضون أن الجيش سينجح وحده، أو سيكون هناك تراكُم للنجاحات التكتيكية، وفي النهاية، سيؤدي هذا إلى إنجاز استراتيجي. للأسف، هذا لا يمكن أن يحدث. في حرب لبنان، قلنا لأنفسنا أنه كلما راكمنا إنجازات تكتيكية، فإن هذا سيمنحنا إنجازاً استراتيجياً، وهذا لم يحدث”.
“على المستوى السياسي صوغ استراتيجيا، يتطلب مشاركة الولايات المتحدة، وكذلك يجب الحديث عن اليوم التالي. هذا ما سيوجه العمليات العسكرية للجيش بطريقة تدفع إلى تحقيق الأهداف الإستراتيجية التي لم يعرّفها المستوى السياسي بعد. تفكيك “حماس” هو هدف مهم، لكن في نهاية المطاف، هذه ليست استراتيجيا يمكنها أن تتوقع 50 عاماً، أو 100 عام إلى الأمام”.
“إحدى المشاكل المركزية الموجودة الآن هي حقيقة أننا غير موجودين في محور فلاديلفيا. أنا أيضاً لا أرى كيف سنصل إلى هناك بهذه الوتيرة. المقصود هنا خطأ استراتيجي كبير، لأنه لم يحدث في الأيام الأولى للحرب، حين كانت إسرائيل تحظى بشرعية دولية كبيرة في مقابل مصر أيضاً. لا يزال من الممكن تصحيح هذا الخطأ، ويجب تصحيحه. إن لم نصل إلى محور فلاديلفيا، فلن نستطيع قطع خط الأنفاق الذي يتدفق فيه السلاح والناشطون. آمل ألّا يمرروا أموراً أُخرى. هذه الخطوة ضرورية، ويجب القيام بها بسرعة”.
“حماس” تضع شروطاً مستحيلة بالنسبة إلى إسرائيل، ما الذي يمكن القيام به لإعادة الرهائن؟
“أنا لا أريد أن أفكر في سيناريو لا يعيد الرهائن، هذه الدولة لن تعود كما كانت عليه”.
“أعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق مع “حماس”، يفرض قيوداً كبيرة على الحركة ويوقف القتال، وهذا في مقابل إعادة الرهائن مرة واحدة، وليس بالتدريج – ولن يمرّ كثير من الوقت حتى تخرق “حماس” الاتفاق. هذا سيمنح إسرائيل سبباً جيداً للقتال مرة أُخرى. أنا لا أقبل الادعاء القائل إنه لا يمكن العمل عسكرياً بعد الصفقة “.
“ائتلاف 6 أكتوبر لا يتمتع بالكفاءة للعمل في قضية الرهائن، هناك مَن يضغط على نتنياهو في الغرف المغلقة، ولا يسمح له بإجراء حوارات حقيقية بشأن الخطوات المطلوبة. علينا أن نجلس ونتحدث، ولو كان الثمن وقف القتال، وأن نضع شروطاً صعبة، إذا خرقتها “حماس”، فيتجدد القتال. لا شك لديّ في أن “حماس” ستمنحنا الأسباب الجيدة لاستئناف القتال، وبعدها، يمكننا أيضاً إبادتها.