لقاء نيوم السري بين الأمير محمد بن سلمان والسكرتير العسكري لنتنياهو
لقاء نيوم السري بين الأمير محمد بن سلمان والسكرتير العسكري لنتنياهو
اعداد/جمال حلمي
حلقت طائرة إسرائيلية في الأجواء السعودية، وعلى متنها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي التقى في مدينة نيوم الساحلية، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بمشاركة الجنرال آڤي بالوت، السكرتير العسكري لنتنياهو، ورعاية وحضور وزير الخارجية الأميركية بومبيو- 11/2020. ويقول مراقبون إن نتنياهو تجنب التصريح بنفسه عن وقوع اللقاء، لكنه شجع على تسريب الخبر عن طريق وزراء في حكومته، في حين نفى وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان وقوع اللقاء، فيما لجأ بومبيو إلى المراوغة عند إجابته على أسئلة الصحفيين بخصوص حدوث اللقاء.
وقد ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان) وإذاعة الجيش الإسرائيلي أن نتنياهو سافر سراً أمس إلى مدينة نيوم السعودية على البحر الأحمر لإجراء محادثات مع ولي العهد ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
وفي المقابل، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس أن “تسريب الاخبار عن زيارة سرية لنتنياهو للسعودية خطوة غير مسؤولة”.
ويرى المراقبون في تشجيع نتنياهو على تسريب الخبر إستثماراً انتخابياً لما يعتبره تحقيق اختراق جدي في مسار التطبيع مع السعودية، في وقت كانت فيه معظم المؤشرات في إسرائيل ترجح الذهاب إلى انتخابات مبكرة هي الرابعة خلال 23 شهراً . كما نوه المراقبون إلى أن النفي السعودي لوقوع اللقاء على لسان وزير الخارجية، دون تعليق من الديوان الملكي ربما يشير إلى رغبة ولي العهد محمد بن سلمان برصد ردّات الفعل تحضيراً للرأي العام السعودي والعربي في حال قامت السعودية بخطوات عملية وعلنية لاحقة على صعيد العلاقة مع إسرائيل.
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلت – 18/9/2020، أي قبل وقوع اللقاء بأكثر من شهر، عن مستشارين لابن سلمان قولهم إنه «يأمل بمشاركة شركات تكنولوجية إسرائيلية بتطوير وبناء مدينة «نيوم» (المستقبل) التي رصد لها 500 مليار دولار»
جاء لقاء نتنياهو وبن سلمان، بعد التأكد من رحيل دونالد ترامب وفوز جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية، الأمر الذي أشعل مخاوف الرياض وتل أبيب من انحسار الضغط الأميركي على طهران، وعودة الملف النووي الإيراني إلى مائدة التفاوض، في الوقت الذي أرادت فيه إدارة ترامب، أن يخرج هذا اللقاء بخطوات تعرقل أي تغيير تجريه إدارة بايدن على السياسات التي سلكتها الإدارة الراحلة تجاه المنطقة.
من هذه الزاوية، بحث المجتمعون في بلورة موقف سعودي – إسرائيلي مشترك في مواجهة إيران، بما في ذلك إمكانية التوجه نحو تشكيل تحالف أمني وعسكري ضدها يضع الإدارة الأميركية الجديدة أمام مستجدات تفرض عليها تدقيق حساباتها عند ترجمة تعهدات بايدن بالعودة إلى التفاوض بشأن الملف النووي الإيراني، وخاصة أن إسرائيل طرفاً مؤسساً في هذا التحالف، وهو ما يعزز الموقف السعودي أمام الإدارة الأميركية الجديدة.
ويلاحظ المراقبون أن الرياض لم تذهب أبعد من ذلك، واكتفت بحدوث اللقاء كرسالة إلى الإدارة القادمة، وفق تقدير سعودي أن التوسع في اللقاءات مع تل أبيب سيكون مجانياً، إذا لم يكن برعاية الإدارة الأميركية الجديدة التي ستكون معنية بتأمين مطالب المملكة مقابل التطبيع. لكن يمكن القول إن الموقف المشترك من الملف الإيراني، في فترة انتقال الحكم في أميركا عبر «لقاء نيوم»، كان مفتاح البداية شبه العلنية لـ«التطبيع المتدرج» بين إسرائيل والسعودية