كيف رد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على مهلة “ترامب” له لمغادرة البلاد؟
كيف رد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على مهلة "ترامب" له لمغادرة البلاد؟

يشهد المشهد السياسي في فنزويلا توترًا غير مسبوق بعد التطور الأخير المتمثل في منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهلة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لمغادرة البلاد مع عائلته، هذا التصعيد الدبلوماسي يضع الأزمة الفنزويلية على مفترق طرق، ويثير تساؤلات حول مستقبل الحكم في كاراكاس والسيناريوهات المحتملة خلال الفترة المقبلة.
من هو نيكولاس مادورو؟
نيكولاس مادورو هو سياسي فنزويلي تولى رئاسة الجمهورية منذ عام 2013 خلفًا لهوغو تشافيز.
وبدأ مسيرته النقابية في قطاع النقل قبل أن يصعد في الهرم السياسي، حيث شغل منصب وزير الخارجية ثم نائب الرئيس.
وعرف مادورو بسياساته التي تصفها المعارضة بأنها قمعية واقتصادية مغلقة، في حين يصف نفسه بأنه حامل لواء “الثورة البوليفارية”.
الأزمة السياسية وتصاعد الضغوط
شهدت فنزويلا خلال سنوات حكم مادورو انهيارًا اقتصاديًا حادًا، وتضخمًا غير مسبوق، إضافة إلى موجات هجرة واسعة. وتتهم واشنطن حكومة مادورو بانتهاكات حقوقية والتلاعب بنتائج الانتخابات.
التوترات بين واشنطن وكاراكاس ليست جديدة، لكنها بلغت ذروتها مؤخرًا بعد مطالبة ترامب لمادورو بالتنحي ومغادرة البلاد، في خطوة وصفت بأنها الأكثر جرأة منذ بداية الأزمة.
المهلة الأميركية: تفاصيل التصعيد
خلال اتصال مباشر، طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من مادورو مغادرة فنزويلا خلال مهلة زمنية محددة، تماشيًا مع خطة أميركية تهدف إلى تغيير المشهد السياسي في البلاد.
تقول التسريبات إن العرض تضمن خروجًا آمنًا لمادورو وعائلته إلى دولة يختارها، لكن ذلك جاء مقابل تنازله عن السلطة وتسوية ملفات سياسية وقضائية عالقة.
انتهاء المهلة دون استجابة من مادورو دفع واشنطن لاتخاذ إجراءات إضافية تمثلت في تضييقات أكبر ونبرة تهديدية تجاه نظام الحكم، ما زاد الضغط على الرئيس الفنزويلي داخليًا وخارجيًا.
رد مادورو وتمسكه بالسلطة
ظهر مادورو علنًا بعد صدور المهلة، مؤكدًا أنه “لن يغادر البلاد تحت التهديد”، واصفًا الموقف الأميركي بأنه محاولة لإسقاط الحكومة بالقوة.
هذا الظهور وضع حدًا للشائعات التي تحدثت عن هروبه أو نيته اللجوء السياسي، وأكد استمرار الأزمة في مسارها التصاعدي.
ماذا ينتظر فنزويلا؟
التصعيد الأخير يعيد رسم السيناريوهات المحتملة للأزمة الفنزويلية، ومنها:
تسوية سياسية بضغوط دولية قد تنهي حقبة مادورو.
تصعيد داخلي بدعم من المعارضة التي رأت في المهلة فرصة لإعادة التحرك.
تدخل أميركي محدود أو موسّع تبعًا لمدى استجابة كاراكاس.
استمرار الجمود في حال تمسك مادورو بالسلطة ونجاحه في الحفاظ على دعم الجيش.
في جميع الحالات، تبقى فنزويلا أمام لحظة تاريخية قد تغيّر مستقبلها السياسي والاقتصادي لعقود.




