أخبار العالم

“تقرير دولي” يرصد بالأرقام ماذا فعلت سياسات التجويع الإسرائيلية في غزة.

"تقرير دولي" يرصد بالأرقام ماذا فعلت سياسات التجويع الإسرائيلية في غزة.

“غزة منطقة مجاعة رسميا”.. هذا هو ملخص تقرير التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي، المدعوم من الأمم المتحدة، في خطوة تؤكد عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها أهالي قطاع غزة، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع عدد شهداء التجويع في قطاع غزة إلى 281 بينهم 114 طفلا.

وتوقع التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي انتشار المجاعة إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بنهاية سبتمبر 2025، وقال إن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون ظروفاً كارثية، أي المرحلة الخامسة من التصنيف، ومن خصائصها الجوع الشديد والموت والعوز والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد، بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة.

لحظة من العار الجماعي

ومن جانبه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر أمس في مؤتمر صحافي إن تأكيد المجاعة في غزة هو “لحظة من العار الجماعي”.

وقال: “إنها مجاعة كان بإمكاننا منعها لو تم السماح لنا… إنها مجاعة يجب أن تحفز العالم لاتخاذ إجراءات فورية. يجب أن يخجل العالم لكي يفعل ما هو أفضل”.

وفي المؤتمر الصحفي في جنيف، قال فليتشر: “من فضلكم، اقرأوا تقرير لجنة التصنيف المتكامل للأمن الغذائي بالكامل. اقرأوه بحزن وغضب. ليس فقط ككلمات وأرقام، بل كأسماء وأرواح. تأكدوا أن هذه شهادة لا يمكن دحضها”.

وقال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: “طلبي، مناشدتي، مطالبتي لرئيس الوزراء نتنياهو وأي شخص يمكنه الوصول إليه: كفى. أوقف إطلاق النار. افتح المعابر الشمالية والجنوبية. كلها. دعنا نقوم بإدخال الغذاء والإمدادات الأخرى، دون عوائق وعلى النطاق الضخم المطلوب

ورفضت إسرائيل التقرير ووصفته بأنه مغلوط ومتحيز، وقالت إنه اعتمد على بيانات مغلوطة قدمت أغلبها حركة “حماس”، ولم يأخذ في الاعتبار تدفق كميات كبيرة من الأغذية على القطاع في الآونة الأخيرة.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية: “قطاع غزة لا يشهد أي مجاعة”. وأضافت في بيان: “أكثر من 100 ألف شاحنة محملة بالمساعدات دخلت قطاع غزة منذ بداية الحرب، وفي الأسابيع القليلة الماضية هناك تدفق كبير للمساعدات غمر القطاع بالمواد الغذائية الأساسية، وأدى لتراجع حاد في أسعار الغذاء التي انخفضت بشدة في الأسواق”.

مصر تعرب عن قلقها من انتشار المجاعة في قطاع غزة
أعربت مصر عن قلقها من التقارير المتزايدة حول حالة المجاعة في قطاع غزة، وأكدت ضرورة أن يضع المجتمع الدولي حداً “لما يتم ارتكابه من جرائم وانتهاكات سافرة في القطاع”.

وذكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان صدر اليوم السبت، أن مصر تُعبّر عن “بالغ قلقها من التقارير المتزايدة حول حالة المجاعة في قطاع غزة، وآخرها تقرير التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي، الذي أكد بصورة رسمية وجود مجاعة بقطاع غزة”.

وقالت مصر إن المجتمع الدولي مسؤول عما آلت إليه الأمور في قطاع غزة “نتيجة انتهاج سياسات مزدوجة المعايير”، وطالبت بالتدخل بحزم ضد “تمادي إسرائيل إلى حد وضع قيود على دخول المساعدات الإنسانية والمتوفرة بالفعل والكفيلة بإنهاء المجاعة في أسرع وقت”، حسب البيان.

وثمنت مصر تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، التي أكد فيها أن المجاعة في قطاع غزة كارثة من صنع الإنسان وفشل للبشرية، مشدداً على التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي بضرورة ضمان وصول الإمدادات الطبية والغذائية للسكان باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.

وعلى صعيد متصل، أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الجمعة أن “تجويع الناس لأغراض عسكرية يعد جريمة حرب”.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إن مجاعة غزة “ينبغي أن تؤرقنا جميعاً”، مؤكداً أنه “كان من الممكن تفاديها” لولا “العرقلة الممنهجة من إسرائيل” التي منعت دخول المساعدات. وأضاف: “إنها لحظة عار جماعي”.

وقالت جانيت بيلي مسؤولة التغذية لدى لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إغاثة مقرها نيويورك “نشهد أسوأ كارثة إنسانية على الإطلاق يمكن قياسها”.

وأضافت: “سيموت عدد أكبر بكثير من الأطفال، وعدد أكبر بكثير من النساء الحوامل والمرضعات اللاتي يعانين من سوء التغذية”، وفقا لوكالة “رويترز”.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” اليوم السبت إنه يمكن وقف المجاعة في قطاع غزة إذا سُمح بإدخال كميات هائلة من المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن مستودعاتها في الأردن ومصر ممتلئة بالإمدادات.

وأضافت الوكالة أن لديها ما يكفي من المواد الغذائية والإغاثية لملء نحو ستة آلاف شاحنة جاهزة للعبور إلى القطاع، مشددة على أنه يجب على إسرائيل أن تسمح بإدخال المساعدات إلى القطاع.

وأكدت إيناس حمدان، مدير إعلام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في قطاع غزة، أن القطاع يواجه بالفعل حالة مجاعة غير مسبوقة، مشددة على أن الأرقام الأخيرة الصادرة عن الأمم المتحدة تعكس تدهورًا خطيرًا في مستويات الأمن الغذائي.

إن التقرير الصادر بالأمس تضمن أرقامًا صادمة، إذ أظهر أن نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد ارتفعت من نحو 5% في نهاية مارس إلى ما يزيد على 15% خلال يوليو، فيما وصلت النسبة في مدينة غزة وحدها مع مطلع أغسطس إلى نحو 28%.

وأضافت أن هذه الأرقام تتماشى مع تقارير الأمم المتحدة التي حذّرت من وصول مناطق الوسط والجنوب في غزة إلى مرحلة المجاعة خلال أسابيع قليلة، موضحة أن وكالة الأونروا باعتبارها المنظمة الأكبر في تقديم الاستجابة الإنسانية والإغاثية، بحاجة إلى إدخال مساعداتها بشكل عاجل إلى القطاع، خاصة المواد الغذائية، بعد توقف توزيعهابسبب نفاد المخازن.

وانتقدت مدير إعلام “الأونروا”، الآلية الحالية لتوزيع المساعدات عبر ما يُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، موضحًا أنها آلية غير إنسانية تحوّلت إلى مصائد موت، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة كانت تدير سابقًا 400 نقطة توزيع داخل القطاع، بينما تقلّص العدد الآن إلى 4 نقاط فقط، وهي غير قادرة على مواجهة حالة المجاعة.

وتابع: “الضغط على الجانب الإسرائيلي للعودة إلى آلية التوزيع الأممية التي كانت تضمن وصول المساعدات الغذائية إلى جميع السكان بشكل منظم وفعّال”.

“اليونيسيف” تطالب بسرعة إدخال المساعدات بالكميات اللازمة لقطاع غزة
فيما طالب عمار عمار المدير الإقليمي للإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها تجاه القانون الدولي الإنساني والسماح بدخول المساعدات بالكميات اللازمة لقطاع غزة.

وقال عمار إنه على السلطات الإسرائيلية أن تسمح بالدخول الفوري وغير المقيد بالمساعدات على نطاق واسع للوصول الى الأسر في جميع أنحاء قطاع غزة بما في ذلك تحسين آليات التوصيل والتوزيع للوصول الآمن للمساعدات.

وكان كاظم أبو خلف المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة ” يونيسيف ” أعلن أمس الجمعة أن أكثر من 2000 شخص قتلوا، وأصيب نحو 14 ألف آخرين، أثناء محاولتهم الحصول على الطعام من مؤسسات إنسانية داخل غزة، في مشهد غير مسبوق في التاريخ الحديث.. مشيرا إلى أن تصنيف الأمن الغذائي المرحلي المتكامل الصادر عن الأمم المتحدة أكد أن قطاع غزة دخل بالفعل في مرحلة المجاعة رسميا، بينما تشير البيانات إلى أن الوضع في شمال القطاع أسوأ بكثير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى