تعد أزمة ” سد النهضة ” الإثيوبي أبرز ما يهم المواطن البسيط في مصر والسودان خلال الأيام الحالية ، فنهر النيل هو مصدر الحياة والنمو والتاريخ في البلدين وأي نقطة ماء ستنقص من حصتهما المائية ستؤثر بالتأكيد على حياة شعوبها ، منذ أن أعلنت إثيوبيا نيتها في بناء سد النهضة ولا يخلو أي حديث بين شخصين في المنزل أو في الشارع في كلتا الدولتين من ذكر ” سد النهضة” وكيف سيتغلب المسؤولين على تلك الأزمة وكيف سيتم حلها وهل سنلجأ للحل العسكري.
لم تتوقف تصريحات المسؤولين الإثيوبيين الهوجاء والتي بلا معنى منذ بداية الأزمة حتى وقتنا هذا ، فكل يوم يخرجوا علينا بتصريح جديد تارة يهددون مصر عسكريا وتارة أخرى يهددون بإقامة المزيد والمزيد من السدود ، ولكن أحدث تصريحاتهم الذي أطلق منذ قليل تعدى الحدود والمنطق ، فقد دعا باحثون إثيوبيون إلى مطالبة مصر والسودان بدفع تكاليف حماية النيل خلال الـ 40 عامًا الماضية ، مبررين ذلك أنهم دفعوا مبالغ طائلة لحماية التربة والمياه.
وأوضح مدير مركز المياه والأراضي الإثيوبي أبابا جيت زيليكي أن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لها كامل الحق في مطالبة مصر والسودان بأن يدفعوا ثمن تصليح الأراضي والتكاليف التي أنفقت لحماية التربة في حوض النيل منذ ما يقارب من 40 عاما ، وأوضح أن مصر والسودان هم من استفادوا من نهر النيل خلال ال 40 عاما الماضية دون أن ينفقوا أي أموال على حمايته والحفاظ عليه ،وأضاف أن إثيوبيا تكبدت أموالا طائلة من موازنتها للحفاظ عليه وعلى البيئة.جدير بالذكر أن الأزمة الخاصة بسد النهضة الإثيوبية تشتعل يوميا عن يوم جراء التصريحات الهوجاء التي تطلق يوميا من جانب السلطات الإثيوبية التي تتناقض تصرفاتها ومواقفها ، أحيانا تكون هادئة وتهدف إلى الحل ، وتارة أخرى تكون عاصفة وتهدف إلى التصعيد التي لن تتحمله الشعوب الأفريقية ، فبالتأكيد ستتأثر بصورة كبيرة جدا جراء أي صراع محتمل داخل القارة السمراء ، يذكر أن البعثات الطبية المصرية و القوات المصرية قديما شاركت في الدفاع عن أرض الحبشة ” إثيوبيا حاليا” وتم استشهاد العديد منهم.