اعتبرت مؤسسة إخبارية أمريكية، أن الأعمال الاستفزازية الإيرانية الأخيرة بما فيها الاستيلاء على ناقلة كورية جنوبية في الخليج وزيادة عمليات تخصيب اليورانيوم اللازم لإنتاج سلاح نووي تعتبر بحد ذاتها إعلان حرب لكنها في الوقت نفسه تشكل رسالة لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن من أجل التقارب معها.
وأشار تقرير مؤسسة ”يو اس نيوز وورلد ريبورت“ التي تصدر عددا كبيرا من الصحف والمجلات في الولايات المتحدة إلى أن تلك الأعمال التي تزامنت مع بدء مناورات عسكرية وسط إيران تأتي وسط ما وصفته بـ ”تصاعد البيان الخطابي“ الإيراني بشكل كبير في الفترة الأخيرة وخاصة بعد فوز بادين وهزيمة الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات.
ورأى التقرير، الذي نشر اليوم الأربعاء، أن كل خطوة اتخذتها إيران أخيرا تمثل بحد ذاتها ”إعلان حرب“ لكنها نقلت عن محللين قولهم: إن تلك الأعمال تعتبر -أيضا- رسالة من طهران لبايدن بضرورة التقارب معها وإلغاء سياسات ترامب العقابية ضدها.
وقال اليكس فاتاناكا الإيراني الأصل والمختص بشؤون إيران في ”معهد سياسات الشرق الأوسط“ بواشنطن:“اعتقد أن هذه التحركات وغيرها هي جزء من جهود طهران لإخبار بايدن بأن توسيع الحوار ليشمل الإجراءات الإيرانية المقلقة الأخرى سيتطلب أولا عودة واشنطن السريعة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 ورفع العقوبات التي فرضها ترامب.. وعندها فقط، قد تكون إيران منفتحة لمناقشة الأمور الخلافية الأخرى.“
وأوضح فاتاناكا أن المفاوضات المستقبلية والملحة واحتمالات الحرب مع إيران ستكون مدفوعة بعاملين أولهما، استعداد واشنطن وحلفائها في المنطقة للتفاوض مع طهران بشأن تصوراتها للتهديدات من قبل الدول القريبة بما فيها دول الخليج.
وقال: ”العامل الثاني، هو أن منصب الرئاسة في النظام الإيراني ضعيف ومع ذلك فهو مهم من الناحية الرمزية.. ولذلك يمكن أن تكون انتخابات عام 2021 المسمار الأخير في نعش الوهم بأن للإيرانيين العاديين أي دور.. وبذلك، ستكون إيران أكثر حزما في أيدي زمرة من الأيديولوجيين المتشددين الذين لديهم سجل في المبالغة في قدراتهم وسوء التقدير“ في إشارة منه إلى احتمال فوز المتشددين وجماعة الحرس الثوري في الانتخابات.
بدورها، لفتت كيسلي دافنبورت من ”جمعية الحد من الأسلحة“ في واشنطن إلى أنه مع تزايد الفرص لتخفيف العقوبات الأمريكية فإنه من مصلحة إيران الامتناع عن المزيد من الانتهاكات التي قد تعرض خطة بايدن للعودة إلى اتفاق 2015 للخطر“.
وقالت: ”اعتقد أن النافذة لا تزال مفتوحة لاتخاذ إجراءات دبلوماسية لمنع حدوث أزمة نووية واستعادة اتفاق 2015.. وسيكون من الضروري لإدارة بايدن التحرك بسرعة لتنسيق العودة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي واستعادة مصداقية الولايات المتحدة“.