المزيد

الأسطورة التي روجت لها إسرائيل وتوراتهم المزعومة عن العماليق أبو العماليق عوج بن عنق.. حقيقة أم أسطورة؟

الأسطورة التي روجت لها إسرائيل وتوراتهم المزعومة عن العماليق أبو العماليق عوج بن عنق.. حقيقة أم أسطورة؟

اعداد/جمال حلمي
كان يشرب من السحاب ويشوي الحيتان في الشمس

الجزء الأول
عوج بن عنق شخصية مخيفة يُقال أنها كانت موجودة ويدور الجدل حول كل ما يخصها، هي شخصية ذُكرت بالاسم الصريح في التوراة والأسفار القديمة ولكن ليس في القرآن الكريم، ويُقال بأنها عاصرت 3 أنبياء متباعدين جداً في التاريخ، لكن ورغم عدم ذكرها بالاسم في القرآن إلا أن عدداً من كبار المفسرين أوردوا قصتها في كتبهم.
هي قصة أقل ما يقال عنها أنها غريبة وربما تكون من وحي الخيال،لكن هذا ما تناقلته الكتب التاريخية والدينية، وإن اختلفت الآراء حول هذه القصة إن كان بين الأديان أو حتى بين العلماء المسلمين أنفسهم فهل فعلاً حدثت أحداث هذه القصة الغريبة والعجيبة وهل شخصية عوج بن عنق حقيقية أم هي مجرد أسطورة؟.
قد تكون قصة عوج بن عنق مجرد خرافة من الخرافات، لكن ذكرها في عدد من الكتب السماوية كالتوراة وحتى الأسفار القديمة وحتى المفسرين والعلماء المسلمين تطرقوا إليها كالطبري، يؤكد بأن بعض أحداثها قد تكون حقيقية فعلاً، دون استبعاد بعض الأمور الخيالية والإسرائيليات وغيرها، فهي تبقى شخصية أسطورية لها وجود، ولكن ليست بمثل الوصف الذي بالغ في وصفه الواصفون، من المؤكد وجود مبالغات كثيرة وخيال جامح ولكن أنا لا أؤكد كما لا أنفي هذه القصة.
عوج بن عنق بنت آدم أول زانية في التاريخ
هو عوج بن عنق أو”عوج بن عوق”، ويقال “عوج بن عناق” وهو حفيد آدم من ابنته عنق بنت آدم أول عاهرة فى التاريخ واختلفت الروايات كعادة أهل التأويل القرآني في تحديد نسبه، وأشهرها ما نقله (عبد الملك العاصمي) في كتابه “سمط النجوم العوالي” فقال: “أمه عنق بنت آدم لصُلبه، وقيل اسمها عناق، وهي أول بغيّ على وجه الأرض من ولد آدم. عملت السحر وجاهرت بالمعاصي.
فلما بغت، خلق الله لها أسوداً كالفيلة وذئاباً كالإبل ونسوراً كالحمّر فسلّطهم عليها فقتلوها وأكلوها”.
استحسنها إبليس وتقرّب منها، “فسارت معه إلى عند قابيل بن آدم وولده، فلم تمنع من جاءها عن نفسها (أى كانت تمارس الدعارة) حتى حملت بعوج، وأراد الله أن يجعله حديثاً في الأرض فولدته أعظم منها”.
لم تعلم عناق ممن حملت، فنُسب عوج إليها، “فربّته حتى عَظم وقوي وبقي يطوف الأرض جبلاً جبلاً”.
قيل إن طوله “ثلاثة ألاف وثلاثمائة وثلاثين ذراعا وثلث ذراع”، وقيل إنه كان يحتجز {يحتجب} السحاب ويشرب منها، “وكان يضرب بيده فيأخذ الحوت من قاع البحر ثم يرفعه إلى السماء فيشويه بعين الشمس فيأكله”، نجا من الطوفان في زمن نوح، وحارب العديد من الأنبياء، وكانت نهايته حين رفع الجبل ليرمي عسكر موسى بالجبل، “فجعله الله طوقاً في عنقه، وقتله موسى”.
يقول الله تعالى “يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22)”.
عوج بن عنق أوعوج بن عوق وفقاً للتوراة، كان ملك أموري لباشان والذي قتل مع جيشه من قبل النبي موسى ورجاله في معركة درعا، وفي الأدب اليهودي يذكر بأن عوج كان واحداً من العمالقة الذين نجوا من فيضان النبي نوح.
وما نجا من الكفّار من الغرق غير عوج بن عنق كان الماء إلى حجزته، وكان السبب في نجاته على ما ذكر أن نوحاً عليه السّلام احتاج إلى خشب ساج للسفينة فلم يمكنه نقلها، فحمل عوج تلك الخشبة إليه من الشام. فشكر الله تعالى ذلك له ونجّاه من الغرق.
يذكر كتاب “أساطير مقدسة” قصة “عوج ابن عنق فيقول “تقول الحكايات أن حواء ولدت ابنة منفردة – وكانت عادة تلد التوائم – مشوهة لها رأسان بين كتفيها، ولها فى كل كف عشرة أصابع، ينتهي كل إصبع بمخالب طويلة معقوفة.. هذه الابنة اسمها عنق.
ونمت “عنق” وكبرت ولكنها كانت من المفسدين، وكانت أول من مارس البغاء والزنا من ولد آدم، بل وأول من مارس السحر كذلك، فقد كان الله قد أعطى حواء أسماء وكلمات تتحكم بالشياطين وتكون حرزا للبشر منها، فاستغلت “عنق” نوم أمها وسرقت تلك الأسماء وصارت تمارس بها السحر والإفساد فى الأرض، وكانت تعيش فى الخرائب لتختلى عن أهلها، وأنجبت من الزنا ابنها “عوج” وفى بعض الروايات اسمه عاج ابن عناق.
زاد فساد “عنق” فدعت عليها حواء فأرسل الله أسداً فى حجم الفيل افترسها وأراح الناس منها.
أما “عوج” فقد كبر وتعملق حجمه حتى يوصف بأنه بلغ من الطول 23 ألف ذراع ومن العرض 333 ذراعا، وبلغ من القوة أنه كان يصيد بيده الحوت من البحر فيرفعه لعين الشمس فيشويه فيها ثم يلتهمه، وأنه كان إذا أراد الشرب استوقف السحاب فشرب منه، وكان جبارا فى الأرض فخوراً بقوته مفسداً، وكان معمراً عاصر الطوفان وسأل النبي نوح أن يحمله معه فى السفينة فزجره النبى وقال له “لم أؤمر بك يا لعين” فكانت مياه الطوفان تبلغ ركبتيه.
وعاش عوج بن عنق حتى جاوز عمره الثلاثة آلاف سنة، وفى زمن موسى وخروج بنى إسرائيل من مصر كان يعيش فى منطقة سيناء وفلسطين مع امرأته، فلما قسم موسى قبائل بنى إسرائيل إلى 12 قبيلة، وجعل لك منها نقيبا وأمرهم أن يدخلوا الأرض المقدسة، ذهب النقباء أولا ليستطلعوا تلك الأرض وناسها، فوقعوا فى أسر عوج الجبار.
فلما أسرهم عوج بن عنق ربط كل منهم فى عود حطب، وحمل الأعواد لبيته وقال لامرأته “أرأيت هؤلاء؟، إنهم يريدون غزونا، سألقيهم أرضا وأسحقهم بقدمي، فأجابته امرأته لا تفعل، بل دعهم يعودون لقومهم ليخبروهم عنا وعما رأوا من قوتنا فيخشونا.
نفذ العملاق نصيحة زوجته وعاد النقباء إلى موسى يخبرونه عن هول ما رأوا فأمرهم أن يكتموا ذلك عن بنى إسرائيل حتى لا ينشروا الفزع بينهم، فوعدوه بذلك.
ولكنهم لم يلتزموا ما وعدوه، فأسر كل منهم لعشيرته بما رأى، فضج بنى إسرائيل وهاجوا وأعلنوا لموسى رفضهم دخول تلك الأرض إلا لو خرج منها هؤلاء الجبارون، وقالوا مقولتهم الشهيرة “اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هنا هنا قاعدون”.
تقول القصص يبدوأن عوج بن عنق قرر أن يبادر هو بمهاجم بنى إسرائيل فبينما يستعرض موسى جيشه أطل عليهم عوج بن عنق حاملا صخرة تكفى لقتلهم جميعا، فأرس الله عليه طيرا أخذ ينقر الصخرة حتى نقبها فسقطت على رأس العملاق فانحبس رأسه وعنقه بين كتفيه وهوى أرضا، فوثب موسى نحوه وضربه بعصاه، وكان طول موسى عشرة أذرع وطول عصاه عشرة أذرع ومدى وثبته عشرة أذرع فأصاب كعب “عوج” فقتله.
ورغم أن بعض المفسرين مثل الطبرى والقرطبى يذكران القصة، ينكر ابن كثير جزءا مهما منها، لأنه يتساءل كيف ينجو”عوج ابن عنق” من الطوفان وهو كافر.
بينما يرى “وليد فكرى” أن أسطورة عوج بن عنق تبدو فيها بعض التأثيرات الملحوظة من الأساطير القديمة والقصص التوراتى، كما أن فكرة العملاق الذي يسكن البرية ويفزع الناس تتكرر فى أكثر من أسطورة قديمة، مثل ملحمة جلجامش.
من هوعوج بن عنق؟
عوج بن عنق أو عوج بن عناق هو يقال أنه حفيد آدم عليه السلام من ابنته عنق بحسب ما ذكر عبد الملك العاصم في كتابه صمت النجوم العوالي، أما لماذا النسب إلى الأم هنا تبدأ القصة.
كان عوج بن عنق عملاقا من العمالقة يجوب الجبال ويعيث الفساد في الأرض، وهو شخصية ارتبط اسمها بثلاثة أنبياء وكانت نهايته على يد أحد الأنبياء عليهم السلام لنرى ما قصة عوج بن عنق ولنبحث أكثر في شخصية عوج بن عنق.
من هي عنق بنت أدم؟
عنق أو عناق هذه كانت ابنة آدم لصلبه عنق كانت من الطينة الفاسدة حالها كحال أخيها قبيل أول قاتل في الإسلام أما الفساد الذي أتت به عنق فهو الزنى، حيث أن إبليس تقرب منها ووسوس لها أن تذهب إلى قبيل وولده فذهبت بالفعل وزنت مع كل من راودها عن نفسها لتكون أول زانية على الأرض حتى حملت من أحدهم ولم يعرف ممن، لم تكتف عنق بهذا بل قام بممارسة السحر والأذية.
ولدت عنق وأنجبت صبياً أطلقت عليه اسم عوج فنسب إلى أمة، ربت عنق ولدها حتى شاب فكان عملاقاً من العمالقة يجوب الجبال ويعيث الفساد في الأرض كحال أمه التي استمر فسادها حتى ضاقت أمها أي حواء بها ذرعاً ،فدعت حواء ربها أن يريح الناس من شرها فاستجاب الله لدعاء حواء وأرسل أسدا بحجم الفيل افترسها وأراح الناس منها.
انتهت عنق وبقي ولدها عوج بن عنق فكبر الصبي حتى قال أحدهم أنه بلغ عوج بن عنق من الطول ثلاثة آلاف ذراع وبعرض 333 ذراع.
وفي عهد نوح حصل الطوفان الشهير وقضى الله على كل من كفر به ولم يؤمن برسالة نوح.
وعوج هذا لم يكن مؤمناً منذ بدايته رغم أنه نشأ في بيت آدم عليه السلام خلال الطوفان حمل نوح في سفينته من أذن الله له أن يحمل فقدم عوج بن عنق إلى نوح عليه السلام طالباً منه أن يحمله معه إلى نوح رفض الأمر لأن عوج بن عنق من الكافرين.
ولكن بحسب الروايات مياه الطوفان لم تغرق عوج بن عنق وهوما سنعرف تفسيره لاحقاً فقد وصلت المياه إلى ركبتيه
وفي رواية أخرى الي رقبته دلالة على مدى الضخامة التي تمتع بها عوج بن عنق الذي كان يصطاد الحيتان من قعر البحر ويشويها في عين الشمس ليتناولها دفعة واحدة وكان يحتجز السحاب ويعصرها ليشرب الماء…!.
يقول الإمام البغوي أنه لما أرادوا صنع السفينة احتاج إلى خشبة الساج لبناء السفينة ولكن لم تكن له القدرة على حملها،فأوحى الله له أن اطلب من عوج بن عنق العون فهو الوحيد القادر على حملها وبالفعل طلب سيدنا نوح عليه السلام من عوج بن عنق المساعدة فلباه، فكانت نجا عوج بن عنق من الغرق جزاء صنيعه مع نوح عليه السلام.
استمر عوج بن عنق بالطغيان والكفر ومحاربة الأنبياء حتى وصل إلى زمن موسى عليه السلام.
ثم تقول روايات بأن موسى بعد خروجه من مصر مع من تبعه قسم بني إسرائيل إلى 12 قبيلة واختار من كل قبيلة رجلاً بُغية إرسالهم لاستطلاع الأرض الجديدة.
ثم إن الله عز وجل أمر موسى عليه السلام أن يسير ببني إسرائيل إلى أريحا بلد الجبارين أو الجبابرة والتي تقع في الأرض المقدسة.
وبالفعل مضى موسى في الطريق التي رسمها ربه له حتى صاروا على مقربة من الأرض.
أرسل موسى النقباء الاثني عشر ليستطلعوا أمر هؤلاء الجبارين، فانطلقوا يبحثون في الأرض ويتعرفون على الأرض الجديدة حتى لقيهم في طريقهم أحد الجبابرة ولم يكن إلا عوج بن عناق الذي كان في تلك الفترة يسكنون مع امرأته في تلك المنطقة الواقعة بين سيناء وفلسطين،فوقعوا في أسره عندما وقع النقباء في يد عوج بن عنق قام عوج بن عنق بربط كل شخص منهم إلى قطعة حطب كبيرة وأخذهم إلى منزله ليري امرأته القوم الذين يسعون إلى قتالهم.
فكان على وشك أن يدوسهم بقدمه إلا أن امرأته أشارت عليه بأن يُخلي سبيلهم وذلك كي يخبروا قومهم بما شهدوا في أرض الجبابرة.
عاد النقباء الاثنا عشر إلى موسى بعد أن اتفقوا على أن يخبروا بني إسرائيل بما شهدوا في تلك الأرض كي لا يجزعوا ويمتنعوا عن الدخول إلى أرض الجبابرة ويخبروا موسى وأخاه هارون فقط وهوما كان، إلا أن عشرة منهم نكثوا العهد واثنان فقط وفوا به.
أما بنوا إسرائيل فعندما أخبروا بما ينتظرهم في أرض الجبابرة أبوا الذهاب والدخول في حرب معهم وقالوا لي موسى جملتهم الشهيرة: {قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24)} -سورة المائدة- وذلك عن جزء قصة عوج بن عنق وسيدنا موسي عليه السلام في القرآن الكريم.
أما موسى فلم يملك إلا الدعاء عليهم حتى حكم الله عليهم بالتيه أربعين سنة وحرم عليهم دخول الأرض المقدسة حتى تنقضي سنوات التيه.
بعد انقضاء الأربعين عاماً عاد موصلي تنفيذه وعد الله فعسكر بجيشه أمام مدينة الجبارين أو الجبابرة ليعود عوج بن عناق إلى الظهور مرة أخرى، فتقول الرواية بأن عوج بن عنق ألقى نظرة واحتسب عدد جنود موسى ومساحة المعسكر فلما كان له ما أراد أن يعرفه قام باقتلاع جزء من جبل كان بجانبه، هذا الجزء كان بحجم المعسكر وكانت غايته أن يلقي الصخرة العظيمة على معسكر موسى، لكن الله أرسل طائراً قام بنقر هذه الصخرة حتى نقبت لتسقط الصخرة وتحبس رقبة عوج بن عنق ورأسه داخلها فأصبحت كالطوق عليه.
عندها انتبه موسى عليه السلام للعملاق الجبار فقام بأخذ عصاه والتي طولها بحسب الروايات عشرة أذرع ووثب سيدنا موسي وثبة بالهواء طولها عشرة أذرع.
فضرب عوج بن عنق المحبوس الصخرة على ركبتيه فخر على الأرض ساقطاً صريعاً وتلك كانت نهاية عوج بن عنق.
إن عوج هوملك باشان في الكتاب المقدس إن كان في الأسفار القديمة أوحتى الجديدة كسفر التثنية والمزامير وحزقيال وأشعيا وغيرها، فنجد أنه في التوراة ذكر بأنه عوج ملك باشان الذي قضى عليه موسى عليه السلام دون تفصيل في الحكاية، ولم يرد ذكر قصة عوج بن عنق في الانجيل بشكل صريح إنما أخذت قصته مما ورد في التوراة بشكل مقتضب كمكمل للعبرة والحكمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى