أخبار العالم

السفير الإسرائيلى فى إثيوبيا يدافع عن نظام آبى أحمد.

السفير الإسرائيلى فى إثيوبيا يدافع عن نظام آبى أحمد.

دافع السفير الإسرائيلى لدى إثيوبيا أبراهام نيجويز، عن نظام رئيس الوزراء آبى أحمد، بعد تصريحات السفير الأمريكى فى أديس أبابا أرفين ماسينجا التى دعا فيها الحكومة إلى التوقف الفورى عن استخدام الطائرات المسيّرة فى قصف المدنيين.

والتى تبعها تعليق من كاتب الإسرائيلى والعضو السابق فى الكنيست المهتم بالدفاع عن العدالة وحقوق الإنسان بمنطقة القرن الأفريقى شولومو مولا، خلال مقال نشره بصحيفة جيروزاليم بوست العبرية، التى عدد فيها الجرائم المرتكبة من جانب نظام آبى أحمد ضد الشعب الإثيوبي.
وقال السفير الإسرائيلى فى إثيوبيا، إن شخص يُدعى شولومو مولا نشر مؤخرًا مقالًا ينتقد الرسالة التى نشرها السفير إرفين ماسينجا، سفير الولايات المتحدة لدى إثيوبيا، على منصة إكس.
وقال نيجويز إن “مولا” اتهم السفير الأمريكى بإثيوبيا بالتقليل مما وصفه بالتهديد الوجودى الذى تُشكله الحكومة الفيدرالية الإثيوبية على شعب أمهرة هذا الادعاء ليس خاطئًا تمامًا فحسب، بل مُضلل بشكل خطير أيضًا، ولنكن واضحين لا تُشكل الحكومة الفيدرالية الإثيوبية أى تهديد وجودى على شعب أمهرة.
وأوضح سفير تل أبيب بأديس أبابا أن الأمهرة تعتبر ثانى أكبر جماعة عرقية فى إثيوبيا، حيث يشغلون ١٣٨ مقعدًا فى مجلس نواب الشعب، وهم ممثلون تمثيلًا جيدًا فى السلطتين التنفيذية والقضائية للحكومة الفيدرالية، وعلاوة على ذلك، يمتلك شعب الأمهرة حكومته الإقليمية الخاصة، ويمارس حقه الدستورى فى الحكم الذاتي.
وأضاف أن الحكومة الحالية منتخبة ديمقراطيًا، بما فى ذلك أصوات الدوائر الانتخابية للأمهرة لذلك، فإنّ فكرة أن الحكومة الإثيوبية أعلنت الحرب على شعبها فكرةٌ لا أساس لها، وقاصرة النظر، ومحاولةٌ لإثارة الانقسام العرقي.
وأشار السفير الإسرائيلى إلى أن الكاتب مولا يزعم أيضًا أن الأزمة الإنسانية فى منطقة أمهرة – بما فى ذلك إغلاق المدارس وانهيار نظام الرعاية الصحية – هى سياسةٌ متعمدةٌ من الحكومة الفيدرالية لمعاقبة شعب أمهرة جماعيًا.
ويواصل نيجويز دفاعه عن نظام آبى أحمد بالقول إن “هذا اتهامٌ آخر باطلٌ وخطير والحقيقة هى أن الأزمة الإنسانية فى المنطقة نتيجةٌ مباشرةٌ لانعدام القانون وقطع الطرق الذى تمارسه ما يُسمى بميليشيات فانو”.
وتابع “أولًا وقبل كل شيء، ميليشيات فانو هى التى تمنع الطلاب قسرًا من الذهاب إلى المدارس، لقد حوّلت المدارس إلى معسكراتٍ ومستودعاتٍ لتخزين البضائع المنهوبة واللوجستيات العسكرية.
والأمر الأكثر إثارةً للقلق هو أن ميليشيات فانو قامت بمضايقة وإذلال وضرب مديرى المدارس والمعلمين الذين كانت “جريمتهم” الوحيدة هى محاولة تعليم الأطفال فى ريف أمهرة. هذه الحقائق موثقةٌ جيدًا ولا يمكن إنكارها”.
وأشار السفير الإسرائيلى فى مقاله المنشور مستهل يونيو الجارى بصحيفة جيروزاليم بوست إلى أنه بالمثل، تعمل ميليشيات فانو بنشاط على منع المزارعين من استخدام الأسمدة والبذور المُحسّنة وأنظمة الرى خلال موسم الجفاف، مما يُفاقم تقويض الإنتاجية الزراعية والأمن الغذائى فى المنطقة وتبتز هذه الميليشيات مبالغ طائلة من سكان الأمهرة بذريعة دعم “النضال”، لكن فى الواقع، غالبًا ما يستولى قادة فانو وأفرادها على هذه الأموال لأغراضهم الخاصة.
وقال السفير الإسرائيلى بأديس أبابا إنه من المهم إدراك أن ميليشيات فانو ليست قوة سياسية موحدة، إنها مجموعات مُجزأة، نصبت نفسها بنفسها، وغالبًا ما تُعرّف نفسها بالمناطق التى تعمل فيها بدلًا من أى هوية أمهرية متماسكة.
وتنخرط هذه الجماعات فى عمليات اختطاف مقابل فدية، وتقيم نقاط تفتيش غير قانونية على الطرق الريفية، وتبتز السائقين تحت التهديد بالعنف بل إن بعضها يقتل السائقين الذين لا يستطيعون دفع المبالغ المطلوبة لذا، فإن وصف السفير ماسينجا لهم بأنهم “من يُطلقون على أنفسهم اسم فانو” دقيق تمامًا.
وأوضح أن حكومة آبى أحمد وحكومة إقليم أمهرة قدما مرارًا وتكرارًا عروضًا للحوار مع قادة فانو لحل النزاع بالوسائل السلمية. وقد نشرت حكومة إقليم أمهرة، على وجه الخصوص، شيوخًا محليين محترمين وزعماء دينيين لبدء جهود المصالحة التقليدية. ومع ذلك، قوبلت هذه المحاولات بازدراء؛ إذ أهانت ميليشيات فانو هذه الشخصيات المحترمة واحتجزتها، بل واعتدت عليها.
وتابع “كما وجهت لجنة الحوار الوطنى الإثيوبية دعوات متعددة لميليشيات فانو للمشاركة فى الحوار والتفاوض بدلًا من مواصلة حملتها العنيفة والتدميرية. وباستثناء فصيل صغير واحد، تجاهل قادة فانو هذه المبادرات إلى حد كبير”.
ولفت إلى أنه علاوة على ذلك، تفتقر ميليشيات فانو إلى أى رؤية سياسية متماسكة أو رسالة أو هيكل أو قيادة ولم تُفصّل أى أهداف أو غايات سياسية واضحة باختصار، إنها لا تمثل حركة سياسية شرعية، بل شبكة فضفاضة من الجماعات العنيفة التى تُلحق أفعالها الضرر بالشعب نفسه الذى تدّعى الدفاع عنه.
واختتم السفير الإسرائيلى فى إثيوبيا مقاله بالقول إن ادعاءات شولومو مولا ليست مضللة فحسب، بل خطيرة أيضًا، إذ إنها تُهدد بتأجيج الانقسام العرقى وتقويض جهود استعادة السلام والاستقرار.
والحقيقة أن التهديد الحقيقى لشعب الأمهرة لا يأتى من الحكومة الإثيوبية، بل من أعمال العنف والتشرذم والأنانية التى تقوم بها ما يُسمى بميليشيات فانو، ومن الضرورى أن يركز جميع المعنيين على دعم السلام والتنمية وسيادة القانون بدلًا من تضخيم الأكاذيب الخطيرة.
وكان السفير الأمريكى بإثيوبيا نشر بيانا فى آواخر مايو الماضي، انتقد فيه استخدام الطيران المسير فى قصف المدنيين، وتبعه الكاتب مولا بنشر مقالا بصحيفة جيروزاليم بوست العبرية، ٢٨ مايو المنصرم عدد فيها الانتهاكات التى ترتكبها الحكومة الإثيوبية ضد إقليم أمهرة.
ورفض السفير الأمريكى فى إثيوبيا وصف الأزمة بأنها حربًا أهلية بين طرفين متساويين، ومؤكدا أنها حملة عنف ممنهجة ترعاها الدولة الإثيوبية، موجهة بشكل ساحق ضد شعب الأمهرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى