السودان يحرك مزيدا من قواته بعد الحشد الإثيوبي العسكري قرب حدوده
السودان يحرك مزيدا من قواته بعد الحشد الإثيوبي العسكري قرب حدوده
أكد مصدر عسكري سوداني، اليوم الثلاثاء، أن إثيوبيا أرسلت تعزيزات عسكرية إلى المناطق الحدودية القريبة من أراضي “الفشقة” السودانية، وفي المقابل قرر الجيش السوداني تعزيز قواته العسكرية المتمركزة قرب حدوده مع إثيوبيا.
وأفاد المصدر العسكري. أن “مليشيات إثيوبية تتبع لقومية الأمهرة الإثيوبي” وصلت إلى المناطق الحدودية القريبة من الفشقة خلال الفترة الماضية، موضحا أن تلك التعزيزات الإثيوبية قرب الحدود السودانية الشرقية “قد تكون أعدت لتفادي أي توترات داخل إقليم بني شنقول الإثيوبي المضرب إثر الصراعات الدائرة بين قبائل القمز”.
كما أشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن “التعزيزات الإثيوبية داخل إقليم بني شنقول الإثيوبي لم تدخل الأراضي السودانية أو تعدت على السيادة الوطنية”.
وتوقع المصدر أيضا أنه ربما يكون هذا التعزيز “من أجل الدعاية الانتخابية أو لطمأنة المواطنين من قبائل الأمهرة مع اقتراب موعد الانتخابات لكسب أصواتهم أو من أجل ترهيب عصابات الشفتة المتمردة على حكومة أديس أبابا التي تنتشر في أجزاء من أراضي السودان وإثيوبيا”.
أوضح أيضا أن نشاط “عصابات الشفتة داخل الأراضي السودانية انخفض كثيرا مقارنة بالأوقات السابقة، وذلك بسبب تكثيف عمليات التمشيط من الجيش السوداني على الشريط الحدودي مع إثيوبيا”، مؤكدا أن الجيش السوداني سيواصل “عملياته العسكرية لإرجاع كامل أراضيه بمناطق الفشقة خلال العام الحالي”.
وقال المحلل السياسي، الدكتور محمد ادريس، أن “الحشود الإثيوبية علي الحدود السودانية لا تعتبر نذر حرب بين السودان واثيوبيا وانما تعتبر مناورات عسكرية فقط”، وأضاف أن “إثيوبيا ليس لديها الاستطاعة علي شن أي حرب ذلك لهشاشة الأوضاع داخل الإقليم الاثيوبي”، وقال إن “إثيوبيا يحاول أن تراضي قبيلة الأمهرة التي كانت تسيطر علي أراضي الفشقة التي استعادتها القوات السودانية”.
من جانبه يرى المحلل السياسي السوداني، محمد إدريس، أن تلك الحشود الإثيوبية على الحدود مع السودان ” لا تعتبر نذر حرب، وإنما مناورات عسكرية فقط”، مضيفا أن أديس أبابا ليس لديها القدرة على شن حرب “لهشاشة الأوضاع داخل الإقليم الإثيوبي، بل تحاول أن تراضي قبيلة الأمهرة التي كانت تسيطر علي أراضي الفشقة التي استعادتها القوات السودانية”.
وأضاف إدريس أن “إثيوبيا يمكنها فقط أن تقود مواجهات عسكرية صغيرة ضد السودان لكسب الرأي العام الإثيوبي قبيل الانتخابات”، مشيرا إلى أن “أديس أبابا تتعرض إلى ضغوط دولية وأصبح موقفها ضعيف دوليا حول قضيتي سد النهضة وسودانية أراضي الفشقة حسب القوانين الدولية”، لافتا إلى أن “إثيوبيا لا تستطيع تحدي الرأي العام العالمي خاصة وأن الخارجية السودانية تعمل على الضغط عبر تدويل الملفين وقد وجدت مساندة كبيرة على المستوى الافريقي والعالمي”.
وفي ذات الاتجاه، يقول الخبير الاستراتيجي صلاح الدومة ، أن الحشود العسكرية الإثيوبية قرب حدود السودان لا يعني نشوب حرب بين البلدين، وأضاف أن مثل هذا التحشيد “تكرر كثيرا في الفترة الماضية من العام الجاري خلال شهري فبراير ومارس”.
وأشار الدومة إلى أن السودان وإثيوبيا لا يستطيعان الخوض في حرب بهذا التوقيت بسبب المشاكل الداخلية في البلدين، موضحا أن الحروب تحتاج إلى تمويل كبير “وإثيوبيا لا تملك هذه الإمكانيات خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات “.
واتفق أيضا على أن الهدف من التحشيد العسكري قرب الحدود السودانية هو لاسترضاء الأمهرة وكسب الأصوات في الانتخابات المقبلة.
وباتت منطقة الفشقة الحدودية بين السودان وإثيوبيا نقطة ساخنة بين البلدين منذنوفمبر من العام الماضي حين أعاد الجيش السوداني انتشاره داخل أراضي الفشقة.
وذكر الجيش السوداني في عدة تصريحات أنه في خضم إعادة أراضي كانت تستغلها مزارعين إثيوبيين من أكثر من 20 عاما رغم أن اتفاقية موقعة بين إثيوبيا والحكومة البريطانية في العام 1902 توضح الحدود الجغرافية بين السودان وإثيوبيا.
وتبدأ الانتخابات الإثيوبية البرلمانية يوم 21 يونيو الجاري، حيث كان من المفترض أن تجرى الانتخابات في العام الماضي، لكن تم تأجيلها بسبب جائحة كورونا مما تسبب في نزاعات عسكرية داخل إثيوبيا بين الحكومة الفدرالية وقوات تابعة لإقليم تيجراي المجاور مع حدود السودان.