لم يتواني الرئيس السيسي عن الدفاع عن حقوق مصر المائية منذ بداية أزمة سد النهضة، فقد أكد في كل مناسبة ان مصر لن تتنازل عن حقوقها التاريخية في مياة النيل، وانها ملتزمة بالحل السلمي الذي يرضي مصالح كافة دول المصب من مصر، والسودان، واثيوبيا.ولكن التعنت الاثيوبي في حل أزمة سد النهضة جعل مسار المفاوضات بين الدول الثلاثة يصل الي نفق مسدود، وذلك ما جعل خيار التدخل العسكري لضرب سد النهضة مطروحاً علي الساحة المحلية بين المواطنين، والذين يروا انه الحل الوحيد أمام مصر.
وبالرغم من عدم صدور أي تأكيدات رسمية من الحكومة المصرية الي التحضير لتوجيه ضربة عسكرية متوقعة ضد اثيوبيا إلا أنه توجد بعض المؤشرات تعزز هذه الفكرة، ومنها التدريبات المشتركة بين القوات المسلحة المصرية والسودان التي جريت مؤخراً في السودان، وتدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر ودول الاتحاد الافريقي مثل دولة الكونغو.
وفي خطوة مدروسة ومحنكة من الرئيس السيسي لمحاصرة اثيوبيا و التخلص من كابوس سد النهضة سواء بحل سلمي بالشكوى لمجلس الأمن أو التدخل العسكري، فقد توجه السيسي الي دولة جيبوتي لتعزيز التعاون علي الصعيد العسكري والاقتصادي، وبحث مشكلة سد النهضة.
وتأتي هذه الزيارة ضرورية في الوقت الحالي لتعزيز التواجد المصري العسكري داخل منطقة القرن الأفريقي، ولتدحيص محاولات اثيوبيا للسيطرة على مياه البحر الاحمر وضربها في عقر دارها بعدما سعيت لوضع قاعدة عسكرية بحرية علي سواحل دولة جيبوتي المطلة على خليج عدن بالبحر الاحمر، وذلك لتنافس مصر علي السيادة.