لا يخفي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امتعاضه من التحركات العربية الأخيرة للتقارب مع قوى إقليمية ودولية فاعلة على غرار إسرائيل واليونان.ووجهت الخارجية التركية انتقادات صريحة لمنتدى الصداقة الذي انعقد في اليونان الشهر الجاري بحضور مصر والسعودية والإمارات، فضلا عن عداء النظام التركي لمنتدى شرق المتوسط الذي أنشأته القاهرة لتعزيز التعاون بين دول شرق البحر المتوسط.
وفي آخر صفعة مصرية للسياسة التركية، وقعت مصر مذكرة تفاهم بشأن نقل الغاز الإسرائيلي إلى محطات الإسالة في دمياط على هامش زيارة وزير الطاقة طارق الملا إلى تل أبيب وفلسطين.
وفي هذا الصدد، نشر تقريرا يتناول أهداف أردوغان من انتقاد الدولة العربية الساعية للتقارب مع إسرائيل.وقالت المجلة الأمريكية
إن تركيا تبعث برسالة قوية إلى الدول العربية ضد تطبيع العلاقات مع إسرائيل، رغم أن أنقرة تتمتع بعلاقات دبلوماسية واقتصادية مع إسرائيل منذ عام 1949.ولفت التقرير إلى أن أردوغان يتلاعب بالتضامن مع القضية الفلسطينية، لأنه يعلم جيدا أن التطبيع بين العرب والإسرائيليين يقلل من دور تركيا كوسيط رئيسي بين إسرائيل والعالم الإسلامي ، لذا فإن معاناة أردوغان ربما تأتي من الخوف من ” الخيار العربي” . ولن يتسامح غرور أردوغان مع التوجه العربي الجديد، لأنه يحلم في نهاية المطاف بإحياء الإمبراطورية العثمانية، حيث تستند أحلامه جزئيًا إلى تصور أن تركيا دولة حديثة يمكنها التعامل مع جميع الأطراف في السياسة العالمية، وتستند جزئيًا إلى التركيز المتزايد باستمرار على الأسلمة والتطرف.
ويبدو أن أردوغان، الذي أدى إلى تطرف أمته عن قصد، ملتزم بالتراجع عن كل ما أنجزه مؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك.
واحتتم التقرير. بالقول: ” السلام الجديد بين إسرائيل والدول العربية، الذي تتحمل الولايات المتحدة مسؤوليته، يهدد خطط أردوغان ويقلل من قوة تركيا في المنطقة، ورداً على ذلك ، يدين أردوغان التحركات الأخيرة للدول العربية، ويستثمر في دول غير عربية لخلق نوايا حسنة، لكنه منخرط أيضًا في محادثات مع دول وجماعات ذات أيديولوجيات إسلامية متطرفة.