أخبار مصر

القاتل الصامت فى أعماق المتوسط وسلاح مصر الأخطر فى البحر

القاتل الصامت فى أعماق المتوسط وسلاح مصر الأخطر فى البحر

الحروب الحديثة يتمثل جزء كبير منها فى القدرة على التخفى ومهاجمة الاهداف الحساسة بدون أن يتم كشفك من قِبل العدو، ونرى إتجاه جميع جيوش العالم الحديث يتمحور حول كيفية صناعة أسلحة غير مرئية لأجهزة الإستطلاع والرصد ، سواء أسلحة بحرية ، مثل الغواصات والسفن والمراكب الشبحية، أو برية مثل المدرعات الخفية وبالطبع المقاتلات والطائرات الشبحية..

وتمثل الغواصات فى ميدان التخفى السلاح الأبرز اللذى يمكنه الإختباء بسهولة عن عيون العدو ، لما تحملة أعماق المياة من أماكن تصلح للإختباء ، إضافة إلى المياة كعامل مساعد واللتى تحجب الرؤية وتعد بيئة مثالية لأعمال التخفى بخلاف البر والجو..

ويوجد شبه إجماع من الخبراء العسكريين أن الغواصات هى من أخطر الأسلحة اللتى يمتلكها الإنسان على الإطلاق ، لما لها من فاعلية كبيرة وقدرة تدميرية فتاكة ، كل هذا بدون أن يتم رصدها أو رؤيتها ، ويقول خبراء الأسلحة فى وصف ذلك السلاح المرعب أن شرارة الحرب الكبرى اللتى ستؤدى لنهاية العالم ستبدأ غالبا من إحدى الغواصات النووية العملاقة التى تقبع فى أعماق المحيط..

فالغواصات النووية العملاقة تعد أخطر سلاح إمتلكته البشرية على مر التاريخ ، نظراً لقوتها المرعبة ، وقدرتها الهائلة على الصمود تحت الماء ، وتسليحها اللذى يكفى لإبادة بلاد بأكملها من على الخريطة ، بجانب أهميتها التكتيكية ، والخططية ، التى تتطلبها المعارك الإستراتيجية الحساسة ، فهى سلاح مهم لأى دولة أو جيش يريد فرض سيطرته على أى حدود أو منطقة مائية عميقة سواء فى المحيطات أو البحار..

ونظراً للمسطحات المائية الطويلة اللتى تمتلكها مصر على طوال حدودها الشرقية والشمالية فإن ذلك يتطلب بالتأكيد إمتلاك غواصات إستراتيجية للتأمين والسيطرة على تلك الحدود المهمة ، وإضافة عمق إستراتيجى للجيش المصرى داخل المياة العميقة..

وكإنعكاس لكل ذلك فإن البحرية المصرى كانت من أولى الجيوش فى منطقة الشرق الأوسط اللتى تمتلك وتشغل الغواصات الحربية ، فكان تكوين أول نواه لسلاح الغواصات لقوات البحرية المصرية عام 1955 وذلك بصدور قرار بتشكيل بعثة مكونة من 34 ضابطا و29 مساعدا و7 من ضباط الصف وقد غادرت البعثة ميناء الاسكندرية في ديسمبر1955..

فما هى قدرات سلاح الغواصات المصرية وهل يمتلك الجيش المصرى فى صفوفة غواصات متميزة أم لا؟..حينما صدر الامر البحري الخصوصي (رقم 2) وأمر رئيس أركان القوات البحرية بإنشاء لواء الغواصات في مارس 1957 قامت القوات البحرية بتدعيم لواء الغواصات بغواصات سوفيتيه الصنع طراز روميو 633 ، فكانت بذلك أول غواصة مصرية تدخل الخدمة العسكرية..

وهي غواصة من فئة الغواصات التي تعمل بالديزل والكهرباء وتم تصنيعها عام “1950” على غرار الغواصة الالمانية (XXI U-boat) التي خدمت في الجيش الألمانى في الحرب العالمية الثانية ، بعد أن وقعت بعض تلك الغواصات فى قبضة الإتحاد السوفيتى بعد الحرب مما مكنها من الحصول على تلك التكنولوجيا ، وقد كانت هذه الغواصات وقتها من أفضل الغواصات فى العالم ، ومن متانتها أنها لازالت تعمل حتى ألأن فى الجيش المصرى مع بعض التحديثات ، ورغم أنها الأن قد أصبحت قديمة الا أنها تمتلك مكانة خاصة كونها هى حجر الأساس الأول للواء الغواصات المصري..

ثم بعد ذلك إنضمت 4 غواصات صينية طراز 33 الي اللواء خلال الفترة من 1982الي 1984 كنوع من التطوير والتحديث لسلاح الغواصات..

ولكن الطفرة الحقيقية لسلاح الغواصات المصرية ، هى الغواصات الحديثة “تايب الألمانية” واللتى تعد هى رأس الحربة القاتلة للغواصات المصرية وأقواها على الإطلاق..

فما هى مواصفات تلك الغواصة الفريدة من نوعها ، اللتى حققت طفرة هائلة لدى سلاح الغواصات المصرى! :-(إس-43) “تايب” الهجومية : واحدة من أقوى الغواصات الهجومية اللتى تعمل بالديذل فى العالم ، وإليك بعض خصائصها الفريدة :-

1- تصل سرعة الغواصة تحت الماء إلى 40 كيلومترا في الساعة، و18 كم في وضع الطفو، وأقصى عمق يمكن أن تصل إليه 500 متر تحت سطح الماء.

2- مزودة بأنظمة تتحكم فى إطلاق الطوربيدات.

3- قادرة على الإبحار لمسافة 11 ألف ميل بحرى.

4- تتضمن أحدث أنظمة الملاحة والاتصالات.

5- تمتلك حزمة كبيرة من الأجهزة الفنية والإجراءات الدفاعية.

6- غاطس الغواصة يصل إلى 62 مترا.

7- مدى عمق عمل الغواصة 500 متر تحت سطح الماء.

8- تضم 8 أنابيب طوربيد عيار 533 مم ومخزن يسع 14 طوربيدا.

9- لديها قدرة على إطلاق صواريخ “الهاربون” البحرية المضادة للسفن.

10- تستطيع زرع الألغام البحري.

11- صغر حجم الغواصة وبصمة صوت المحرك المنخفضة تجعلها من أخطر الغواصات الهجومية في العالم، لأن ذلك يعني صعوبة اكتشاف العدو لها..

12- الغواصة مزودة بأحدث المنظومات القتالية والأنظمة الملاحية وأنظمة الاتصالات والحرب الإلكترونية، إضافة إلى أنها مهيئة لإضافة أنظمة خلايا الطاقة “إيه آي بي”، التي تسمح لها بالبقاء تحت الماء لفترة أكبر، مقارنة بغواصات الديزل الأخرى.

وتمثل هذه الغواصة بالتحديد أهمية مخصوصة للبحرية المصرية ، حيث أنها تستطيع المشاركة فى كافة عمليات الإستطلاع البحرى وعمليات التأمين والحماية والسيطرة البحرية مع حاملات الطائرات الفرنسية ميسترال ، اللتى يمتلكها الجيش الجيش المصرى ، حيث يصل مدى الغواصة لحوالى 20 كيلو متر..

هذا بجانب أن الصناعات الالمانية بشكل عام تمتاز بالمتانة وطول العمر وسهولة الصيانة والتعديل ، كل هذا جعل تلك الغواصة وبامتياز تستحق مكانتها بين أفضل الغواصات فى الجيش المصرى والعالم..

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى