المصري الذي استشهد في صفوف الجيش الإسرائيلي ” نال شرفا لم نحظ به “
المصري الذي استشهد في صفوف الجيش الإسرائيلي " نال شرفا لم نحظ به "
هو واحد من اهم واعظم الرجال في المخابرات المصرية يعد واحد من اهم واعظم الجواسيس المصريين الذين قدموا خدمات عظيمه للعسكريه المصريه وممن ساهم في تسريب خرائط خط بارليف الذي تباهت به اسرائيل وبالغت في الاشاده به تلك الإشادات تركزت حول قوة الجنود، والتكتيك المحترف الذي اتبعوه، وتدمير الساتر الترابي “خط بارليف”، الذي عُرف بأنه أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء، على امتداد الضفة الشرقية للقناة كان الخط الأول والرئيسي، وبعده على مسافة 3 – 5 كم كان هناك الخط الثاني
تلك هي المعلومات المتعارف عليها حول تدمير خط بارليف، لكن لا يعرف الكثيرون ان بدايات مخطط التدمير يعود الفضل فيها إلى “عمرو طلبة”، الجاسوس المصري الذي زرعته المخابرات العامة المصرية في إسرائيل عام 1969 وحتى اندلاع حرب أكتوبر، بصفته يهوديًا مصريًا يحمل اسم “موشي زكي رافي”.
والذى قتل يوم اندلاع الحرب نتيجة للقصف المصري الكثيف على حصون خط بارليف، حيث كان هو ضمن إحدى فرق الجيش الإسرائيلي كضابط اتصال على الجبهة.
في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، وبعد أن عبر جنود مصر قناة السويس وحطموا خط بارليف واستولوا علي نقاطه الحصينة، وجدوا منظرًا وقفوا أمامه في حالة من الذهول، لقد جاءت مجموعة من القيادات العسكرية ومعهم رجال من المخابرات وعبروا إلي الضفة الشرقية للقناة، وبعد بحث عميق عثروا علي ما يبحثون عنه، جثمان عريف إسرائيلي قاموا بوضعه في علم مصر وأدوا له التحية العسكرية وقاموا بقراءة الفاتحة ورفعوا أيديهم بالدعاء بالرحمة لصاحب الجثمان.
ثم أخذوا الجثمان، وانطلقوا إلى القاهرة، إن الجثمان لبطل من أبطال مصر، الشهيد “عمرو طلبة”، رجل من رجال المخابرات المصرية كانت المخابرات المصرية قد كلفت من القيادة العسكرية بجمع معلومات عن نقاط خط بارليف الحصينة والقوات الإسرائيلية المتواجدة به، وعلي مقربة منه وذلك لأنه أول خط دفاع للعدو الإسرائيلي سيواجه القوات بعد عبور المانع المائي وهو قناة السويس.
واستطاعت المخابرات المصرية زرع رجلها “عمرو طلبة” كواحد من أبناء المجتمع الإسرائيلي وجند في جيش الاعتداء الإسرائيلي، وأكملت المخابرات مهمتها في جعل رجلها داخل القوات التي تتمركز في خط بارليف وجمع الرجل المعلومات التي طلبت منه بل وأكثر مما كلف به.
كانت حماسة “عمرو طلبة” تدفعه إلى معرفة كل شيء عن الجيش الإسرائيلي الذي سيواجهه الجيش المصري، وكانت المعلومات تصل تباعًا إلي المخابرات المصرية، والتي حذرت بطلها وطلبت منه أن يكتفي بحدود المهمة التي كلف بها حفاظا علي سلامته.
صدرت الأوامر إلى البطل بأن يغادر موقعه في خط بارليف قبل الساعة الثانية من مساء السادس من أكتوبر، إلا أن البطل حينما رأي الطائرات المصربة في يوم السادس من أكتوبر تصب نيران غضبها علي مواقع خط بارليف والمواقع المحيطة به، هلل وكبر ونسى الأوامر التي صدرت له بمغادرة المكان.
وأخذ يوجه الطائرات المصرية من خلال اللاسلكي إلى مخازن الذخيرة وعنابر الجنود، فرأى البطل إخوانه ينكلون بالعدو، فكيف لا يكن معهم في تأديبه والنيل منه، كما أن العدو كان يفر في كل اتجاه كالفئران المذعورة، فكان القائد يردد من أعماقه الله أكبر سلمت أيديكم يارجال مصر.
وفي ظل القتال الضاري الذي يخوضه رجال مصر في كل حصن من حصون خط بارليف، أصيب البطل بطلقات الجنود المصريين على أساس انه جند إسرئيلي، ودخل في سكرات الموت وهو ينظر الي إخوانه جنود مصر يستردون أرض سيناء ويطاردون العدو في كل مكان، وبابتسامة الرضا التي طبعت علي وجه البطل ودع الدنيا بعد أن أدي دوره في خدمة بلده وأهله، وزف في موكب الشهداء الي السماء
وقد تعذر الاتصال بقائد الجيش الثانى بسبب الحرب، وعند الساعة 4:50 دقيقة مساءً، أبلغ ضابط المخابرات القيادة أنه يتعذر الوصول إلى «القنطرة شرق». لم يستطع رجال الجيش الثانى الميدانى المواجه لمنطقة «القنطرة شرق» فى سيناء التعرف على مكان جثمان «العميل 1001». تم إرسال طائرة هليكوبتر بها 3 مدنيين، و6 جنود، وضابط، لنقل جثمانه من منطقة «القنطرة شرق»، واستطاعت الطائرة التسلل إلى المواقع الإسرائيلية ليلًا، واقتحام خطوط العدو الإسرائيلي، وتم التعرف عليه.
تم وضعه فى صندوق خشبي، وأدى الضابط التحية العسكرية له، في ظل اندهاش جنود الجيش المصري وتم نقله داخل الطائرة إلى القاهرة وهو يرتدى لباس الجيش الإسرائيلي، وملفوف بعلم مصر، وقال ضابط المخابرات المصري، ماهر عبد الحميد، الذى شارك فى نقل جثمانه: «حملناه عائدين دون أن نزرف عليه دمعة واحدة، فقد نال شرفًا لم نحظً به بعد».
رحمه الله علي من ضحوا بحياتهم في سبيل الله والحفاظ علي هذا الوطن الغالي