المولد النبوي الشريف.. كيف احتفل المصريون به عبر العصور؟
المولد النبوي الشريف.. كيف احتفل المصريون به عبر العصور؟
يحتفل العالم الإسلامي بذكرى المولد النبوي الشريف يوم ٢٩ اكتوبر القادم، وفي هذه المناسبة تتميز محافظات مصر كلها وسائر المدن المصرية بإحيائها المناسبة بصورة مختلفة وبتقاليد ذات طابع خاص، لأنها ذكرى غالية على قلوب جميع المسلمين في العالم، ذكرى المولد النبوي الشريف.
وأكثر ما يميز احتفالات مصر هذه هو انتشار حلوى المولد في الأسواق.
يختلف الزمان وتتغير ملامح العصر لكن تبقى العادات والتقاليد الشعبية راسخة وثابتة في أرجاء مصر، حيث يظهر ذلك جليا في الاحتفالات السنوية بذكرى المولد النبوي الشريف، وتنوعت فرحة المصريين على مر العصور بالمولد النبوي الشريف منذ أن دخل الإسلام مصر عام 20 هجريًا، وحتى اليوم.
تذكر كتب التاريخ أن الفاطميين هم أول من احتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، كما أن الدولة الفاطمية احتفلت بعدت موالد دورية عُدت من مواسمها، كان يوزع الحلوى والصدقات.
كان أول من احتفل بالمولد النبوي بشكل منظم كانت الدولة الأيوبية، فى عهد السلطان صلاح الدين الأيوبى، الملك مظفر الدين كوكبورى، إذ كان يحتفل به احتفالاً كبيرًا فى كل سنة، وكان يصرف فى الاحتفال الأموال الكثيرة، والخيرات الكبيرة.
وفى عهد العثمانيين، كان لسلاطين الخلافة العثمانية عناية بالغة بيوم المولد النبوي الشريف، إذ كانوا يحتفلون به فى أحد الجوامع الكبيرة بحسب اختيار السلطان، فلمّا تولى السلطان عبد الحميد الثانى الخلافة قصر الاحتفال على الجامع الحميدى.
اما خلال الحملة الفرنسية، عندما احتل الفرنسيين مصر بقيادة نابليون بونابرت خلال الفترة ما بين عامي 1798 و1801، انكمش الصوفية وأصحاب الموالد فقام نابليون وأمرهم بإحيائها، طبقا لما ذكر المؤرخ الجبرتى فى كتابيه “عجائب الآثار” و”مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس”.
ويأتي عصر محمد على، تنصب خيام وسرادقات للدراويش الذين يجتمعون كل ليلة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف وإقامة حلقات الذكر.. ويجتمع الناس في النهار للاستماع إلى الشعراء والرواة، وتنتشر في بعض الشوارع المراجيح، وباعة المأكولات والحلوى، وتكتظ المقاهي بالرواد، ويتجمع الناس لمشاهدة حلقات الذكر، التي تستمر حتى الفجر.
وفى عصرنا الحالي العصر الحديث، لم تنقطع الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، رغم فتاوى بعض المتشددين بتحريمها، حيث يقوم علماء الأزهر الشريف بدور فعال فى الرد على هؤلاء، وبيان مدى مشروعية تلك الاحتفالات والتعبير عن الفرحة بمولد النبي الكريم بشتى المظاهر من لبس الجديد وأكل اللحم، والتهادي، وشراء الحلوى المعروفة، وشراء الألعاب للأطفال المتمثلة في الحصان والعروسة المصنوعين من السكر، وتعليق الزينة، وإقامة حلقات الذكر، والإنشاد الديني، وغيرها.
فيظل المصريون على درب أجدادهم في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعبيرًا عن عشقهم لنبيهم الشريف.