أخبار العالم

تقرير السي آي ايه لم يقدم أي دليل على مزاعمه

تقرير السي آي ايه لم يقدم أي دليل على مزاعمه

نشرت الإدارة الأمريكية، اليوم الجمعة، تقريرا خاصا بحادث مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية، قبل نحو عامين.

وجاء التقرير الذي أعدته وكالة المخابرات الأمريكية (السي آي ايه) خاليا من أي دليل على المزاعم بشأن علاقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمقتل الصحفي جمال خاشقجي.

واكتفى التقرير الذي رفعت عنه صفة السرية بترديد اتهامات ظنية تعوزها الأدلة عن دور محتمل لولي العهد السعودي في العملية، التي تم توظيفها إعلاميا من خصوم المملكة على مدى العامين الماضيين.

وفي مؤشر على عجزه عن تقديم أي دليل، سعى التقرير لتوظيف تغريدة شهيرة للمستشار السابق سعود القحطاني عام 2017، قبل مقتل خاشقجي بكثير.

وكان القحطاني قد قال في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر حينها إنه ”لا يقدح من رأسه“، في إشارة إلى أنه لا يتصرف وفق ما تمليه عليه نفسه فقط.

ويثير التقرير علامات استفهام كثيرة حول أهداف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من نشره في هذا التوقيت بالتحديد، خاصة في ظل الإشارة المتباينة التي أصدرتها بخصوص العلاقة مع الرياض.

وقال خبراء ومحللون: إن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها أهداف غير معلنة، وإن التقرير لا يعدو محاولة ”ابتزاز وبلطجة سياسية“، دون وجود ”أدلة“.

ابتزاز واضح
وقال الدكتور خالد باطرفي، الأستاذ بجامعة الفيصل: إن التقرير ”مسيس ولا يحمل أدلة تثبت المزاعم حول دور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قتل خاشقجي“.

وأشار باطرفي،إلى أنه منذ عهد دونالد ترامب ”تحاول الصحافة الأمريكية وعدد من النواب الديمقراطيين ابتزاز المملكة في إثارة هذا الموضوع“.

وأضاف: ”هذا الملف أُغلق تمامًا، ومحاولة إعادة فتحه من جديد في ظل وجود ملفات كثيرة تقع على عاتق الولايات المتحدة والاستخبارات الأمريكية، مثل أفغانستان والعراق وغيرها، تُثير التساؤلات“.

واعتبر باطرفي أن هذا الأمر ”يُعد ابتزازًا واستكبارًا وغطرسة من واشنطن، لتحقيق أجندة خفية خاصة بمن يُثيرون هذه القضية“، على حد قوله.

صراع بايدن وترامب

وعمّا إذا كان الأمر مرتبطا بالصراع بين الرئيس السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن، قال باطرفي: ”إدارة بايدن تحاول أن تقضي على إدارة ترامب.. ما أخذ على المملكة العربية السعودية أنها كانت مقربة للإدارة السابقة“.

واستشهد باطرفي بتقرير الكونجرس عن أحداث سبتمبر في أمريكا قائلا: ”أتذكر أنه كان هناك جدل كبير حول 18 صفحة محذوفة منه، وقيل وقتها إن هذه الصفحات تدين المملكة العربية السعودية“.

وأضاف: ”هناك من طالبوا وقتها بالكشف عن هذه الصفحات، معتقدين أن بها إدانة للمملكة ونحن كنا نطالب معهم بالكشف عنها لثقتنا بأن السعودية ليست متورطة، وبالفعل نشرت هذه الصفحات ولم يكن للمملكة أي يد في الأمر“.

ورقة ضغط أمريكية
بدوره، قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق في مصر، وأستاذ العلوم الاستراتيجية: إن التقرير ”رسالة ابتزاز محسوبة من الإدارة الأمريكية ضد السعودية لتحقيق أهداف سياسية“.

وأضاف أستاذ العلوم الاستراتيجية: ”أمريكا تستخدم البلطجة، فمثلما فعل ترامب في بداية ولايته المنقضية، يفعل بايدن نفس الشيء، مع اختلاف أسلوب كلٍ منهما“.

وتابع سالم: ”الإدارة الأمريكية الجديدة تريد دون مواربة معرفة موقف السعودية من الصراع بين الولايات المتحدة والصين وغيرها من القضايا.. كل ما يهم الإدارة الحالية هو إظهار سيطرتها“.

علاقات وثيقة
وبحسب الدكتور محمد سليم الحربي، فإن التقرير ”لن يؤثر على العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، بفعل الأهمية التي تتمتع بها المملكة في المنطقة“.

وقال الحربي، وهو لواء أركان حرب سابق في المملكة العربية السعودية، ومتخصص في الدراسات الاستراتيجية والعلوم السياسية، ”لن يؤثر هذا الملف على العلاقات السعودية الأمريكية بشكل عام؛ لأن العلاقات متأصلة مع الولايات المتحدة الأمريكية“.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى