حوادث

“توجهوا إلى شقة دعارة لقضاء ليلة حمراء وعندما فُتح الباب كانت المفاجأة”

"توجهوا إلى شقة دعارة لقضاء ليلة حمراء وعندما فُتح الباب كانت المفاجأة"

لقد كدت أن أسقط أرضاً من هول ما رأيت، فذلك الموقف الذي حدث ليّ ترك أثراً كبيراً بقلبي وعقلي، وخُلد برأسي، فلم ولن أنساه حتى يتوفاني الله، فقد كان كفيلاً بأن يقلب حياتي رأساً على عقب، أنا “محمد”، أبلغ من العمر 27 عاماً، تخرجت من كلية الأثار بتقدير جيد جداً، فقد كنت شديد الإلتزام، ولكن ألقى بطريقي،  أصحاب السوء، فقد أرشدوني إلى طريق الإدمان، فكان لا يمرّ يوماً دون أن أتعاطى المخدرات، كما عرفت على أيديهم طريق الرذيلة والعلاقات المحرمة، فكنت معروفاً بجميع الشقق المشبوهة، فكانت حياتي تمرّ على هذا النحو، حتى جاء ذلك اليوم الذي خُلدّ في ذاكرتي للأبد.

كانت البداية عندما صادفت “عمرو” صديقي المقرب أيام الجامعة، فقد تفرقنا بعد تخرجنا، ولم نستطيع التواصل ببعضنا البعض، ولكن القدر شاء أن يجمعنا بذلك الوقت، فسألني عن حالي، فسردت له قصتي منذ تخرجي من الجامعة حتي اليوم، الأمر الذي أحزنه بشدة، فكانت تعبيرات وجهه حينذاك تدل على تأثره بما سمع مني، فصمت برهة من الزمن، ثم أخبرنيّ بأن الله قادر على هدايتي، حينها أجبته بكلمات تملأها الحزن واليأس، بأن من المستحيل أن أعود كسابق عهدي، لقد كُتب عليّ أن أعيش وأموت على تلك الحالة، فقام بعدها بالدعاء ليّ بالهداية، ثم تركني وغادر.

لم تمر أيام حتى قابلت “عمرو” أمام منزلي، فأخبرني بأمر غريب جداً، فقد قال لي: أنا ذاهب لقضاء سهرة حمراء داخل إحدى الشقق، فلم أكن أصدّق حينها ما يقوله “عمرو”، فقد كان شاباً ملتزماً جداً، فسألته لماذا تفعل هذا الأمر؟ إنك كنت تدعوي لي منذ أيام أن يهديني ربي، حينها أخبرني بأن الإنسان لابد أن يترك مساحة للترفيه، وأقنعني بأن أذهب معه إلى تلك الشقة المشبوهة، وبالفعل توجهنا سوياً إلى تلك الشقة، ووصلنا إلى العمارة، ثم صعدنا إلى الشقة، حينها طرق “عمرو” باب الشقة، وعندما فُتح الباب، كانت المفاجأة الكبرى.

فقد تفاجئت أمامي برجل يرتدي عباءة بيضاء، يشع من وجهه نوراً ربانياً، حينها كدت أن أفقد عقلي، فلقد أخبرني “عمرو” بأننا ذاهبون لقضاء ليلة حمراء، حينها تبسم ذلك الرجل وطلب منا الدخول، وعندما دخلنا وچلسنا، علمت من “عمرو” أن ذلك الرجل هو والده، فأخبرني بأن “عمرو” سرد له قصته، ثم أخذ ينصحني بأن أترك ذلك الطريق الٱثم، كما نصحني بإقامة الصلاة، فكانت كلماته تدخل قلبي مباشرةً، فتوجهناً سوياً إلى المسجد وقمنا بالصلاة، فشعرت بهدوءاً وسكينةً لم أشعر بها من قبل، ومنذ ذلك الحين، تبدلت حياتي تماماً.م تمر أيام قليلة حتى أخبرني “عمرو” بأن هناك فرصة عمل شاغرة بإحدى الشركات الكبرى، وبالفعل تقدمت للإلتحاق بذلك العمل، فتم قبولي، حينها أدركت معنى الأئمة الكريمة”ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى