ارتجاع المريء والحموضة مرض يصيب الجهاز الهضمي ويعد اضطراباً مؤقتاً في الغالب وقد يحدث لمرة واحدة ولا يتكرر، إلا أنه في حال استمر ولم يُعالج، يمكن أن يتحول إلى مرض مزمن له عواقب وخيمة وأكثر خطورة قد تهدد الحياة.
ومن جهة أخرى، يعد ارتجاع المريء والحموضة اضطراباً شائعاً يصيب الجنسين من مختلف الفئات العمرية مع زيادة لدى البالغين، فحسب دراسة محلية تتراوح نسبة الإصابة به من 23% إلى 45%، وتختلف نسب الإصابة من دولة لأخرى نظراً لاختلاف وتباين المجتمعات في العادات الغذائية ونمط الحياة المتبع، ويحدث نتيجة ارتخاء صمام أسفل المريء مما يسمح بوصول محتوى المعدة شديد الحموضة إلى المريء، مسبباً الإصابة بالحرقة مع ارتجاع بسيط دون الاستفراغ، وتكون المعاناة من الحرقة مرة واحدة أو تتكرر يومياً في النهار أو أثناء النوم ليلاً؛ ومن مسبباته: السمنة، والحمل، وبعض الأنواع من الأطعمة والأدوية، وفتق أعلى المعدة، وقد تكون من الأعراض الجانبية لإجراء عمليات السمنة.
ومن هنا، استشعر استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير الدكتور عبد الله الذيابي، بالمملكة العربية السعودية معاناة مرضاه مع هذا المرض، ليأخذ على عاتقه تحمل المسؤولية وتخفيفها قدر الإمكان حتى زوالها بلا مضاعفات خطرة على صحتهم وحياتهم،
وينطلق في رحلة ابتكار حل يسهم في حل المشكلة بشكل نهائي وآمن، ليخرج بمنتج يعالج مشكلة ارتجاع المريء والحموضة أو يقلل معاناة المرضى منه بنسبة عالية وذلك بطريقة آمنة وسهلة التركيب والاستخدام، مع تفادي مشاكل ومضاعفات الطرق العلاجية السابقة.
ابتكر الدكتور الذيابي جهازاً يتم تثبيته أسفل المريء بإجراء منظار الجهاز الهضمي العلوي، يعزز ويقوم بوظيفة صمام أسفل المريء لمنع ارتجاع السوائل والأحماض من المعدة إلى المريء، كما يعمل على قياس درجة الحموضة في أسفل المريء، واستشعار زيادة درجة الحموضة في المريء، وإمكانية تخزين أدوية ومن ثم ضخها عند الحاجة لتقليل كمية الأدوية في الجسم وتجنب مضاعفاتها الجانبية، بالإضافة إلى متابعة حالة النسيج في أسفل المريء لتقليل احتمالية الإصابة بسرطان المريء ؛ ويمكن أخذ عينة عبر الجهاز وإجراء التقييم المبدئي في الجهاز قبل نقلها للمختبر وتحليلها بشكل أوسع.
ويتميز الجهاز بسهولة التركيب بالمنظار خلال 15 دقيقة مع تخدير واعي أو كامل بطريقة أقل تداخلية وأقل في مضاعفات التخدير، حيث يقدم خيارات تركيب بفترات زمنية مختلفة ما بين القصيرة لأيام أو أسابيع والطويلة لأشهر أو سنوات، كما يمتلك تقنية متطورة تقلل من الحاجة لأدوية الحموضة وعمليات الحموضة الجراحية لتحد من مضاعفاتها، وفي حال حدوث مضاعفات للجهاز فهي أقل مقارنةً بالطرق العلاجية السابقة؛ مما يزيد من إقبال المرضى للاستفادة منه، فضلاً عن إسهامه في تقليص التكاليف المادية على مؤسسات الرعاية الصحية وعلى المرضى.
وبعد 4 أعوام من العمل الجاد وفق المعايير والمنهجية العلمية المعتمدة، تولى مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية بوزارة الحرس الوطني متطلبات تسجيله رسمياً في الجهات المعنية وذات الاختصاص للحصول على حقوق وشهادة براءة الاختراع محلياً بمسمى ” جهاز ونظام ذكي لعلاج الارتجاع المعدي” من الهيئة السعودية للملكية الفكرية، ثم عالمياً في مكتب الابتكار بالولايات المتحدة الأمريكية، وبهذا تم إنجاز ثلث العمل وبقي الدعم للإنتاج المبدئي والخضوع للتجارب وتحليل نتائجها ومن ثم العمل على المنتج النهائي؛ وهذا الجزء يحتاج لتمويل ودعم مالي تقدمه الشركات والحكومات، على أن ينتقل إلى مرحلة الإنتاج التجاري الواسع وما يصاحبه من تصنيع وتخزين وشحن وبيع وترويج وتسويق حتى يصل للمريض ويسهم في التخلص من معاناته.