أراء وتحقيقات

حقيقة الدور المصرى فى الحرب الأهلية بإثيوبيا..

حقيقة الدور المصرى فى الحرب الأهلية بإثيوبيا..

يشير بعض الكتاب والساسة من حين لآخر الى أن مصر وراء تأجيج النزاع الأهلى داخل إثيوبيا ، وأرجع أصحاب هذا الرأى الى ان مصر تريد نشوب حرب أهلية فى إثيوبيا حتى تشغل حكومة آبي أحمد عن المضى قدما فى تشغيل سد النهضة ، ولما يمثله هذا السد من أضرار بالغة على الشعب المصرى.

بينما يرى البعض الآخر عكس ذلك ،مؤكدين ان مصر ستتأثر سلبيا بهذا النزاع المحتدم ،وخاصة من الناحية الاقتصادية ..ليبقى السؤال هل ستتأثر مصر فعلا بهذا النزاع ، ام انها خلف تأجيج الحرب الأهلية فى إثيوبيا.ناقشت العديد من الصحف العربية والأجنبية النزاع الإثيوبى، وأجابت عن الأسئلة المطروحة دوليا ،فى ظل أستمرار الحكومة الإثيوبية حملتها العسكرية العنيفة على إقليم تيجراي، بعد أن خلّفت الحرب الأهلية مئات القتلى والجرحى، وأدّى إلى نزوح أكثر من 25 ألف إثيوبى إلى السودان بلد الجوار، وأرجع العديد من الكتاب النزاع الإثيوبى الى التناقضات الداخلية فضلا عن العصبيات والقبلية المتعددة فى الداخل ، مشيرين الى أن إثيوبيا دولة ممزقة داخليا، واصفين اياها ببلد تواجه صعوبة بالغة لسدّ احتياجات شعبها..

بينما نفى العديد من الكتاب أن تكون مصر ومخابراتها وراء تأجيج وإشعال هذه الحرب ، بل وأكد البعض أن مصر سوف تتأثر اقتصاديا من تبعات حرب إثيوبيا الأهلية، وحذر فريق آخر دولة السودان ام تنجرف فى هذا الصراع بسبب موقعها الجغرافى وحدودها مع إثيوبيا ، مؤكدين انه على حكومة السودان أن تتخذ كافة التدابير التي تحميها من المشاركة فى هذه الحرب بعد نزوح الالآف من الشعب الإثيوبى اليها.

وأكد  البعض يعتقد خطأً أن مصر المستفيد الأكب من النزاع او الحرب الأهلية في إثيوبيا ، ونفى قيام المخابرات المصرية بأى دور في اشتعال النزاع داخل إقليم تيغراي مؤخرا او تأجيجه.. وارجع هذا الاعتقاد عند البعض الى الأزمة بين مصر وأديس أبابا بسبب سدّ النهضة، مؤكد ان هذا الشأن لم ولن يؤثر على طريقة تفكير الجانب الإثيوبى عن موقفه المتعنت.

وإن أصحاب هذا التصور الغير صحيح أخطأوا مرتين، الأولى لأن سد النهضة أصبح أمرا واقعا وملموسا، بغض النظر عن مصير الحكومة الإثيوبية الراهنة، والثانية لأن الخلاف الأصلى غير قائم على أهمية السد والتنمية داخل أديس أبابا ، بل نشب الخلاف على طرق الملء والتشغيل والحفاظ على مصالح دول المصب، عبر التوصل إلى اتفاق ملزم لجميع الأطراف المتنازعة.

لم يكن أحد يتوقع أن تدخل إثيوبيا نزاعا أهليا يمتد الى حرب طاحنة ، ونفى السناوي تورط الحكومة المصرية لتأجيج هذا النزاع بسبب أزمة السد ودفاعا عن الأمن المائي المصري والحق في الحياة .  وان السودان، جارة إثيوبيا، تتعرض لموجة شديدة من النازحين المدنيين والعسكريين، وصلت مؤخرا الي اكثر من 20 ألف إثيوبي ، وهو ما يعدّ إشارة أولى إلى الاحتمالات التي سيؤثر بها نزاع الحكومة المركزية الأثيوبية مع إقليم تيغراي، على المنظومة العربية ككل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى