بينما تتواصل المساعي المصرية من أجل تثبيت هدنة دائمة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وتل أبيب، تكشفت العديد من التفاصيل حول الساعات الأخيرة التي سبقت دخول وقف إطلاق النار فجر الجمعة حيز التنفيذ.
فقد توصلت مصر إلى تفاهم سري مع حركة حماس قضى بالتهدئة لمدة 18 ساعة، كإشارة التزام من الحركة تجاه تل أبيب. واستمر الهدوء غير المعلن عنه لمدة 18 ساعة، يوم الأربعاء، بحسب ما نقل موقع “أكسيوس” عن 3 مسؤولين أميركيين مطلعين، ما أثبت للبيت الأبيض أن مصر قادرة على تقديم التزام من حماس.
الوسيط الفعال الوحيد
كما لفت المسؤولون إلى أن البيت الأبيض أدرك خلال نهاية الأسبوع أن مصر هي الوسيط الفعال الوحيد الذي يمكنه تسهيل وقف إطلاق النار.
إلى ذلك، كشف الموقع الأميركي أن الرئيس الأميركي جو بايدن اتصل أكثر من 6 مرات برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأشار إلى أن بايدن كان أكثر حزما في مكالمته الرابعة مع نتنياهو يوم الأربعاء الماضي، إذ قال له بحسب مصدر مطلع “لا يمكنك السيطرة على الأحداث.. المصريون لديهم اقتراح جيد. أعتقد أن الوقت قد حان لإنهاء ذلك”.
إلا أن نتنياهو حاول لاحقا تحدي ضغوط بايدن، ونشر بنفس اليوم فيديو على حسابه على تويتر أكد فيه أنه لن يكون هناك حد زمني للعملية على غزة.
لكن في صباح الخميس، اتصل بايدن في أول مكالمة له كرئيس بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتلقى ضمانا من الأخير بأن القاهرة يمكن أن تضمن توقف حماس عن إطلاق الصواريخ إذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار.
موافقة مكتوبة
يذكر أن مصادر مطلعة كانت كشفت سابقا للعربية أن الفصائل الفلسطينية وافقت على الهدنة من يوم الأربعاء مساء وأرسلت خطابا مكتوبا للقاهرة بذلك.
كما أشارت المصادر إلى أن المفاوضين المصريين اشترطوا على تل أبيب تجميد عمليات تهجير الفلسطينيين من منازلهم، ووقف عمليات الاعتداء على المصلين ووقف اقتحام الأقصى.
وكانت القاهرة أرسلت منتصف الأسبوع الماضي، وفدا أمنيا سريا إلى تل أبيب من أجل الدفع نحو وقف العمليات العسكرية، على أن يقوم الطرفان بوقف إطلاق النار في وقت واحد.