سوري يروي تفاصيل رحلته للمشاركة في معارك أرمينيا وأذربيجان
سوري يروي تفاصيل رحلته للمشاركة في معارك أرمينيا وأذربيجان
كشف مواطن من شمال سوريا تفاصيل نقله بوساطة تركيا وبرفقة آخرين للقتال في المعارك الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان منذ أيام، في آخر حلقة من التوتر المستمر بين البلدين منذ عقود على خلفية النزاع حول إقليم ناغورنو قره باغ.
”عبدالله“ هو الاسم المستعار الذي اختاره الشاب السوري لتعريف نفسه، في حوار أجراه معه أحد تطبيقات الدردشة.
ذكر الموقع نقلا عن عبدالله أنه قبل بوظيفة في أذربيجان مقابل 2000 دولار شهريا لتحسين ظروف معيشته وأسرته، لكنه لم يعرف ما الذي كان ينتظره هناك، ولم يدر أنه ذاهب للحرب.
وقال: ”في الأسبوع الماضي اقترح علينا سيف أبو بكر، قائد فرقة الحمزة بالجيش الوطني السوري المعارض، أن نذهب إلى أذربيجان لحراسة نقاط عسكرية على الحدود بأجر شهري يصل إلى 2000 دولار. لم تكن هناك حرب حينها، وقد نُقلنا من شمال سوريا إلى قرية حور كلس، وهناك جرَّدنا عناصر من الجيش الوطني السوري المعارض من كل ما نملك من مال وهواتف وملابس، حتى لا يتم التعرف على هويتنا“.
ويضيف الموقع أن عبدالله تمكن من استعادة هاتفه مرة أخرى من أجل التواصل مع أسرته الصغيرة، لكنه لا يعلم الآن إن كان سيراهم مرة أخرى.
وتابع الشاب: ”بعدها نُقِلنا إلى مطار عنتاب جنوبي تركيا حيث أخذنا رحلة جوية مدتها ساعة وأربعون دقيقة إلى مطار إسطنبول، ثم نُقلنا بعدها عبر الخطوط الأذرية إلى أذربيجان، ووجدنا أنفسنا في نقطة عسكرية على الحدود، ولم تكن هناك حرب وقتها، ولم نتلقَ تدريبا على القتال حتى“.
قتال مفاجئ
سرعان ما تغيرت أفكار عبدالله حول وظيفة الأحلام التي سعى لتحسين وضع عائلته المعيشية عن طريقها، إذ بدأ قتال مفاجئ بين أرمينيا وأذربيجان يوم الأحد الموافق 27 سبتمبر .
ويروي الشاب تلك اللحظات قائلا: ”شحنونا في ناقلات جند، كنا نرتدي زيا أذريا، وكل شخص منا كان مسلحا بسلاح فردي (كلاشينكوف).. أغلب الناس هنا مدنيون فقراء كانوا يرغبون في المال وليسوا عسكريين“.
ويتابع: ”توقفت السيارة وفوجئنا أننا على خط النار، لم نعلم حتى بمكان العدو. عندما بدؤوا قصفنا، بدأ الشباب يبكون خوفا ويريدون العودة إلى مقر إقامتهم، ثم سقطت بجانبنا قذيفة فقتل أربعة سوريين وجرح ثلاثة آخرون“.
ويضيف عبدالله أنه في التجمع العسكري الذي يقيم فيه، رأى جثامين عشرة أشخاص سوريين، في حين أصيب سبعون آخرون لا تتوفر لهم الرعاية الصحية اللازمة.
ونقل الموقع عن مصادر محلية في شمال سوريا أن عددا من العائلات بدأت تتلقى أنباء وفاة ذويها هناك.