توتر تشهده الحدود بين صربيا وكوسوفو مع قرب دخول خطة بريشتينا بشأن منع دخول المواطنين بوثائق شخصية صادرة عن بلجراد، قبل أن تؤجلها لمدة شهر لتخفيف حدة الأزمة.
ما أصل الأزمة؟
رغم إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا في 2008 ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شمال البلاد يستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.
العام الماضي، قالت حكومة رئيس الوزراء، ألبين كورتي، إنها ستمنح الصرب فترة انتقالية للحصول على لوحات معدنية صادرة عن كوسوفو إلا أنها لم تستطع التنفيذ بعد احتجاجات مماثلة، قبل أن تعلن في نهاية مايو الماضي عن مهلة مدتها 60 يوما لتنفيذ خطتها.
وقالت حكومة كوسوفو إنه اعتبارا من الأول من أغسطس يتعين على جميع مواطني صربيا الحصول على وثيقة إضافية على الحدود لمنحهم الإذن بالدخول، وهو ما تطبقه سلطات بلجراد على سكان كوسوفو الذين يزورون صربيا.
ومع نهاية المهلة، نظم الصرب في الجزء الشمالي من كوسوفو احتجاجات على الطرق السريعة الرئيسية في المنطقة رفضا لقرارات بريشتينا بحظر لوحات السيارات والوثائق الشخصية الصربية.
تركيا تعلن استعدادها لتخفيف التوتر بين صربيا وكوسوفو
ووفق قناة “أر تي إس” التلفزيونية الصربية، فإن المواطنين قطعوا حركة المرور تمامًا على الطرق القريبة من بلدات كوسوفسكا ميتروفيتشا ويارين وزوبين بوتوك، وهتف المتظاهرون، الذين لا يوافقون على قرار سلطات كوسوفو غير المعترف بها، “لا استسلام”.
وأوقف المتظاهرون في وقت متأخر من يوم الأحد شاحنات مليئة بالحصى وآليات ثقيلة أخرى على الطرق المؤدية إلى معبري يارينجي وبرنجاك الحدوديين في منطقة يشكل الصرب أغلبية فيها. وقالت شرطة كوسوفو إنها اضطرت لإغلاق المعبرين.
الوضع في الشمال صعب للغاية
وقالت قوات حفظ السلام بقيادة حلف الناتو في كوسوفو إن “الوضع الحالي في الشمال صعب للغاية، ونراقب الموقف عن كثب”.
وأضافت البعثة، في بيان: “تتسم الحالة الأمنية العامة في البلديات الشمالية لكوسوفو بالتوتر، وقواتنا تراقب الوضع عن كثب ومستعدون للتدخل إذا ما تعرض الاستقرار للخطر، وفقا لولايتها المنبثقة عن قرار مجلس الأمن 1244 الصادر عام 1999”.
وأوضحت أن “بعثة قوة كوسوفو تركز على ضمان بيئة سالمة وآمنة وحرية التنقل لجميع سكان كوسوفو. وتواصل قوة كوسوفو اتخاذ موقف واضح ومرن في الميدان، وقائد القوة على اتصال بجميع محاوريه الرئيسيين، بمن فيهم ممثلو منظمات أمن كوسوفو ورئيس الدفاع الصربي”.
ودعت جميع الأطراف إلى “مواصلة المفاوضات، من المهم أن يستمر هذا. وهذا أمر بالغ الأهمية للسلام والأمن الإقليميين. ولن تكون هناك آفاق حقيقية لمستقبل أفضل في البلقان، بدون الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية. سيادة القانون والإصلاحات الداخلية وعلاقات حسن الجوار”، مؤكدة على أن الحوار البناء مفتاح الاستقرار الإقليمي.
تدخلات أوروبية وتركية
ودعت الولايات المتحدة وأوروبا إلى ضبط النفس وعدم استخدام العنف تجاه المتظاهرين، كما أعربت تركيا عن رغبتها في الوساطة بين الجانبين.
وأجرى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اتصالين منفصلين، الأحد، مع نظيريه الصربي، نيكولا سيلاكوفيتش، والكوسوفية دونيكا جيرفالا شوارتز، وفق بيان للخارجية التركية، نشرته على حسابها الرسمي بموقع “تويتر”.
وأكد الوزير التركي في حديثه على أن “اندلاع أي توترات في المنطقة لن يعود بأية فائدة على أي طرف، ومن ثم ينبغي التحلي بضبط النفس”، مشيرًا لاستعداد بلاده “للقيام بما يقع على عاتقها من أجل خفض التوتر بين البلدين”.
تأجيل الخطة شهرا
وفي أعقاب التوتر الذي ساد مساء الأحد والمشاورات مع سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، قالت الحكومة إنها ستؤجل خطتها لمدة شهر على أن تبدأ في التنفيذ في الأول من سبتمبر.
وتعترف أكثر من مئة دولة ليس من بينها صربيا وروسيا بكوسوفو دولة مستقلة، ولا تزال تدعي بلجراد أنها مقاطعة تتمتع بالحكم الذاتي.
والتزم البلدان في عام 2013 بإجراء حوار برعاية الاتحاد الأوروبي لمحاولة حل القضايا العالقة ولكن لم يتم إحراز تقدم يذكر