ضربة موجعة ضد قوات الاحتلال شرق غزة يسفر عن بتر ساقي مجندتين
ضربة موجعة ضد قوات الاحتلال شرق غزة يسفر عن بتر ساقي مجندتين

في صباح ثقيل على جيش الاحتلال الإسرائيلي، دوّت أصداء عملية مفاجئة يوم السبت في شرق قطاع غزة، حيث وقعت قوة عسكرية في كمين محكم نصبته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في منطقة بيت حانون.
الكمين الذي لم يُكشف مبكرًا
بحسب ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، لم يكن الهجوم عشوائيًا أو وليد لحظة، إذ أشارت التقديرات الأمنية إلى أن حركة حماس نفّذت العملية بعد مراقبة دقيقة وموسعة لتحركات الجيش الإسرائيلي في المنطقة، ما سمح لها باختيار توقيت التنفيذ بعناية واحتراف.
وفي لحظة خاطفة، تعرضت مركبة تابعة لوحدة جمع المعلومات القتالية لهجوم مباغت، أسفر عن مقتل جندي وإصابة 5 آخرين، بينهما إصابتان بالغتان لمجندتين أدتا إلى بتر ساقيهما، كما نقلت القناة 7 الإسرائيلية.
عودة مؤلمة لقائدة أصيبت مرتين
وأفادت القناة 12 العبرية بأن المجندتين نُقلتا إلى مستشفى بيلينسون، حيث تخضعان للتنفس الاصطناعي، وتقبعان في حالة خطيرة لكنها مستقرة، بينما يُنتظر أن تُجري إحداهما عملية جراحية إضافية خلال الأيام المقبلة.
اللافت أيضاً أن إحدى المصابات هي قائدة سرية، سبق أن أُصيبت في معارك 7 أكتوبر، وعادت للمشاركة في القتال بعد تعافيها، لتجد نفسها مرة أخرى في مواجهة شظايا الحرب ذاتها، وهو ما علّق عليه الصحفي الإسرائيلي ألموخ بوكير، قائلاً: «الإصابة الثانية لقائدة السرية تُجسّد صدمة المعركة المتكررة.. الجراح لم تندمل بعد، والجبهة لا ترحم أحداً».
المفاجأة الثانية ضد جنود الاحتلال
لم تتوقف العملية عند الضربة الأولى، بل هرعت قوة إسناد إسرائيلية إلى المكان في محاولة للسيطرة على الموقف، لكنها كانت على موعد مع فخٍ ثانٍ، ومرة أخرى باغتها مقاتلو القسام بوابل من النيران، أوقع خسائر إضافية في صفوف الجيش.
ولم تكتفِ كتائب القسام بالإعلان عن العملية، بل نشرت مقاطع مصورة تُظهر لحظة مهاجمة مركبة عسكرية من مسافة قريبة جداً، تلتها مشاهد لانقلاب المركبة بمن فيها، ما عزز من صدى العملية إعلامياً ونفسياً داخل الكيان الصهيوني.
عملية «كسر السيف»
أطلقت حماس على العملية اسم «كمين كسر السيف»، مؤكدة أن مقاتليها تمكنوا من الانسحاب من الموقع دون أن يتم رصدهم أو إصابتهم، فيما وصفته بأنه «ضربة دقيقة ومؤلمة» لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبينما يواصل جيش الاحتلال تحقيقاته لمعرفة كيفية اختراق هذا الكمين المدروس لدفاعاته، يتكشّف يوماً بعد آخر حجم التعقيد الميداني الذي يواجهه على أطراف غزة، حيث لا تزال الأرض خصبة للكمائن، والمباغتة سلاحاً يتقنه رجال القسام.