قصة الغرام التى أمر الرئيس السادات وزير داخليته بمسح تسجيلاتها بنفسه!
قصة الغرام التى أمر الرئيس السادات وزير داخليته بمسح تسجيلاتها بنفسه!
قال اللواء محمد نبوي إسماعيل وزير الداخلية الأسبق في آخر حوار. قبل وفاته بأسابيع.
• كان الرئيس السادات قد استدعاني الى استراحة القناطر، وكانت هذه الاستدعاءات حينئذ أمرا مألوفا ومعتادا، وغالبا ما كانت تشهد استفسارات أو معلومات يطلبها الرئيس عن أشخاص أو جهات ما.. لكنه في تلك المرة وبعد أن تحدثنا في كل ما طلبه الرئيس فوجئت به وأنا أتأهب للانصراف يهمس لي قائلا:
** عايزك يا نبوي تاخد بالك كويس من تنظيم سياسي سري تتزعمه أستاذة جامعية اسمها دولت.. ومعها أستاذ جامعي اسمه أدهم.. وتراقب مقابلات الاثنين في شقة في الهرم.. أنا وصلتني معلومة إنهم بيخزنوا متفجرات في الشقة دي.. لكن ربك والحق مارضيتش أدي أوامر بالقبض على التنظيم إلا بعد ما نوصل لكل أعضائه ونعرف تفاصيله ومنين بيجيبوا المتفجرات دي.. كل معلومة عن الدكتورة دولت والدكتور أدهم هتكشف لنا أسرار كتير.. شوف شغلك وبلغني أول بأول!ويستطرد وزير الداخلية الأسبق قائلا :
• لم تكن عندي أو عند أجهزة الأمن أية معلومات عن دولت.. وكل ما توصلت إليه التحريات الأولية هو أن الدكتور أدهم كان دائما يفصح عن رأيه في أن سياسة الرئيس السادات لا تعجبه.. لكن مثل هذه الآراء لا تصلح لإقامة دليل لأن الرئيس السادات نفسه كان يعلم أن عددا كبيرا من أساتذة الجامعات يهاجمونه.. وكان المهم بالنسبة لي كوزير للداخلية أن أعرف ما يدور في شقة الهرم التي حددها لي الرئيس ومنحني عنوانها بالتفصيل.. وكان مهما على نفس الدرجة أن أصل الى الحياة الخاصة لكل من دولت وأدهم مستخدما كل أدوات المراقبة.. فالوضع سيكون خطيرا لو توصلنا – أيضا – الى مخزن المتفجرات الذي يتم تمويله بصناديق كرتونية.. الرئيس أخبرني أن دولت وأدهم يقومان يوما بعد يوم بإحضار هذه الصناديق في سيارة أدهم الذي يصل أولا ثم تصل دولت بعده بنصف ساعة وتصعد الى الشقة التي يتقابلان فيها في البرج السكني الكبير بالهرم!.. وبالفعل كلفت أجهزتي بسرعة الكشف عن شخصية الاستاذين وما إذا كانت لهما لقاءات أخرى بشخصيات أخرى في أماكن أخرى!
واصل النبوي اسماعيل قصته المثيرة.. وراح يحكي ما سجلته التحريات عن الدكتورة دولت التي لم يتجاوز عمرها الخامسة والأربعين عاما.. وتحظى بجمال وسحر أنثوي يدفع بها الى صفوف أجمل الجميلات ليس تحت قبة الجامعة فحسب وإنما بين جميلات مصر على الإطلاق!.. وهي – أيضا مطلقة.. لكن المؤكد أنها لم تكن لديها أية ميول سياسية أو مواقف تحسب عليها أو حتى تحسب لها.. فلا شئ تهتم به في حياتها سوى سحر أنوثتها ورشاقة قوامها والمادة العلمية التي تفوقت فيها وحجزت فيها مكانا بين علماء هذه المادة.. لكن أجهزة الأمن لم ترصد لها أية نشاطات سياسية على الإطلاق حتى ظن القائمون على التحريات أنها لهذا السبب تم اختيارها في التنظيم السري باعتبارها وجها غير مألوف لأجهزة الأمن ولا تثير حولها الشكوك!..
وقالت التحريات – أيضا – أنها أصرت على الطلاق من زوجها رغم أنه أذل نفسه وكبرياءه لتغفر له خطيئته، لكنها أصرت على موقفها حتى أن طليقها لم يجد سبيلا لنسيانها سوى العمل خارج مصر عدة سنوات!
أما الدكتور أدهم فكان محيرا هو الآخر!
لم ينضم الى حزب سياسي.. وليست له صداقات داخل أو خارج الجامعة بخلاف علاقته ببعض الإعلاميين والفنانين لاهتماماته بكتابة الشعر والمقالات والقصص القصيرة.. أما حياته العائلية فكانت نموذجية ورائعة، فهو زوج لسيدة فاضلة لا تعمل رغم حصولها على الماجستير في جراحة الأسنان.. اختارت أن تكون ربة منزل بالمعنى الحقيقي وأما مثالية لثلاثة أطفال أنجبتهم تباعا من الدكتور أدهم؟… وعن سلوك الدكتور أدهم تحت قبة الجامعة وفي الندوات السياسية والثقافية العامة فلم تجد التقارير الأمنية رفيعة المستوى سوى هجومه على معاهدة كامب ديفيد وبعض سياسات الانفتاح وسطوة رأس المال وتراجع القوانين الاشتراكية.. وقالت التقارير أن هذه الآراء كانت سمة اليساريين ولم تتغير عند الدكتور أدهم منذ أن كان طالبا للدكتوراه.. بل عرف عنه أنه يعارض بأسلوب مهذب ولا يجنح الى التهييج أو الإثارة أو استخدام الألفاظ الجارحة والمصطلحات الفجة.. كما أنه ليست له علاقات بجهات تثير الشكوك سواء بالداخل أو الخارج!
* إذن ما هي حكاية شقة الهرم والمتفجرات؟!
قال الخيط الذي وصلت به أجهزة الأمن الى صلب الحكاية كان يمثل مفاجأة من العيار الثقيل بل ويضع في نهاية الأحداث خاتمة لم تخطر على بال رئيس الجمهورية.. ولا وزير الداخلية.. ولا أجهزة الأمن التي ظلت تعمل ليل نهار لكشف التنظيم السري الذي تتزعمه أستاذة جامعية وزميلها!
استخدمت أجهزة الأمن بواب البرج وأدوات التنصت التي زرعتها بمهارة داخل الشقة التي أصبحت هدفا للمراقبة لتسجيل ما يدور بداخلها بالكلمة والصورة!.. واستطاعت أجهزة الأمن أن تصل – أيضا – الى الأصوات التي كانت تطلب الأستاذ أو الأستاذة في منازلهما أو مكاتبهما الخاصة من خلال الرسائل التي يتركونها على جهاز الأنسر ماشين!
وبدأت الحقائق تتكشف من خلال تسجيلات الصوت والصورة التي جلس وزير الداخلية يشاهدها بنفسه.. كانت التسجيلات تنقل كل ما يدور في عمارة الهرم منذ لحظة دخول الأستاذ ثم الأستاذة من مدخل العمارة وحتى وصولهما الى الشقة ثم تفاصيل أخرى لما يدور بين الاثنين داخل الشقة!!
المفاجأة الأولى في التسجيلات كانت في الحوار الدائر بين دولت التي يناديها الدكتور بـ”دودي” وبين الدكتور أدهم الذي يسألها في بداية حوارهما:• شكلك زعلانة يا دودي..!
•• إحنا هنفضل بالشكل ده لغاية أمتى.. بصراحة أنا زهقت من كتر الكلام.. لو مش هنتجوز يبقى كفاية كده.. كل مرة وأنا طالعة أشعر أني زي اللصوص.. ولما أكلمك عن الزواج تماطلني وتسوف.. أنا شايفة كفاية حب كده إحنا مش مراهقين يا أدهم.• عمري ما شفتك بالحدة دي يا دودي.. إنت عارفة إن حكاية جوازنا هتقابلها مشاكل وعقبات وزوجتي لن تتركنا في حالنا.. يعني ممكن نكره بعض أنا وأنت من كتر المشاكل اللي ممكن تتحول لفضائح.•• فضائح..؟!
• ما تنسيش إن زوجتي لها أخ ممكن يحرضها على الطلاق وينشر الموضوع، خاصة لما يتعرف إن أنا وأنت اتجوزنا بعد طلاق أخته!
•• يبقى نتجوز عرفي يا أدهم.. وفي السر.. ده أكرم ليك ولي رغم إن موقفي من الزواج العرفي انت عارفه كويس.. لكن في الآخر هنحترم بعض!!
ويمضي الحوار بين أدهم ودولت لا يحمل من بدايته وحتى نهايته سوى أن العلاقة بين الاثنين كانت علاقة حب وليست تنظيما سريا لقلب نظام الحكم.. بل إن باقي التسجيلات في الأيام السبعة التالية قدمت بالصوت والصورة حفل الزواج العرفي المحدود داخل نفس الشقة والذي قام بتحرير العقد فيه محام الزوج وشهد عليه اثنان من أصدقاء الزوج!
أما المفاجأة الثانية التي ظهرت من المشاهد المسجلة فكانت في الصناديق الكرتونية التي كان يحملها بواب العمارة حتى شقة الدكتور أدهم ودارت حولها الشكوك، فلم يكن بداخلها سوى زجاجات البيرة التي كان الدكتور يحتفظ بكميات منها داخل الشقة.. وشتان الفارق بين المتفجرات وزجاجات البيرة!
يضحك وزير الداخلية الأسبق وهو يضيف قائلا:
•• عندما التقيت بالرئيس السادات في أول مقابلة قصصت عليه حكاية أدهم ودولت من خلال التسجيلات الصوتية والمرئية فإذا بالرئيس يقهقه ضاحكا ثم يهمس لي مؤكدا أنه كان يتشكك في المعلومة، لكنه تعود ألا يهمل أي معلومة، وإذا بالرئيس يأمرني بمسح هذه الشرائط حتى لا يعبث بها أي من الضباط وأن نصرف النظر في الجهاز الرفيع الذي تابع حكاية أدهم ودولت.. ثم هز السادات رأسه وهو يؤكد أن طليق الدكتورة دولت ليس بعيدا عن تلفيق هذه التهمة لها!
** الغريب والعجيب والمثير كما قال وزير الداخلية أنه فوجئ بعد أن قص الحكاية على الرئيس بأن السادات عين طليق دولت رئيسا لاحدى الشركات الكبرى بعد عودته لمصر !!