المزيد

قصة حتشبسوت وتحتمس الثالث تعود للأضواء مع نقل المومياوات في مصر

قصة حتشبسوت وتحتمس الثالث تعود للأضواء مع نقل المومياوات في مصر

ضجت منصات التواصل الاجتماعي بموجة جدل وسخرية قبيل انطلاق “الرحلة الذهبية” لملوك وملكات مصر العظام، في حدث تاريخي شهدته القاهرة. بالتوازي مع انشغال وسائل الإعلام المحلية والدولية بالموكب المهيب المرتقب.

نقلت مصر في حدث فريد من نوعه، 22 مومياء ملكية من المتحف المصري في التحرير إلى قاعات جديدة في متحف الحضارة في الفسطاط، في العاصمة المصرية، في حدث سيحظى بتغطية إعلامية واسعة وعروض فنية وعسكرية.

وترجع المومياوات الملكية إلى عصر الأسر 17، 18، 19، 20، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، منهم مومياء الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك ستي الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة ميرت آمو.

وفي حين ركز الكثيرون حول العالم على تفاصيل الاحتفال والاهتمام الإعلامي والسياسي الذي يحظى به، أعاد المصريون إحياء العداوة التاريخية بين الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث، بتناول امتاز بالفكاهة والسخرية. ونشر مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي سلسلة من “الكوميكس” أو الصور التعبيرية الساخرة، التي شملت مشاهد غضب كوميديا من الأفلام ومقاطع الفيديو الشهيرة، في إسقاط على الملك والملكة السابقين.

وقاد الخيال الكوميدي المصريين إلى تخيل حتشبسوت وتحتمس الثالث في مواقف مواجهة، حيث يرمق كل منهما الآخر بنظرة ثاقبة، وتعبيرات الوجه الغاضبة والمتحفزة للاشتباك، أو حتى مواقف يبدو فيها كل منهما يتجنب الآخر على خلفية عداوتهما التاريخية.

ما سر هذه العداوة؟

شهدت مصر صراعا طويلا في الفترة بين سنة 1504 و1450 قبل الميلاد، بين اثنين من أعظم ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وهما الملك تحتمس الثالث والملكة حتشبسوت زوجة وشقيقة أبيه في آن واحد

وعلى مدار 54 عاما قبل الميلاد لم يستطع الثنائي الملكي المتصارع، تخطي الخلافات، أو توحيد الأهداف، إذ لم يُنه حالة الصراع المتبادلة بينهما سوى موت الملكة ليفرض تحتمس الثالث سيطرته بأريحية.

يقول المؤرخ والباحث في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، الدكتور سليم حسن في كتابه موسوعة مصر القديمة، إن تحتمس الثالث في صغره كان يمقت حتشبسوت التي كانت تتجاهل والده مدة حياته.

وبعد تحتمس الأول، كان من المفترض أن يرث الحكم أكبر ابن شرعي للمك، وهو حتشبسوت، لكن كان لابد بد أن يتولى الحكم رجلا، فاضطرت إلى الزواج من الملك تحتمس الثاني ليتوج بذلك ملكا للوجه البحري والقبلي.

لكن الأمر اشتد تعقيدا بعد وفاته تحتمس الثاني هو الآخر دون أن يترك وريثا شرعيًا للحكم، ولأنه لم ينجب من حتشبسوت سوى بنتين، كان الملك تحتمس الثاني ميالا لتولية العرش لابنه غير الشرعي تحتمس الثالث والذي لم يبلغ 11 عاما حين وفاة والده.

تولى تحتمس الثالث العرش بالفعل، لكن نظرا إلى أنه لم يبلغ الحلم بعد، كان لا بد أن تكون الوصاية لزوجة أبيه الملكة حتشبسوت، تطبيقا لقواعد التقاليد والشرع.

يقول سليم حسن إن الملك تحتمس الثالث ظل معزولا خلال 13 عاما، حيث أحكمت حتشبسوت مؤامراتها على السلطة وجلست على العرش بثبات طوال هذه المدة.

ويضيف: “لا نعلم إذا كانت هذه الملكة العظيمة قد ماتت حتف أنفها أو من جراء ثورة قام بها حزب كان يناصر الفرعون الفتى ليقضي على تلك المرأة التي كانت شوكة في جنب والده”.

على أي حال فإن تحتمس الثالث، قبض على مقاليد الأمور وأخذ ينكل بأعدائه وهم أولئك الذين كانوا في ركاب حتشبسوت أو عاملين في بلاطها، بعد اختفائها من مسرح الحياة المصرية.

بعد تولي تحتمس الثالث الحكم، كان يريد أن يثبت أنه تولى عرش مصر من قبل الإله ووالده، وأن ما قدمته حتشبسوت لمصر ما كان إلا اغتصابا لحقوقه، وأخذ يحطم في كل آثارها وتماثيلها بكل أنحاء البلاد.

رغم ما خلفته حتشبسوت من تاريخ عظيم على مدار فترة توليها للحكم، لا سيما المعبدالجنائزي المعروف بالدير بالحري، إلا أن تحتمس الثالث لم يعترف بحكمها قط، حتى أنه كان يدون الآثار الخاصة به بداية من تاريخ السنة الأولى التي نُصب فيها ملكًا شرعيا على البلاد.

امس السبت الموافق 3 إبريل 2020، كان  الملكين على موعد للقاء بعضهما البعض، حيث ينطلقان سويا ضمن موكب “الرحلة الذهبية” في حدث يدور على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى