كيف تستغل إيران “زواج المتعة” لدعم موقفها السياسي والاجتماعي؟
كيف تستغل إيران "زواج المتعة" لدعم موقفها السياسي والاجتماعي؟
سلطت باحثة إيرانية الضوء على ظاهرة زواج المتعة في إيران، وكيف يستغل النظام هذه الظاهرة لتدعيم موقفه على المستويين السياسي والاجتماعي، في ظل تراجع الحريات في البلاد لا سيما لدى المرأة.
وناقشت الدكتورة كلوديا يعقوبي في كتابها المنشور مؤخرا بعنوان: ”الزواج المؤقت في إيران“، ظاهرة زواج المتعة، حيث قالت إن ”زواج المتعة في إيران لا يمثل ظاهرة مجتمعية فحسب، وإنما يشمل مجموعة من الممارسات والمعاني التي تعبر عن مدى الإهانة للمرأة الإيرانية“.
وأضافت في حديث مع صحيفة ”كيهان.لندن“، يوم الإثنين، أن ”الأعمال الأدبية من القصص القصيرة والأفلام السينمائية قبل وبعد الثورة الإيرانية تؤكد أن زواج المتعة في إيران عبارة عن أداة من أدوات السيطرة السياسية وفرض السلطة على المرأة الإيرانية“.وأوضحت أن ”حكومات النظام الإيراني بعد الثورة، أخذت تشجع الرجال والنساء سواء العُزب أو حتى المتزوجين على زواج المتعة، ومنها تشجيع الرجال على الزواج من النساء الأرامل ممن فقدن أزواجهن في الحرب مع العراق في الفترة (1980-1988)، وأيضًا لإشباع رغبات الرجال من الطبقات الدنيا ممن لا يقدرون ماديا على الزواج بشكل دائم“.واستشهدت الباحثة الإيرانية بفيلم ”زندگى مخصوص“ أو ”الحياة الخاصة“؛ وهو فيلم إيراني من إنتاج عام 2011، حيث أكدت أن أحداث الفيلم تكشف للرأي العام مدى نظرة النظام الإيراني للمرأة، وكيف يتم استغلالها والإنقاص من حقوقها عبر ”زواج المتعة“.
وبيّنت يعقوبي أن أحداث الفيلم المذكور تشير إلى لجوء فتاة من الطبقة المتوسطة بعد انفصالها عن زوجها لزواج المتعة من رجل متزوج متقلب في آرائه السياسية، فتارة يدعم التيار الأصولي وتارة أخرى مع التيار الإصلاحي، ثم يرفض هذا الرجل نتيجة زواج المتعة بعد حمل الفتاة، بل ويطالبها بإسقاط الجنين.
واعتبرت أن ”هذا الفيلم الإيراني يحوي رسالة؛ وهي أن المرأة التي تطالب بحقوق متساوية مع الرجل هي امرأة غير قابلة للسيطرة وغير كفؤ، وهو عكس ما يدعيه النظام الإيراني بأن المرأة التي تُقدم على زواج المتعة تتمتع بوضع حقوقي“.
وتُشير تقارير إيرانية إلى استعانة الأجهزة الأمنية والمعلوماتية بزواج المتعة؛ بهدف الإيقاع بخصوم النظام السياسيين، حيث كشف تقرير سابق لموقع ”انصاف نيوز“ المقرب من التيار الإصلاحي، أن الاستخبارات الإيرانية تقود شبكة نسائية للإيقاع بمعارضين وحتى مسؤولين كبار عن طريق زواج المتعة، فيما وضعت لهؤلاء النساء اسمًا حركيًا هو ”پرستو“؛ أي طائر الخُطاف.