بعدما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن ضلوع فصائل موالية لطهران بالهجوم الموجع الذي طال قاعدة أميركية في البرج 22 شمال شرقي الأردن على الحدود مع سوريا، تصاعدت التساؤلات والمطالبات بين صفوف الجمهوريين في الولايات المتحدة بضرب إيران مباشرة.
فهل سترد فعلاً؟
في إجابته عن تلك المطالبات، وصف آدم إيرلي، المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية هذا السؤال بـ”سؤال المليون دولار”.
واعتبر في تصريحاته الاثنين، أن هذا الطرح محق، لاسيما أن كتائب حزب الله في العراق استهدفت قواعد أميركية، كما أن الحوثيين حاولوا استهداف سفن أميركية، وعلى الرغم من الضربات الأميركية ضد الطرفين لم تتراجع الهجمات بل استمرت.
كما تساءل عما إذا كانت تلك الاستراتيجية الأميركية في ضرب وكلاء طهران ناجحة حتى الآن، معتبراً أن الوقت حان لزيادة الضرر الذي يمكن أن يلحق بالخصم ومهاجمة إيران.
ورأى أن “طهران سعيدة بترك وكلائها يموتون من أجلها”، متسائلاً عما إذا كان الوضع سيتغير في “حال قتل إيرانيون بشكل مباشر”، وفق تعبيره.
“اضربوا إيران”
بالتزامن، ارتفعت مطالبات العديد من الجمهوريين بتوجيه ضربات مباشرة في الداخل الإيراني. وكتب السيناتور ليندسي غراهام في تغريدة على حسابه في منصة “إكس”: “اضربوا إيران فوراً، واضربوها بقوة”، كذلك فعل توم كوتون.
بدوره، حث جون كورنين في تغريدة على حسابه في تويتر على قصف إيران، كاتباً “اضربوا إيران”.
نفي إيراني
في حين نفت إيران، الاثنين، ضلوعها في الهجوم الذي أودى بحياة ثلاثة جنود أميركيين في الأردن، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا). واعتبر المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني أن “هذه الاتهامات غرضها سياسي يهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة”.
يشار إلى أن هذا الهجوم الأخير فاقم بلا شك التوترات في المنطقة وغذى المخاوف من توسع نطاق الحرب التي تفجرت في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، إلى نزاع قد يشمل إيران في شكل مباشر.
لاسيما أنها المرة الأولى التي يُقتل فيها عسكريون أميركيون بنيران معادية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، ما يضع بايدن في موقف محرج أمام سيناريوهات للرد، فيما يخوض سباقاً انتخابياً حساساً لولاية ثانية في البيت الأبيض.
نحو 160 هجوماً
ومنذ بدء حرب غزة، تصاعد التوتر بشكل عام في المنطقة وعلى عدة جبهات، من العراق إلى سوريا فاليمن ولبنان، حيث تتواجد فصائل مسلحة موالية لإيران ومدعومة منها.
إذ تعرضت القواعد العسكرية التي تضم قوات أميركية في العراق وسوريا لنحو 158 هجوماً منذ 17 أكتوبر الماضي.
فيما هددت الفصائل، الأسبوع الماضي، ببدء مرحلة ثانية من الهجمات تتضمن تكثيف ضرباتها في البحر الأبيض المتوسط لمحاصرة موانئ إسرائيل.
في المقابل، نفذت القوات الأميركية أكثر من ضربة في البلدين على مقرات تلك المجموعات المسلحة، متوعدة بالمزيد إذا استمرت الهجمات.