لماذا نسجد مرتين في الركعة الواحدة وليس مرة واحدة ؟
لماذا نسجد مرتين في الركعة الواحدة وليس مرة واحدة ؟
هل خطر ببالكم ذات مرة هذا السؤال لماذا نسجد مرتين في الركعة الواحدة، ولماذا لا تكون سجدة واحدة في الركعة الواحدة؟ كما في الركوع الذي يكون ركعوعاً واحد، هل هنالك حكمة وراء ذلك؟ هذا السؤال سأله أحد الأشخاص للإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه،لماذا نسجد مرتين مع كل ركعة؟ وما الصفة التي في التراب؟ فأجاب عليه سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وقرأ هذا الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم “منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى” صدق الله العظيم، اي أول ما تسجد وترفع رأسك يعني “منها خلقناكم”، وجسدنا كله أصله من التراب وكل وجودنا من التراب، وعندما تسجد ثانية تتذكر أنك ستموت وتعود إلى التراب، وترفع رأسك فتتذكر أنك ستبعث من التراب مرة أخرى.
أما لماذا لا نسجد مرة واحدة، كما نركع مرة واحدة، فقال سيدنا علي رض الله عنه: من الواضح أن السجود فيه خضوع وخشوع أكثر من الركوع، ففي السجود يضع الإنسان أعز أعضائه وأكرمها، كما تعددأفضل أعضاء الإنسان رأسه، لأن فيه عقله، وأفضل ما في الرأس الجبهة، على أحقر شيء وهو التراب، كرمز للعبودية لله، وتواضعًا وخضوعًا له تعالى، فالحكمة من تكرار السجود في الركعة الواحدة من دون غيره ترجع إلى أن السجود أبلغ في التواضع من غيره، وإنما شرع تكرار السجود في كل ركعة من دون غيره، لأن السجود أبلغ ما يكون في التواضع.
وكون السجود على التراب فيه مزيد للتواضع والعبودية لله تعالى، قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: ولأن السجود غاية التواضع والعبودية لله تعالى، وفيه تمكين أعز أعضاء الإنسان وأعلاها وهو وجهه من التراب الذي يداس ويمتهن، وقال البهوتي في كشاف القناع: وإنما شرع تكرار السجود في كل ركعة دون غيره لأن السجود أبلغ ما يكون في التواضع، لأن المصلي لما ترقى في الخدمة بأن قام ثم ركع ثم سجد فقد أتى بغاية الخدمة، ثم أذن له في الجلوس في خدمة المعبود فسجد ثانياً شكراً على اختصاصه إياه بالخدمة وعلى استخلاصه من غواية الشيطان إلى عبادة الرحمن.