قال محللون عسكريون بمصر إن المشاركة المصرية في العملية العسكرية التي تقودها المملكة السعودية ضد قوات الحوثيين باليمن “عاصفة الحزم”، تستهدف حماية مصالحها البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وحماية الأمن القومي العربي الذي يتعرض لخطر شديد.
قال اللواء كمال عامر مستشار بأكاديمية ناصر العليا ومدير المخابرات الحربية الأسبق، إن قومية المعركة تحتم على الجميع المشاركة، ولكن حجم مشاركة كل دولة يرجع إلى قدراتها وإمكانياتها وأهمية المعركة بالنسبة لها، فمصر أعلنت مشاركة عناصر من القوات الجوية والبحرية وأنها مستعدة لإرسال قوات برية إذا استدعى الأمر.
وأوضح ان”مصر وضعت قواتها طوع القوة العربية ولا يمكن التنبؤ بحجم الدور المصري، حيث لم تنتهي المعركة، كما لا يمكن لمصر أن تتخلف عن التهديدات التي تستهدف أمتها العربية.”
وأشار إلى أن إمكانية حدوث تنسيق بين الجانبين المصري والقطري ضمن التحالف الذي تقوده المملكة السعودية، ليس معناه عودة العلاقات إلى طبيعتها فكل دول لديهم نقاط اتفاق واختلاف، كما أن الكرة في الملعب قطر وليس مصر، لافتا أن القمة العربية قد توضح الكثير من الأمور في هذا الاتجاه.
وتابع قائلا “إن علاقات مصر بروسيا أو الولايات المتحدة لا يمكن أن يكون لها تأثير على حجم مشاركتها، مثلما يروج البعض ولكن مصر تمتلك قرارها.”
وأضاف أن تهديدات الحوثيين المدعومة من الدولة الإيرانية التي أصبحت تهيمن على كثير من الدول العربية، زادت من تطورات الأحداث على الأمن القومي الخليجي المرتبط بالأمن القومي العربي، كما تعد اليمن العمق الاستراتيجي لكل بلدان الخليج العربي ولها حدود ألف كيلومتر مع المملكة.
واستبعد عامر، إمكانية حدوث أي تهديد لمضيق باب المندب وهو أحد اهم الممرات المائية بين البحر الاحمر وخليج عدن وعلى امتداد قناة السويس، حيث يمثل حركة التجارة العالمية، ما يدفع العالم كله لمواجهة امر كهذا.
قال الخبير العسكري اللواء جمال مظلوم إن امن الخليج لا يتجزأ عن الأمن القومي المصري، كما ان المشاركة المصرية تستهدف أيضا حماية الملاحة في البحر الأحمر.”
وأوضح مظلوم أن وصول الحوثيين إلى باب المندب يهدد الملاحة في البحر الأحمر، كما تستعد مصر لإرسال قوات برية إذا لزم الأمر وفقا لما أكدته وزارة الخارجية المصرية.
إلا انه أشار إلى اختلاف ردة فعل المجتمع الدولي من الضربة المصرية لمعاقل تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا والعملية “عاصفة الحزم” باليمن، موضحا أن علاقات دول الخليج البترولية الخاصة بالولايات المتحدة و العديد من الدول الغربية أقوى من مصر، كما كانت هناك خلافات مما حدث 30 يونيو/حزيران 2013.
وقال الخبير الاستراتيجي اللواء طلعت موسي، إن ما قامت بعه القوات العربية فيما عرف “بعاصفة الحزم”، ليس فقط للبحث عن شرعية الرئيس اليمنى منصور هادى أو تدمير منشآت الحوثيين أو لدفعهم إلى القبول بطاولة المفاوضات لعودة اليمن إلى الاستقرار، ولكن الأهم هو النظر بعين الاعتبار إلى الأمن القومي.
وأشار موسى إلى حصار العديد من الدول العربية من جميع الاتجاهات تحت زعم مسميات كثيرة كالربيع العربي الذي استخدمت فيه تنظيمات إسلامية يتمترس خلفها من له مصلحة في إضعاف الوضع العربي، كما تقف الدولة الإيرانية إلى جانب بعض القوى العالمية وراء ما يحدث في اليمن.
وقال إن أهداف مصر من المشاركة يرجع بالأساس للدفاع عن قناة السويس من التهديدات الخاصة بإمكانية إغلاق مضيق باب المندب، في حال سيطرة الحوثيين حيث يبدأ الأمن القومي المصري، فضلا عن تهديد المملكة السعودية من تقدم الحوثيين بدعم من إيران.